تحدّث البابا فرنسيس يوم أمس الأحد عن مثل السامري الصالح في خلال صلاة التبشير الملائكي وأشار إلى أنه “أسلوب عيش حيث النقطة المركزية هم الآخرين وليس نحن”. وقال: “يمكننا أن نسأل أنفسنا تمامًا مثلما سأل علماء الشريعة أنفسهم في إنجيل اليوم “من هو قريبي؟ هل هم أصدقائي؟ أهلي؟ مواطنيّ؟ من ينتمون إلى ديني؟”
لم يُجب يسوع على هذا السؤال بطريقة مباشرة بل استعان بمثل السامري الصالح وهو رجل لم يعرف أسس الديانة الحقيقية إنما ومع ذلك لم يتوانَ عن مساعدة الفقير الذي وقع مطروحًا أرضًا ضحية اللصوص على عكس الكاهن واللاوي اللذين مرّا ببساطة وغضّا الطرف عنه. وقال البابا: “إنّ هذه القصة تقلب وجهات النظر لدينا. لا يتعلّق الأمر بنا بأن نحاول أن نصنّف الناس باعتبارهم جيراننا أم لا. إنما على العكس فنحن من نأخذ القرار بأن نكون قريبين أم لا. إنّ ذلك يعتمد عليّ أنا. الأمر يتعلّق بي في أن أكون جارًا للشخص الذي التقيت به والذي يحتاج إلى مساعدتي أم لا حتى لو كان غريبًا أو معاديًا”.
يقول يسوع لعلماء الشريعة في الإنجيل ويطلب منا نحن أيضًا أن نقوم بما فعله السامري الصالح. علينا أن نتحلّى بموقف السامري الصالح حتى نجسّد إيماننا. ثم اقتبس من الرسول القديس يعقوب مذكّرًا إيّانا أنّ “الإيمان من دون أعمال هو ميت”. من هنا علينا أن نسأل أنفسنا “إن كان إيماننا مثمرًا فعليه أن ينتج الأعمال الصالحة أو فسيكون عقيمًا وميتًا”.
وسأل البابا: “علينا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال لأنه بالتحديد حول هذا السؤال سوف تتمّ محاسبتنا في نهاية حياتنا. سيسألنا الرب: “هل تتذكّر في تلك المرّة عندما مررت من أورشليم إلى أريحا؟ ذاك الرجل الذي كان نصف ميت، كان أنا. هل تتذكّر ذلك؟ ذاك الطفل الجائع، كان أنا. هل تذكر ذلك؟ ذاك المهجّر الذي طرده معظم الناس، كان أنا. هؤلاء الأجداد المتروكين في بيوت الراحة، كانوا أنا. هؤلاء المرضى في المستشفى الذين لم يزرهم أحد، كانوا أنا”.
ومع هذا التأمّل الذي يثير التحدي ختم البابا عظته داعيًا الطوباوية والدة الله “أن تساعدنا على السير على درب المحبة السخية باتجاه الآخرين، درب السامري الصالح”.