خلال أيّام الشبيبة العالمية التي انطلقت مساء البارحة، سيبتعد الحبر الأعظم لبعض الوقت عن الحشود بهدف زيارة مخيّم أوشفيتز، حيث مات منذ 75 عاماً ماكسيميليان كولبي الذي أعلنت قداسته سنة 1982. لكن من هو هذا القديس؟
بحسب المعلومات الواردة في مقال على موقع romereports.com الإلكتروني، كان كولبي راهباً فرنسيسكانيّاً أسّس “ميليسيا إيماكولاتا” وهي حركة لنشر الإنجيل تضمّ أكثر من 3 ملايين فرد في 48 بلداً. كما وأنشأ ديراً في بولندا عُرف باسم “مدينة الحبل بلا دنس”، ثمّ حوّله إلى دار نشر معادية للنازيّين خلال الحرب العالميّة الثانية، ليُعيده في النهاية إلى مأوى للّاجئين. إلّا أنّ كولبي مشهور ببادرته غير المتوقّعة، بحيث أنّه خلال فترة احتجازه في أوشفيتز، طلب الموت بدلاً عن رجل كان سيترك خلفه زوجته وأولاده.
في هذا السياق، يقول الرئيس الدولي الحالي للحركة التي أسّسها – الأب رافايلي دي مورو – “إنّ طلباً كهذا صادراً عن سجين فاجأ السلطات، لا بل فاجأ جميع من عرفوا كيف مات، بغضّ النظر عن كونه طوال حياته رسولاً عظيماً”.
من ناحية أخرى، وضمن يوبيل سنة الرحمة وأعماله، رغب البابا فرنسيس في تسليط الضوء على تضحية كولبي لأجل العالم عبر زيارته المكان صباح 29 تموز. ويمكن القول إنّ هذه الزيارة أشبه بتحذير: “فلنتيقّظ كي لا يتكرّر اختبار أوشفيتز”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ باباوات آخرين، بمن فيهم يوحنا بولس الثاني، زاروا الزنزانة التي أمضى فيها القدّيس كولبي آخر أيّامه.