يشارك وفد كبير من اللبنانيين في بولندا حاليًا لمناسبة انعقاد الأيام العالمية للشبيبة وكان لوكالة زينيت مقابلة حصرية مع أعضاء من تجمّع يسوع فرحي موجودين حاليًا في بولندا رغبوا أن يخصصوا الوكالة بشهاداتهم القيّمة وأبرز نشاطاتهم وزياراتهم. لمَ يشارك تجمّع يسوع فرحي في هذه المناسبة؟ هل يلتقون بشباب آخرين من لبنان أو غيره؟ ماذا يضيف هذا اللقاء على حياتهم الروحية؟ ما شعورهم بأنهم سيلتقون بالبابا فرنسيس؟ علمًا بأنهم سيرتّلون أمامه يوم السبت!
لاريسا الحاصباني، 29 عامًا، مرنّمة تنتمي إلى جوقة يسوع فرحي بقيادة أنطوان بيلوني، أفادت بأنّ الجوقة طلبت من أعضائها المشاركة بهدف تمثيل لبنان جنبًا إلى جنب جوقة القديسة رفقا بقيادة الأخت مارانا سعد. وقالت: “إنه حدث موجّه إلى كل شبيبة العالم حتى نرنّم ونسبّح الله بأصواتنا ومن خلال رقصاتنا التعبيرية بلغات عديدة. سهّلت إدارة تجمّع يسوع فرحي كلّ خطوة قمنا بها في هذه الزيارة وبكل تفاصيلها”. وأضافت: “إنها المرة الأولى التي أشارك فيها بالأيام العالمية للشبيبة ولطالما كنت أسمع بأنها رسالة جميلة جدًا يمكننا من خلالها أن نتشارك الصلاة مع العالم أجمع من كل البلدان ونتغذّى روحيًا حتى لو أننا نعجز عن الفهم بسبب اللغات المختلفة”.
“لقد قمنا بحفلتين غنائتين واحدة في وارساو يوم الأحد الفائت والثانية في كراكوف يوم أمس. حضر الحفل الغنائي في وارساو أكثر من 3000 شخص وكنا نرتّل باللغات الفرنسية والإنكليزية والعربية والبولندية والإيطالية والإسبانية. وبالرغم من أنه يوجد كثيرون ممّن عجزوا عن فهم اللغة إلاّ أنهم كانوا يصلّون من كل قلبهم بجوّ من الصلاة والخشوع والاحترام”.
وتتابع لاريسا لتقول: “إنّ هذا الموضوع أثّر بي أنا شخصيًا وشعرت بالسلام ولمست حضور الله وبأنه سعيد بترنيمنا بخشوع وهذا ما جعلنا ننسى تعبنا الجسدي. وما كدنا ننتهي من الحفل الموسيقي حتى أتت امرأة تبكي وهي تقول: “لم أكن أفهم ما تقولون إنما كنت أبكي كل الوقت لأنهم توصلون سلامًا لا يوصف”. وأما في أثناء التراتيل والرقصات التسبيحية فكان الجميع يصلّي من أساقفة وكبار في السنّ وشبيبة يقفون ويرتّلون ويرقصون تسبيحًا لله”.
“وأما يوم أمس عندما كنا في كراكوف فدام الحفل الموسيقي ساعتين وبالرغم من الطقس الرديء لم يغادر أحد المكان بل بقوا موجودين لأنّ السلام والفرح اللذين نشعر بهما من خلال الترنيم والتسبيح كانا أهم وأقوى بكثير من الطقس الرديء الذي كان يزعجنا جسديًا. ساعتان من العواطف الجيّاشة وفترات من الصلاة وكل العالم متأثّرة ترقص بفرح وتهليل.
“إنّ هذه الخبرة لمستني كثيرًا وبالرغم من أننا في بعض الأحيان نعجز عن فهم بعضنا بعضًا بسبب اختلاف اللغات إلاّ أننا لمسنا كيف أنّ الروح القدس يتكلّم بكلّ اللغات وبأنّ ما من لغة تعيق مشروع الله. إنّ السلام والفرح اللذين يصلان من الله هما جامعيان”.
نحن متشوّقون إلى اليوم الذي فيه سنلتقي بالبابا فرنسيس لأننا سنكون كلنا معًا بمختلف هويّاتنا وجنسياتنا والجميع مجتمع من أجل هدف واحد وهو الصلاة . فكم هو أمر جميل، فيسوع بذته قال: “كل ما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي أكون أنا الثالث بينهما فكم بالأحرى إن اجتمع مليونان أو ثلاثة ملايين من أجل الله فكم سيكون حضور الله قوي عندئذٍ! أنا متشوّقة لهذا اليوم! ومتشوقة لرؤية البابا لأنه شخص مملوء من الله وهو سيأتي ليساعدنا ويعلّمنا الصلاة”.
“ولن أنسى أن أذكر كم أنّ الشعب البولوني طيب وبسيط في حياته ويعيش التواضع، مملوء من السلام ومن خلالهم فهمت بساطة البابا القديس يوحنا بولس الثاني وعمق إيمانه في الوقت نفسه وكم كان وجهه منيرًا فببساطته استطاع أن يرتفع حتى يمتلىء من الله أكثر فأكثر”.
وأما هادي حاتم وهو أيضًا مرنّم ملتزم في جوقة يسوع فرحي، 29 عامًا، فأخبر عن بالبرنامج الذي يلتزم به جوقة القديسة رفقا وجوقة يسوع فرحي تحت رعاية شبيبة بكركي مع الخوري توفيق بو هدير ولجنة منظّمة من شبيبة بكركي. أشار هادي إلى أنّ تجمّع يسوع فرحي ينقسم إلى لجان عديدة مثل الجوقة، التمثيل والرقص التسبيحي واللجنة اللوجستية ولجنة الإعلام ومواكبة الحدث. أكّد بأنّ الاختبار قويّ وعميق مع الناس الذين يتوافدون إلى الإصغاء إلى الحفلات الموسيقية والتسبيحية ويتبادلون معهم الخبرات والصلوات العفوية والتذكارات. والأهم من كل ذلك، بحسب ما قاله هادي هو أنّ الناس جد متأثّرون وهذا ما لمسه بأنه يأتون ليقولوا ببساطة: “شكرًا لقد ساعدتمونا على الصلاة”.
تجدر الإشارة إلى أنّ جوقة يسوع فرحي سترتّل وتقدّم الرقصات التسبيحية أمام البابا لمدة عشر دقائق يوم السبت 30 تموز بقيادة أنطوان بيلوني قبل صلاة الختام التي سيترأّسها البابا فرنسيس. وأما جوقة القديسة رفقا فستقوم بسهرة روحية بحضور ذخائر القديس شربل والقديسة رفقا بقيادة الأخت مارانا سعد بالإضافة إلى نشاطات كثيرة سنوافيكم بتفاصيلها في وقت لاحق.