Youth encounter with Pope

© Mazur/catholicnews.org.uk Flickr - CC BY-NC-SA

البابا يفتتح لقاءاته بالشباب بانتقاد "المتقاعدين" باكرًا

التقى البابا فرنسيس مساء أمس الخميس بالشباب في سهل بونيا في كراكوفيا بعد أن سلمه عمدة المدينة مفاتيح العاصمة البولندية. وكان في استقبال البابا حشد كبير من الشباب من مختلف القارات مثلتهم يافطات كبيرة تحمل صور القديسين “شهود الرحمة” من القارات المختلفة […]

Share this Entry

التقى البابا فرنسيس مساء أمس الخميس بالشباب في سهل بونيا في كراكوفيا بعد أن سلمه عمدة المدينة مفاتيح العاصمة البولندية. وكان في استقبال البابا حشد كبير من الشباب من مختلف القارات مثلتهم يافطات كبيرة تحمل صور القديسين “شهود الرحمة” من القارات المختلفة وهم: القديس منصور دو بول (أوروبا)، الطوباوية الأم تريزا (آسيا)، القديسة ماريا ماكيلّوب (أستراليا وأوقيانيا)، القديسة جوزبينا بخيتا (أفريقيا)، القديس داميانو دي فووستير دي مولوكاي (أمريكا الشماليّة) والطوباوية إيرما دولسِه (أمريكا الجنوبية).
بدأ البابا حديثه بالقول للشباب: “وأخيرًا نلتقي!” وشكرهم على استقبالهم الحار وتوجه بالشكر للقديس يوحنا بولس الثاني في دياره هو الذي “حلم بهذه اللقاءات وأعطاها زخمًا”. وطلب شفاعته ومرافقته من السماء.
وقال البابا للشباب أن “يسوع هو حي” وسأل: “أية فرصة هي أفضل لتجديد الصداقة مع يسوع من تعزيز الصداقة في ما بينكم؟ وأية طريقة هي أفضل لتقوية الصداقة مع يسوع من مشاركتها مع الآخرين؟” فما من طريقة أفضل لاختبار فرح الإنجيل مِن نقل “عدوى” البشرى السارة في مختلف الأوضاع الأليمة والصعبة!
وربط الأب الأقدس مشاركة الشباب في هذا اليوم العالمي بطوباوية: “طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرحَمون” (متى 5، 7)، شارحًا بأنه هذه الطوباوية تطوب من يعرف أن يغفر ومن يتحلى بقلب حنون ويعرف أن يسخى على الآخرين.
واعترف البابا فرنسيس أنه تعلم كأسقف أمورًا كثيرًا ولكنه يذكر في هذا اللقاء إحداها: “ما من شيء أجمل من التأمل بالرغبات، بالالتزام، بالشغف وبالقوة التي من خلالها يعيش الكثير من الشباب حياتهم. ما أجمل هذا! ومن أين يأتي هذا الجمال؟”
وأجاب: “عندما يلمس يسوع قلب شاب، قلب شابة، يصبحان قادرَين على القيام بأعمال عظيمة حقًا”. وانتقد البابا من أسماهم بـ “الهدوئيين”، الذين يعتقدون أنه لا يمكن تغيير الأمور. وسأل البابا الشبيبة: “هل يمكننا أن نغير الأمور، فكان الجواب عاليًا: “نعم”.
وقال للشبيبة: “إن العالم ينظر إليكم ويريد أن يتعلم منكم، أن يجدد ثقته برحمة الآب الذي وجهه هو دومًا وجه شاب ولا ينفك يدعونا للمشاركة في ملكوته، الذي هو ملكوت فرح، ملكوت سعادة، ملكوت يحثنا على التقدم دومًا، ملكوت يعطينا قوة تغيير الأمور”. وأضاف: “الرحمة لها دومًا وجهٌ شاب”.
هذا واعترف البابا بأمر آخر يحزنه كثيرًا وهو عندما يلتقي بشباب “متقاعدين” قبل أوانهم. شباب يتقاعدون بعمر 23، 24 أو 25 سنة. يحزنه عندما يرى الشباب يسيرون ووجوههم حزينة… شباب يستلمون قبل البدء باللعب. إنهم شباب يعانون الضجر ويسببون الضجر. شباب يهدرون أجمل أيام حياتهم في السعي وراء أوهام زائفة تسلبهم أفضل ما عندهم.
ولذا حث الشباب على ألا يسمحوا للعالم أن يسلبهم أفضل ما عندهم، ألا يسلب طاقتهم، فرحهم وأحلامهم. ودعا الشباب ألا يستسلموا لهذه “الدوامة” التي تقصيهم عن حياتهم بدل أن تجعلهم يعيشوا بالملء. وأشار إلى أن هناك جواب واحد، جواب لا يمكن شراؤه لأنه ليس شيئًا، بل شخصًا. هذا الشخص هو يسوع المسيح. يسوع هو هبة. هو هدية الآب.
“يسوع المسيح هو من يعطي شغفًا لحياتنا، يسوع هو من يحملنا على عدم الاكتفاء بما هو زهيد ويحملنا على أن نتطلب الأفضل من ذواتنا”.
وانطلاقًا من إنجيل مريم ومرتا، دعا الشباب إلى عدم الاختناق في الالتزامات الكثيرة بل إلى التحلي بشجاعة الاستسلام ليسوع في خضم النشاطات اليومية، مثل مريم.
وتمنى أن تكون هذه الأيام ليسوع، أيامًا مكرسة للإصغاء له، لقبوله في الأشخاص الذين نتقاسم معهم البيت والطريق والمدرسة.
ومن بين البوادر العملية ذكر البابا الاهتمام بالأجداد والمسنين حاثًا الشباب على الاتصال بأجدادهم لأنهم يستطيعون أن ينقلوا لهم حكمة الحياة التي تؤثر في القلب.
وختم البابا فرنسيس كلمته بهذه الصلاة: نحن هنا يا رب! أرسلنا لكي نشارك حبك الرحيم. نريد أن نستقبلك في يوم الشبيبة العالمي هذا، ونريد أن نؤكد أن الحياة تُعاش بملئها عندما تُعاش انطلاقًا من الرحمة، وأن هذا هو النصيب الأفضل، النصيب الألذ، النصيب الذي لن يُنتزع منا أبدًا. آمين”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير