استقبل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، 45 شاباً وشابة من سبع دول عربية ( العراق، سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين، مصر والسودان) هم طلاب في المعهد المسكوني للشرق الأوسط الذي يخضع لرعاية الإتحاد العالمي للطلبة المسيحيين في الشرق الأوسط، يرافقهم الأب كابي هاشم والسكرتيرة الإقليمية للإتحاد الآنسة السي وكيل.
افتتح اللقاء بصلاة القى بعدها الأب هاشم كلمة موجزة شكر فيها للمطران درويش الإستقبال المميز، وعرض لنشاطات المعهد المسكوني للشرق الأوسطن ومما قال:” المجموعة الموجودة امامك سيادة المطران هي من المعهد المسكوني للشرق الأوسط، وهي مبادرة ولدت في الإتحاد العالمي للطلبة المسيحيين في الشرق الأوسط. امام سيادتكم شباب وصبايا مع بعض الإكليركيين والكهنة والراهبات من سبع دول عربية ومن كل الكنائس التاريخية المعروفة. المبادرة اتت من الشباب والصبايا الذين احبوا ان يكون هناك تنشئة مسكونية خاصة بهم، وليس فقط في المخيمات الصيفية او في دورات التنشئة العادية. اهمية هذا المعهد انه يشكل مختبر حياة، مختبر صلاة، مختبر تعارف ومعرفة وختبر رسالة مشتركة. واليوم احببنا زيارة مدينة زحلة لأنها معروفة بخبرتها المسكونيةالطويلة وبعراقتها ولأننا نحب الكنيسة في البقاع.”
المطران درويش رحب بالوفد وبالمرافقين والقى كلمة روحية قال فيها :
“المسحيون مسؤولون عن الوحدة وملتزمون بالشهادة للعالم بأن المسيح هو الذي يوحد قلوبنا ويقدس مقاصدنا.الانقسامات بين المسيحيين تعيق قدرتنا على الشهادة في العالم، لأن الوحدة هي شراكة ترتكز على انتماءنا للمسيح، وهو وحدهُ يمنحنا المصالحة بقدرة الروح القدس
إن الإرهاب الذي يعانيه عالمنا والمآسي التي نعيشها في هذه الأيام، تحثنا على التلاقي وعلى الالتزام والبحث في كيفية الوصول الى وحدة الكنيسة، نحترم بعضنا، نقبل الفروقات الموجودة بيننا، نضع نزاعاتنا جانبا، ننزع من قلوبنا التعصب، نبعد من تصرفاتنا الذم والتحقير والكلام البطال، نزيد الثقة فيما بيننا، نسعى معا لنصل الى المياه الأكثر عمقا للسر الإلهي وننمي فينا الرغبة بالتعلم ممن هو مختلف عنّا.”
وتابع :” صلواتنا هي صرخةً واحدة وصلاة مشتركة بين كل الكنائس المسيحية لكي نكون كنيسة واحدةً، فالوحدة عطية من الله للمسيحيين، لكن يجب أن نستحقها بصلاتنا الدائمة وانفتاحنا على بعضنا لكي نحصل على هذه الهبة الإلهية.نصلي للروح القدس لنتغير بنعمته وباسمه ننتصر على انقساماتنا البشرية لا بالغلبة ولا بالقوة ولا بالتعالي، بل بالتضامن معاً وبالخدمة والتواضع. لقد صلى يسوع لنكون واحداً، لكن صلاته يجب أن تكون أيضاً صلاتنا الدائمة لينمو إيماننا ومحبتنا لباقي الكنائس؟
إنَّ الكنيسة هي شركة إيمان ورجاء ومحبَّة، وهي بالتالي شراكة بيننا وبين أخوتنا البشر.
كلّ يوم أحد نقف ونعلن: “أؤمن بإله واحد…ونؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية الخ”. هل توقّفنا يوماً لتفكّر بماذا تقول؟ ماذا تعني الكلمات التي تتلفظ بها؟ من أين مصدر هذه الكلمات؟ هل هناك من يُعلن قانون الإيمان ذاته؟ هل الكل يستوعبه بالطريقة نفسها؟ آباء المجامع المسكونيّة الستّة الأولى قدّموا لنا قانون الإيمان لنعمل باستمرار من أجل وحدة الكنيسة.
قدّمت لنا هذه المجامع قانون الإيمان الذي نعلنه في كلّ قدّاس إلهيّ وفي الصلوات الأخرى. كما أنّ قانون الإيمان هو فهرس مختصر عن ما نؤمن به.
إنّ قانون الإيمان هذا معترف به من قبل الكنيسة الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة ومعظم الكنائس البروتستانتيّة. ومع هذا ما زلنا منقسمين. لماذا؟ دعونا ننظر فقط إلى أنفسنا! فالكثير منّا يأتي غالباً إلى الكنيسة بدافع الواجب وليس بدافع العبادة. وكثيراً ما نؤخذ بحركات القداس، ونردّد قانون الإيمان بدل إعلانه.”
واضاف درويش ” لا بد لنا من تكرار مصطلح ما فتئ البابا فرنسيس يردّده في هذه الايام، عنيت به، “مسكونية الدم” اي ان المسيحيين في الشرق، باتوا موحدين، بفضل الدم البريء الذي يراق يوميا، لأنهم مواطنون أولا، و مسيحيون ثانيا”
واعطى المطران درويش شهادة حياة عن وحدة الكنيسة في زحلة وعمل الرعاة يداً بيد لخير الكنيسة والمؤمنين.
والقت الآنسة السي وكيل كلمة شكرت فيها المطران درويش على كلامه الروحي العميق وعلى رسالة المحبة والوحدة التي اوصلها الى الشباب والصبايا.
وفي ختام اللقاء كان هناك نقاش حول بعض المواضيع التي تهم الشباب.