© Mazur/catholicnews.org.uk - flickr - BY CC-NC-SA

البابا يدعو الشباب لكي لا يكونوا "شباب أريكة" ولكي يتبعوا يسوع "رب المجازفة"

التقى البابا مساء السبت 30 تموز بالشباب في ميدان الرحمة في كراكوفيا في عشية الصلاة التي تشكل الوقفة الأكثر كثافة وأهمية بعد القداس الإلهي الذي يُقام نهار الأحد 31 تموز. وكان للبابا فرنسيس خطابٌ مؤثر سنستعرض بعض ما ورد فيه. انطلق الأب […]

Share this Entry

التقى البابا مساء السبت 30 تموز بالشباب في ميدان الرحمة في كراكوفيا في عشية الصلاة التي تشكل الوقفة الأكثر كثافة وأهمية بعد القداس الإلهي الذي يُقام نهار الأحد 31 تموز. وكان للبابا فرنسيس خطابٌ مؤثر سنستعرض بعض ما ورد فيه.
انطلق الأب الأقدس من كلمات الشاب السوري راند الآتي من سوريا والذي قدم شهادة حياة مؤلمة ومؤثرة عن حياة الجميع في حلب، وحياة الشباب بشكل خاص. وقال البابا: “أطلب إليكم أن تصلوا من أجل سوريا الحبيبة” البلد الذي طبعه الألم والفقدان.
وقال البابا للشباب الآتين من دول مختلفة أن بعضهم هم من دول توجد فيها حروب أو صراعات، بينما آخرون هم من دول تعيش حالة من السلام والاستقرار حيث تشكل أخبار الحروب مجرد عناوين نشرات أخبار. ولكن بعد أن التقى شباب هذه الدول في كراكوفيا، هناك أمر قد تحول: فآلام وحروب وصعاب هؤلاء الشعوب لم  تعد شيئًا بلا وجه أو بلا اسم، بل بات لها اسم، وجه، قصة وقرب.
هكذا نغلب البعض والإرهاب
وقال البابا للشباب: “نحن لا نريد أن نتغلب على البغض بالبغض، لا نريد أن نغلب العنف بالعنف، لا نريد أن نغلب الإرهاب بالإرهاب”. الجواب على هذا العالم الذي يعيش الصراعات هو الأخوة، هو العائلة.
وقال البابا: “نضع أمام إلهنا حروبكم وحروبنا، الصراعات التي يحملها كل منا في قلبنا”، ثم دعا الشبيبة لوقفة صمت وصلاة يد باليد من أجل الأخوة والسلام.
بعد الصمت، عاد البابا إلى الشهادات التي تم سماعها متحدثًا عن تأثير الخوف الذي عاشه الرسل أيضًا، والخوف يؤدي إلى فقدان الرجاء وإلى نوع من الشلل. شلل يحرمنا من الحلم مع الآخرين والمسير مع الآخرين. في حياة الرسل، جاء الروح القدس فقدم دفعًا وزخمًا لمغامرة جديدة.
شباب-الأريكة
ثم تحدث البابا عن شلل آخر هو شلل الأريكة (الصوفا – “الكناباية”). وقال البابا أن الكثير من الشباب يعيشون مشلولين على أريكات مريحة، تقوم حتى بالتدليك وهي مريحة تجعلنا نعيش أمام الألعاب الإلكترونية وأمام الكومبيوتر.
وقال البابا للشباب أنه بينما يعيش الكثير من الشباب الطيبين منطرحين على الأريكة، هناك من يقرر مصيرهم عنهم.
الحقيقة أننا لم نأت إلى العالم لكي نعيش حياةً نباتية، بل لكي نترك أثرًا في هذه الحياة. فإن أمر محزن جدًا أن نمر بالحياة دون أن نترك أثرًا. عندما لا نترك أثرًا نحن لسنا أحرارًا. هناك الكثيرون الذين لا يريدون الشباب أحرارًا.
وعاد البابا إلى موضوع الشلل فقال أن الشلل أحيانًا هو اعتبار السعادة مرادفًا للراحة. فالمخدرات تضر، ولكن هناك مخدرات أخرى هي مخدرات اجتماعية تجعلنا أكثر فأكثر سجناء لمجتمعنا.
يسوع رب المجازفة
أما يسوع، فهو رب المجازفة. يسوع يدفعنا للمسير دومًا إلى الأمام. يسوع ليس رب الراحة والضمانات. اتباع يسوع يتطلب منا مواقف شجاعة، يتطلب منا الذهاب على الطرقات وراء ربنا الذي يعلمنا أن نلتقي به في الجائع، العطشان، العريان، الصديق الذي وقع في ضيقة، السجين، اللاجئ والمهاجر.
يسوع يريد إعادة بناء عالم اليوم، ويريد إعادة بنائه معك. وقد تقول: “أنا محدود، أنا خاطئ”. ولكن عندما يدعونا الرب لا ينظر إلى ما نحن عليه وما كنا عليه، بل ينظر إلى ما يمكننا أن نفعله، الرب يراهن دومًا على المستقبل، على الغد. يسوع لا يدفعك نحو المتحف، بل نحو أفق المستقبل.
بناء جسور
وقال البابا للشباب أن جيله وجيل الراشدين بحاجة إلى جيل الشباب لكي يعلموهم أن يبنوا الجسور لا الحواجز، أن يبنوا الأخوة لا العداوات والحروب.
الجسر الأول الذي يجب بناؤه هو أن نعطي يدينا أحدنا للآخر. ودعا الجميع لكي يأخذوا يدي الشخص القريب منهم لبناء جسر أساسي، جسر أخوة. ثم شكر الجميع.
وختم بالقول: “اليوم يسوع، الذي هو الطريق، يدعوك لكي تترك أثرًا في التاريخ. هو الحياة ويدعوك لتترك تاريخك وتاريخ الآخرين يمتلئ حياةً. هو الحياة ويدعوك لكي تترك دروب الانفصال، الانقسام واللامعنى. هل أنت مستعد؟… فليبارك الرب أحلامكم”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير