تتميّز الأيام العالمية للشبيبة في كراكوف بتغيير مهمّ بالنسبة إلى الصحافيين الذين يتابعون أخبار الفاتيكان: فتلك كانت الرحلة الأخيرة التي يقوم بها الأب فدريكو لومباردي كمدير لدار الصحافة الفاتيكانية ليستلم من بعده الصحافي الأمريكي غريغ بورك.
في الواقع استلم الأب فدريكو لومبادري مهامه في أيلول 2006 مشاركًا في 37 زيارة رسولية: 22 سفرة مع البابا بندكتس السادس عشر ابتداءً من بلده الأم في بافاريا عام 2006 إلى جولته في لبنان عام 2012 و15 زيارة رسولية مع البابا فرنسيس بما فيها الأيام العالمية للشبيبة في ريو دي جانيرو عام 2013 وكراكوف عام 2016.
تميّزت زيارات البابا بصفته مدير لدار الصحافة الفاتيكانية على مدى عشرة أعوام (ترافقت معها مسؤولية إدارة إذاعة الفاتيكان حتى 29 شباط) وتميّزت بأحداث مهمة مثل استقالة البابا بندكتس السادس عشر في 11 شباط 2013 والانتخاب غير المتوقّع “لبابا يسوعي”، كاردينال بيونس آيرس خورخيه ماريو برغوليو بعد مضي شهر على استقالة سلفه في 13 آذار 2013. إنّ الأب لومباردي الذي قاد الصحافيين طوال مرحلة الكونكلاف وتحضيره لم يخفِ تأثّره ودهشته نتيجة انتخاب “زميله” اليسوعي.
طوال هذا العقد “كمتحدّث باسم الفاتيكان”، رافق صوت ووجه الأب لومباردي الأحداث السعيدة والحزينة في حياة الفاتيكان و الكنيسة بشكل عام مثل اغتيال الأب جاك هاميل في 26 تموز الفائت. سيبلغ الأب لومباردي في 29 آب المقبل 74 عامًا وبذلك لم يبلغ العمر القانوني وهو 75 عامًا لذا يمكنه أن يستلم مسؤوليات جديدة داخل جمعية يسوع التي سيجتمع أفرادها لانعقاد المجمع العام في الخريف.
تغيير في الأسلوب والجيل
أُعلن رسميًا عن هذا الخبر في 11 تموز الفائت: صحافيان علمانيان يأخذان بمقاليد دار الصحافة الفاتيكانية. غريغ بورك، 57 عامًا، ملتزم في الأوبس داي ويعمل في روما لأكثر من 25 عامًا. كان مراسلاً لدى وكالة الأنباء الكاثوليكية ثم عمل في فوكس نيوز، إذاعة الأخبار الأمريكية المنافسة لسي أن أن. وما لبث أن أصبح عام 2012 مستشارًا في التواصل لدى أمانة سر الدولة. هو يشغل منذ 21 كانون الأول منصب نائب مدير دار الصحافة الفاتيكانية وجدير ذكره أنها ليست المرة الأولى التي يستلم فيها علماني إدارة الصحافة الفاتيكانية ففي عهد البابا القديس يوحنا بولس الثاني كان الطبيب الإسباني يواكين نافارو فالز مستلمًا هذه المهمة.