كما تجري العادة في طريق العودة من كلّ بلد يزوره البابا فرنسيس، يُعقَد مؤتمرٌ صحافيٌ على متن الطائرة يتداول فيه البابا أبرز الأحداث التي جرت في البلاد أو خارجه. ننقل إليكم في مقالات متفرّقة أبرز ما أتى في حديثه خلال المؤتمر الصحافي. سُئل البابا فرنسيس عما إذا كان يمكن تحديد الإسلام بالعنف على نقيض ما تزعم جماعة الدولة الإسلامية بأنها مجموعة دينية أصولية.
وأجاب: “لا أعتقد أنه من الصائب أن نحدّد الإسلام بالعنف. هذا ليس صائبًا وغير صحيح. أنا لا أحبّ أن أتحدّث عن العنف الإسلامي مشيرًا إلى أنّ الإنسان يرى العنف كل يوم في الصحف حتى على يد الكاثوليك المعمّدين. “هذا يُسمّى عنف كاثوليكي! وإن أردت أن أتحدّث عن العنف الإسلامي فيجب عليّ أيضًا أن أتحدّث عن العنف الكاثوليكي”. عبّر البابا عن إيمانه بأنّ كل ديانة لها مجموعاتها الأصولية بما فيها الدين المسيحي.
وتابع ليقول بإنّ “هذا النوع من الأصولية يمكنه أن يقتل باللسان” مقتبسًا كلمات الرسول يعقوب. وقد أتت إجابة البابا على سؤال طرحه صحافي حول مقتل الكاهن الفرنسي على يد المجاهدين الإسلام وهو اعتداء أدانه البابا فرنسيس بشدّة. ثم سأل الصحافي البابا لمَ لا يشير إلى الإسلام عندما يشجب هذه الأنواع من الأعمال الإرهابية التي يقترفها المجاهدون الإسلام.
يُذكَر أنّ الأب جاك هاميل (86 عامًا) كان قد قُتل يوم الثلاثاء على يد مسلّحين اقتحما كنيسة سانت إتيان في روفراي خلال القداس وخطفا الكاهن مع أربع رهائن. هذا وفسّر البابا خلال المؤتمر الصحافي بأنّه تناقش كثيرًا مع الإمام الكبير لجامعة الأزهر وهكذا هو يفهم المسلمين مفسّرًا بأنهم “يبحثون عن السلام واللقاء”.
فضلاً عن ذلك، قال وبحسب السفير البابوي لدى الأمة الأفريقية (التي لم يذكر اسمها البابا فرنسيس في خلال المؤتمر) أنّ كل من يمرّون عبر باب الرحمة في خلال السنة اليوبيلية وكلّ من يذهبون للصلاة أمام مزار السيدة العذراء هم مسلمون يرغبون أن يشاركوا في يوبيل الرحمة. كذلك ذكّر البابا فرنسيس المسلمين الذين التقى بهم في خلال زيارته في شهر تشرين الثاني الفائت عندما توجّه إلى جمهورية أفريقيا الوسطى مع الإمام الذي انضمّ إليه في السيارة البابوية.
وإذ يقرّ البابا بأنه يوجد مجموعات أصولية، شدد على أنه يوجد العديد من الشبيبة بمن فيهم الأوروبيين بأنفسهم “عاطلين عن العمل لا مثال أعلى لديهم يلجأون إلى المخدرات والكحول “وينضمّون إلى المجموعات الأصولية”. وتابع: “يمكن للإنسان أن يتحدّث عن الدولة الإسلامية في العراق والشام المزعومة إنما إنها دولة إسلامية موجودة بحد ذاتها من أجل القيام بالعنف”.
“وبالتالي تكشف المجموعة عن “بطاقة هويتها” مشيرًا إلى مجموعة من المصريين الذين ذُبحوا على شاطىء ليبيا. “إنها مجموعة أصولية تُدعى داعش إنما لا أظنّ أنه من الصائب أو صحيح أن نقول بأنّ الإسلام إرهابي”. وأضاف: “الإرهاب هو في كل مكان. لنفكّر في إرهاب القبائل في بعض البلدان الأفريقية. ينمو الإرهاب عندما لا يوجد أي خيارات أخرى حيث مركز الإقتصاد الشامل هو إله المال وليس الإنسان يا أيها الرجال والنساء وهذا هو إرهاب أوّلي في الأصل! لقد أخرجتم خالق الكون من حياتكم أيها الرجال والنساء وأبدلتموه بالمال. هذا إرهاب أوّلي ضد البشرية جمعاء! فكّروا في الأمر!”