Cross - Pixabay - CC0 PD

هل نحن مسيحيّون حقيقيّون؟

دعونا لا نتسرّع في الإجابة

Share this Entry

من أهمّ الأمور التي يمكننا فعلها كمؤمنين وكأشخاص يتبعون المسيح البقاء أوفياء للكلمة، والبقاء متّصلين بالكلمة. أمّا الهدف خلف هذا، بحسب طرح للموضوع تناوله موقع eatingmanna.com الإلكتروني، فهو البقاء على الطريق المستقيم وتفادي الضلال.

نحن لا نعيش في بيئة محايدة، بل في عالم يبدو أنّه يكبر بكرهه لله مع مرور كلّ يوم. وفي جهد لحماية نفسه من الذنب والخجل، يخلق العالم الله بصورة خاصّة به. ومن السهل التأمّل بالكون أو تقديره، لأنّ “الكون” لا يتوقّع منّا شيئاً. فلا وجود للقوانين، أو هناك كميّة قليلة منها. والمغزى هنا هو أنّ العالم يعمل بكدّ لإعادة خلق الله بطريقة تناسب أسلوب عيشه. وكمؤمنين، نحن عرضة لأن نضلّ إن لم نتوخّ الحذر. وقبل أن ندرك ذلك، لا نعود نرى الله لمن هو عليه.

الله إله حبّ

غالباً ما نسمع أنّ الله إله حبّ، وأنّنا خُلقنا على صورته ومثاله. كما ونسمع أيضاً أنّه لديه مخطّط لحياتنا وأنّنا بين أيد أمينة. إنّها جمل مريحة يرغب كلّ شخص منّا في سماعها، بما أنّها تمدّه بالسلام. وعندما نركّز على هذه الناحية من شخصيّة الله، يمكننا بسهولة أن ننجرف وأن نخضع لأهوائنا. ومع الوقت، يمكن أن نبدأ بالنسيان أنّ لله توقّعات وأنّه جادّ حيالها. “إنّ خشية الله هي بداية الحكمة”، أي بكلمات أخرى، فلنبقَ متيقّظين. وللتأكيد على هذا، فلننظر معاً إلى المثل التالي من إنجيل متى (22).

مثلُ وليمة الملك

عاد يسوع إلى مخاطبة الجموع بالأمثال فقال: “يشبه ملكوت السماوات ملِكاً أقام وليمة عرس ابنه. فأرسل خدَمه يستدعي المدعوّين إلى الوليمة، فرفضوا أن يجيئوا. فأرسل خدماً آخرين ليقولوا للمدعوّين: أعددتُ وليمتي وذبحتُ أبقاري وعجولي المسمّنة وهيّأت كلّ شيء، فتعالوا إلى العرس! ولكنّهم تهاونوا، فمنهم من خرج إلى حقله، ومنهم من ذهب إلى تجارته، والآخرون أمسكوا خدَمَه وشتموهم وقتلوهم. فغضب الملك وأرسل جنوده، فأهلك هؤلاء القتلة وأحرق مدينتهم. ثمّ قال لخدَمه: الوليمة مهيّأة ولكنّ المدعوّين غير مستحقّين، فاخرجوا إلى مفارق الطرق وادعوا إلى الوليمة كلّ من تجدونه. فخرج الخدم إلى الشوارع وجمعوا من وجدوا من أشرار وأبرار، فامتلأت قاعة العرس بالمدعوّين.

فلمّا دخل الملك ليرى المدعوّين، وجد رجلاً لا يلبس ثياب العرس. فقال له: كيف دخلت إلى هنا يا صديقي، وأنت لا تلبس ثياب العرس؟ فسكت الرجل. فقال الملك للخدم: اربطوا يديه ورجليه واطرحوه خارجاً في الظلام فهناك البكاء وصريف الأسنان. لأنّ المدعوّين كثيرون، وأمّا المختارون فقليلون”.

ماذا نتعلّم من المثل؟

كما نرى في المثل، من الواضح أنّ الله محبّ وأنّه يرغب في أن نكون معه دائماً. وفي الوقت نفسه، هو مَن يعاقب ويحكم. فأكثر جزء مثير للاهتمام في هذا المثل هو الرجل الذي لا يلبس ثياب العرس، إذ يبدو أنّه تسلّل إلى الوليمة ولم يكن مدعوّاً. تذكّروا أنّ من يرتدون ثياب العرس هم انعكاس لمن تمّ غسلهم من إثمهم وأصبحوا جزءاً من الكنيسة. واضح أنّ الرجل أراد حضور الحفلة، لكنّه لم يكن يحبب الرب. من المنطقي أن نظنّ أنّنا في النهاية نرغب جميعاً في الجنّة، كما نرغب جميعاً الآن بكلّ ما ينفعنا. لكن كمؤمنين، هل هذا دافعنا؟ أم أنّه علينا أن نقف بذهول أمام الله خالقنا الرحوم الذي سيرفعنا إلى منزله السماوي؟

إنّ قراءة هذا المثل فرصة مناسبة للتوقّف وفحص قلوبنا. فإن لم يكن قلب المرء للرب، لعلّ هذه اللحظة ستكون بداية شيء جديد. وإن كان قلبك للرب، فهذه إذاً فرصة للنموّ وللتأكّد أنّ حياتك انعكاس لحبّك لله ولما فعله يسوع لأجلك على الصليب!

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير