مع اتّخاذ الوضع الإرهابي منحى إلى الأسوأ في العالم برمّته، وليس فقط في بلدان معيّنة تستهدفها الدولة الإسلامية (داعش)، لا يمكن للمرء إلّا أن يتساءل عمّا يمكن فعله، خاصّة وأنّ الحكومات تتباطأ في التحرّك لوضع حدّ لإراقة الدماء. ماذا يمكن للسكّان الاعتياديين خاصة الكاثوليك أن يفعلوا؟ فلنستعرض معاً رأي أليكسندر لوسي سميث الذي عبّر عنه ضمن مقال نشره موقع catholicherald.co.uk الإلكتروني.
أوّلاً، يمكننا جميعاً وعلينا أن نتلو ورديّة يومية على نيّة انهزام داعش، فالمسبحة الوردية أداة فعّالة لطالما لجأ إليها الكاثوليك في أوقات الصعاب. كما وأنّ المسبحة الوردية تنتهي بصلاة “السلام عليك أيتها الملكة أمّ الرحمة والرأفة” التي نطلب فيها “نحن المنفيين في وادي الدموع” من أمّنا مريم أن تنعطف بنظرها الرؤوف نحونا؛ من هنا، لا وجود لشفاعة أفضل من تلك لمن يعانون في حلب مثلاً.
ثانياً، لمَ لا نبدأ بتلاوة صلاة البابا لاون الثالث عشر التي كانت تُتلى في نهاية كلّ ذبيحة إلهية في الماضي، لطلب شفاعة القديس ميخائيل في الصراع ضدّ قوّات الشيطان ولالتماس الحماية من الملائكة الذين لربّما لا نتكرّس لهم كفاية؟
أيها القدّيس ميخائيل رئيس الملائكة السماوية، دافع عنّا في صراعنا ضدّ الشيطان الخدّاع الماكر. كن عوننا ضدّ خُبث الشيطان وفِخاخه. ليُمارس الله عليه سلطانه، نطلب ذلك راجين؛ وأنتَ يا أمير الجنود السماوية المجيد، بالقوّة التي أَوكلها إليكَ الرب، أطرد إلى جهنم إبليس وباقي الأرواح الخبيثة التي تطوف في العالم لإهلاك نفوس المؤمنين، آمين.
ثالثاً، لمَ لا يحمل كلّ منّا كاهن رعيّته على البدء بحوار مسيحي – مسلم؟ قد يجيب البعض قائلين إنّ حوارات مماثلة تتولّاها بلدان وسلطات. إلّا أنّ ما نحتاج إليه حقاً هو حوار على المستوى المحلّي، أي على مستوى يمكن فيه للمسيحي وللمسلم أن يجتمعا ويناقشا إيمانهما. بهذه الطريقة، سيهتمّ المسلم “المعتدل” بهذا، وسيرغب في الحوار، ممّا سيشكّل تحدّياً للمسلمين الأصوليّين قد يصل إلى عزلهم.
وأخيراً، فليطلب كلّ منّا من كاهن رعيّته الاحتفال بذبيحة إلهيّة على نيّة “المسيحيين المضطهدين”، كما ويمكن ذكر النيّة خلال القسم المخصّص للنوايا ضمن القدّاس، بهدف زيادة الوعي لتضمين هذه النيّة في صلوات المؤمنين اليوميّة.