تحيي الكنيسة اليوم 9 آب ذكرى القديسة الشهيدة بنديكت تيريزا للصليب. إنها إديت شتاين الفيلسوفة والراهبة الكاثليكية من أصل يهودي التي ولدت في كنف عائلة يهودية ملحدة وما لبثت أن اعتنقت الديانة المسيحية متأثّرة بتريزا الأفيلية ويوحنا الصليب. ولدت عام 1891 وتلقّت العماد سنة 1922 لتدخل عام 1934 إلى رهبانية الكرمل. توفيت في معسكرات التعذيب النازية سنة 1942 مع أختها روزا التي كانت قد اهتدت إلى المسيحية بدورها في معسكر أوشفيتز في 9 آب 1942.
تطوّعت إديت شتاين بعد أن تعرّفت إلى المسيحية للتعليم في مدرسة للفتيات الدومينيكيات لمدةّ عشر سنوات فترجمت كتاب للقديس توما الأكويني بعنوان “في الحقيقة”. عُرفت بدفاعها عن المرأة وسلّطت الضوء على دورها وأهميتها حتى إنها شجعّت انخراطها في المجال السياسي والمجتمع. وكانت تتساءل: “هل المرأة من طبيعة أنثوية؟ ما الهدف من تعليم المرأة؟ مشيرة إلى تكامل المرأة “في جسد المسيح السرّي” داعية الرجل والمرأة معًا أن يكونا ضمن نظام الطبيعة ونظام النعمة.
نذكر ما أتى في تأمّلاتها عن الميلاد، هي من اعتبرت أنّ الميلاد هو بداية مغامرة أي مغامرة النعمة في حياة كلّ منا مدركةً أنّ النعمة تريد أن تحلّ فينا مثل بذرة حياة تحوّلنا بحيث تجعلنا نشترك في حياة الله نفسه. وتقول في تأمّل “الطفل الذي يحمل السلام إلى الأرض” بإنه “لا ينبغي ألاّ نخطىء الظنّ: فالنجم الذي يلمع عاليًا وصافيًا في ليلة الميلاد، يشير إلى أنَّ مجيء النور بيننا لا يحصل مباشرةً بسبب سَماكة الخطيئة. الميلاد هو سرّ الحبّ الكبير المزروع في الظُّلمَة، والمُنتَصِر أخيرًا! “هذه هنا هي حقيقة صعبة وخطيرة، أنَّ الصورة الشِّعريَّة للطفل في المغارة لا يجب أن تُعمينا”.