قام البابا فرنسيس في 8 تموز بزيارته الأولى من روما باتجاه لامبيدوزا، “باب أوروبا” بالنسبة إلى الملايين من المهجّرين. ومن هناك أطلق نداء التضامن مدينًا “عولمة اللامبالاة”. ثلاثة أعوام مضت وعشرات الآلاف من الأشخاص يخاطرون بحياتهم في البحر الأبيض المتوسط فبين شهري كانون الثاني وحزيران 2016، وصل 70 ألف مهاجر إلى الشواطىء الإيطالية وهو عدد يوازي الأشهر الستة الأولى لعامي 2014 و2015 بحسب وزارة الداخلية الإيطالية. وأما باتجاه أوروبا فيتضاءل عددهم. في 30 حزيران 2016، استقبلت مراكز الاستقبال الإيطالية 132 ألف مهاجر بعد أن كان عددهم 29 ألف في أوائل عام 2014.
لهذه المناسبة، قام موقع إذاعة الفاتيكان القسم الفرنسي بمقابلة مع جيوفانا دي بينيديتو، المتحدثة الرسمية باسم المنظمة غير الحكومية Save the Children وننقل إليكم أبرز ما أتى في حديثها:
كيف تتطوّرت الحالة منذ ثلاثة أعوام حتى اليوم؟
منذ ثلاثة أعوام، كانت لامبيدوزا مركز الاستقبال الأساسي في أوروبا. في شهر تشرين الأول، وقعت حادثتا غرق مما أدّى إلى إطلاق عملية Mare Nostrum وغيرها من العمليات الأوروبية والإيطالية. ومنذ ذلك الحين لم تعد لامبيدوزا المركز الوحيد أو الأساسي حيث يصل إليه المهاجرون. فالمركبات العسكرية تصل إلى مرافىء بوزالو وأوغوستا والكثير من المنظمات غير الحكومية تنقذ اللاجئين من الغرق في المياه… تبقى لامبيدوزا مركزًا رمزيًا إنما لم تعد المرفأ الأساسي حيث يلجأ إليه المهاجرون.
أنتم تهتمّون بالقاصرين. كيف تطوّرت حالتهم؟
زاد عددهم هذه السنة ويجب تحسين نظام الاستقبال. يتمّ توجيه القاصرين غير المرافَقين إلى مراكز استقبال. يجب زيادة عددها وأن يتمّ تحسين أحوالها…. يجب القيام بخطوة نحو الأمام، الخطط موجودة إنما غالبًا ما تكون مزدحمة بالناس أو لا تلائم الظروف. يجب إنشاء قواعد ومعايير وإجراءات متناغمة في كل البلاد.
إذًا لم يقترن هذا النقل الإقليمي من لامبيدوزا إلى أماكن أخرى مع تحسين مراكز الاستقبال؟
من جهة، نعم. لم يعد القاصرون متمركزين في مكان واحد بل أصبحوا ينتشرون على مساحة أكبر. وصل عدد اللاجئين إلى أكثر من ألف مهاجر في مركز لامبيدوزا وهذا لا يمكن أن يدوم. نواجه اليوم خطر أقلّ من الاكتظاظ السكاني في مركز لامبيدوزا وبما أنّ عدد القاصرين زاد فيجب تحسين مراكز الاستقبال. إلاّ أنه يوجد البعض منها متقدّم جدًا. بعض الهيكليات لها معايير متميّزة: وسطاء ثقافيون، يخرطون الأولاد في النشاطات، والموظفون مؤهلون للغاية. وبعضهم لا.
هل عمليات الإغاثة فعالة؟
إنّ عدد الغرقى قد زاد كثيرًا أكثر عن العام الفائت. ليس لأنه لا يوجد إغاثة فالبحرية العسكرية الإيطالية ملتزمة التزامًا تامًا بإغاثة الناجين فضلاً عن البلدان الأوروبية الأخرى وسفن المنظمات غير الحكومية. المشكلة تكمن في أنّ المئات والمئات من الأشخاص يركبون على متن قوارب خشبية قديمة جدًا. من المستحيل القيام برحلة في ظلّ هذه الظروف وهذا ما يفسّر تزايد عدد الغرقى. يجب زيادة عمليات البحث والإغاثة وتأمين دعم نفسي لكلّ من نجوا من مسيرة الرعب التي قاموا بها وتعرّضوا لخطر الغرق في الكثير من الأحيان.