خلال حجّ دام لساعتين ونصف في أسيزي بتاريخ 4 آب ضمن يوبيل الرحمة بالتزامن مع المئوية الثامنة لغفران أسيزي، حثّ البابا فرنسيس المسيحيين على أن يكونوا “رموزاً متواضعة تشير إلى الغفران، وأدوات رحمة”، في كلمة ألقاها في كنيسة القديسة مريم في بورسيونكولا أسيزي، حيث فهم القديس فرنسيس “الفقير” دعوته وأسّس رهبنة الفرنسيسكان.
وقد أكّد البابا، بناء على ما كتبته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، أنّ العالم بحاجة إلى الغفران. فالعديد من الأشخاص يعيشون محتجزين في الضغينة ويحضنون الحقد لأنهم يعجزون عن الغفران، لذا يدمّرون حياتهم وحياة الآخرين، بدل إيجاد الفرح والسلام والطمأنينة.
وفي هذا السياق، أشار الحبر الأعظم إلى أنّ الإنسان يواجه دائماً صعوبة في الغفران لأخيه الذي أساء إليه، فيما يطالب بحقّه وبإحلال العدالة عندما يكون هو مديناً للآخرين. ثمّ شجّع البابا على تفضيل حبّ الآب، وليس عدالتنا المزعومة، بما أنّ غفران الله كامل لا يعرف الحدود، ويتخطّى كلّ تصوّر، مؤكّداً أنّه يمكن لدرب الغفران أن تجدّد الكنيسة والعالم. كما وشرح أنّ غفران الله يؤكّد لنا أنّ الآب يشفق علينا حتّى ولو عاودنا السقوط في الخطيئة نفسها، وهو يعيدنا إلى منازلنا بقلب هادىء ومطمئنّ بعد كلّ اعتراف.
وبما أنّ المفاجآت من عاداته، أنهى الأب الأقدس تأمّله عبر اقتراحه على الكهنة الفرنسيسكان تقديم سرّ الاعتراف للمؤمنين الذين كانوا موجودين في الكنيسة قائلاً: “أنا أيضاً سأكون في تصرّف الغفران”، قبل أن يجلس في كرسي الاعتراف ويستمع إلى اعترافات عشرين مؤمناً (من أصلهم امرأة على الكرسي المدولب) طوال 45 دقيقة.