World Youth Day in Poland Via Crucis

© Mazur/catholicnews.org.uk - Flickr - CC BY-NC-SA

أين هو الله في آلامنا؟ كيف يجيب يسوع؟

“لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبا فآويتموني، وعريانا فكسوتموني، ومريضا فعدتموني، وسجينا فجئتم إلي” (مت 25 ، 35 – 36). بكلمات يسوع من إنجيل متى، افتتح البابا فرنسيس درب الصليب التي جمعته أمس الجمعة في ميدان بونيا في العاصمة البولندية، كراكوفيا. […]

Share this Entry

“لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبا فآويتموني، وعريانا فكسوتموني، ومريضا فعدتموني، وسجينا فجئتم إلي” (مت 25 ، 35 – 36). بكلمات يسوع من إنجيل متى، افتتح البابا فرنسيس درب الصليب التي جمعته أمس الجمعة في ميدان بونيا في العاصمة البولندية، كراكوفيا.

حملت درب الصليب عنوانًا رمزيًا هامًا لهذه السنة اليوبيلية – “درب الصليب – درب الرحمة” وقد طبعها الأب الأقدس بتساؤلات تظهر في قلب كل إنسان بعد الزيارات التي قام بها البابا خلال النهار، إذ زار سجن أوشفيتز النازي وصلى في السجن الذي قضى فيه القديس ماكسيميليان كولبي أيامه الأخيرة.

فكان سؤاله الأول انطلاقًا من الإنجيل أعلاه: “أين هو الله؟ أين هو الله بما أن هناك الشر في العالم؟” وأجاب: إن كلمات يسوع هذه تجيب على هذا السؤال فتقول لنا أن الله في المحتاج، في الفقير، في المتألم. لقد اتحد يسوع بجميع المتألمين حتى يمكننا أن نقوله أنه صار “جسدًا واحدًا” معهم.

اختار يسوع أن يتماهى بإخوتنا وأخواتنا المتألمين والمضنوكين متقبلاً المسير على درب الآلام نحو الجلجلة. وبموته على الصليب، أسلم نفسه في يدي الآب وحمل في ذاته الجراح الجسدية، المعنوية والروحية للبشرية جمعاء. من خلال معانقته للصليب، عانق يسوع عري وجوع وعطش ووحشة وألم وموت رجال ونساء كل العصور.

وأضاف الأب الأقدس: “في هذا المساء يعانق يسوع بحب خاص إخوتنا السوريين الهاربين من الحرب. نحييهم ونستقبلهم بحب أخوي وتعاطف”.

إذ نذكر مراحل درب الصليب نكتشف من جديد أهمية التماهي بيسوع، من خلال أعمال الرحمة الأربعة عشرة. فأعمل الرحمة هذه، تساعدنا على أن نفتح قلوبنا على رحمة الله وعلى طلب نعمة أن نفهم أنه من دون الرحمة لا نستطيع أن نفعل شيئًا.

ونظر البابا أولاً في أعمال الرحمة الجسديّة السبعة: إطعام الجائع، ري العطشان، إلباس العاري، استقبال الغريب، العناية بالمريض، زيارة المسجون ودفن الميت. وقال: “مجانًا نلنا، مجانًا نعطي. نحن مدعوون لخدمة يسوع المصلوب في كل شخص مهمّش وللمس جسده المبارك في الجائع، العطشان، العريان، السجين، المريض، العاطل عن العمل، المضطهد، اللاجئ والمهاجر. هناك نجد إلهنا، هناك نلمس الرب. فهذا ما قاله لنا يسوع بالذات عندما شرح لنا معيار الدينونة: “كلما صنعتم شيئا من ذلك لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي قد صنعتموه”.

ثم انتقل للحديث عن أعمال الرحمة الروحية: نصح المشكّك، تعلم الجاهل، تحريض الخاطئ، تعزية الحزين، مغفرة الإساءات، تحمّل الأشخاص المزعجين بصبر، والصلاة من أجل الأحياء والموتى. إن محك مصداقية إيماننا المسيحي يكمن في قبول المُهمّش المجروح في الجسد، وفي قبول الخاطئ المجروح في النفس. فالمسيحية مسألة أفعال لا أقوال.

وانتقد البابا من يعلن أنه مسيحي ولكنه لا يخدم أحدًا وقال: “من لا يعيش ليخدم، لا نفع لعيشه. فمن خلال حياته ينكر يسوع المسيح”.

وجدد الدعوة للشباب لكي يُضْحوا روادًا في الخدمة جوابًا على حاجات البشرية المتألمة. فدرب الصليب هي درب السعادة لأنها اتباع المسيح حتى النهاية، في خبرات الحياة اليومية المأساوية. درب الصليب هي درب لا تخشى الفشل، التهميش، الوحشة، لأنها تملأ قلب الإنسان من مِلء يسوع المسيح.

ثم ختم البابا بالقول: “أيها الشباب الأعزاء، في يوم الجمعة العظيمة رجع الكثير من التلاميذ إلى بيوتهم حزينين، وفضل آخرون الهروب كي ينسوا الصليب. لذا أسالكم، وأطلب أن تجيبوا بصمت، في قلوبكم: كيف تريدون أن تعودوا هذا المساء إلى بيوتكم، إلى المراكز التي تستقبلكم، إلى خيمكم؟ كيف تريدون أن تعودوا هذا المساء كي تلتقوا بذواتكم؟ يبقى لكل منكم أن يجيب شخصيًا على تحدي هذا السؤال.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير