مع نهاية اليوم الثالث لرحلته إلى بولندا، أطلّ البابا وكعادته من نافذة مقرّه ليحيّي من تجمّعوا لرؤيته. وفي كلمته التي ألقاها بعد “اليوم الأليم” الذي زار خلاله مخيّمَي أوشفيتز وبيركانو العائدين للحرب العالميّة الثانية، رثى الحبر الأعظم لقساوة البشر، بما أنّ العديد من بلدان العالم التي تعيش حرباً ما زالت تشهد على أمور مماثلة.
وبحسب ما كتبته آن كوريان من القسم الفرنسي، أطلق البابا صرخة قائلاً: “هناك الكثير من الألم والظلم… لكن هل يُعقل أننا نحن البشر الذين خُلقنا على صورة الله ومثاله، يمكننا أن نفعل أموراً كهذه؟”
وأضاف بكلّ حزن أنّ “الظلم والقساوة لم ينتهيا مع أوشفيتز وبيركانو، بما أننا اليوم ما زلنا نرى تعذيباً للعديد من الأشخاص ومن المساجين. هذه الأمور نفسها ما زالت تحصل في أماكن عديدة تنهشها الحرب”.
من ناحية أخرى، وتعليقاً على زيارته مستشفى الأطفال، وقيامه بدرب الصليب مع الشبيبة، قال الأب الأقدس إنّ يسوع لم يتألّم منذ أكثر من ألفي سنة فحسب، بل ما زال يتألّم اليوم عبر اتّحاده بالمرضى وبمن هم بلا ملجأ وبالجياع وبمن يعيشون في الشكّ ومن لا يعرفون معنى السعادة أو يشعرون بثقل خطاياهم.
ثمّ حمل البابا الجمع على الصلاة على نيّة “كلّ يسوع في العالم”، وكلّ طفل مريض بريء وكلّ إنسان معذّب وسجين خاضع لسوء المعاملة… أي لكلّ شخص يعاني اليوم من جرّاء البشاعات والقسوة والشرّ.