لمناسبة المئويّة الثامنة لتثبيت رهبنة الدومينيكان من قبل البابا هونوريوس الثالث سنة 1216، استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان بتاريخ 4 آب المشاركين في مجلس كهنة الدومينيكان العام. وبناء على ما كتبته مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت، اجتمع رؤساء الأديرة حول كبيرهم الأخ برونو كادوريه في بولونيا (إيطاليا) من 16 تموز إلى 4 آب.
من ناحيته، ذكّر البابا الجميع أنّنا “كلّما خرجنا لنروي عطش الغير، كنّا من دعاة الحقيقة”. ثمّ ذكر الحبر الأعظم الدعامات الثلاث الأساسية لرهبنة الدومينيكان: المحبة والتبشير والشهادة قائلاً: “إنّ جسد المسيح الحيّ والمتألّم يصرخ للمبشّر ولا يدعه وشأنه. هذه الصرخة توقظنا وتُفهمنا رحمة يسوع لشعبه”، مصرّاً على وجوب بذل الجهود للاستجابة إلى صرخة الله.
أمّا التبشير فيتطلّب اتّحاداً قويّاً مع الله، وإلّا فلن يلمس القلب ويغيّره، لو مهما كان كاملاً. وأشار الأب الأقدس إلى أنّ “الدراسة الجادة والمثابرة على المسائل اللاهوتيّة لا مفرّ منها ككلّ شيء يسمح بالاقتراب من الحقيقة والاستماع إلى شعب الله”. ثمّ أضاف الحبر الأعظم أنّ المبشّر يتأمّل بالكلمة، ولكن أيضاً بالشعب الذي يأمل أن يتمّ فهمه، شارحاً أنّه لا بدّ من وجود أسياد مخلصين للحقيقة وشهود شجعان للإنجيل لتكون الشهادة تجسّد التعليم ولا تترك أحداً غير مبال.
وختم الحبر الأعظم قائلاً: “هذه الشهادة تقرن الحقيقة بفرح الإنجيل، الفرح الذي نشعر به لمعرفتنا أنّ الله يحبّنا وأننا نخضع لرحمته اللامتناهية”، وحثّ الدومينيكان على اتّباع خطوات القديس دومينيك الذي عرف أنّ الله يجدّد دائماً الأشياء ولا يخيّب أحداً.