مع بداية الألعاب الأولمبية هذا الشهر ركّز البابا على الرياضة والرياضيين. وكان قد خصّص البابا شهر آب للصلاة على نية أن تكون “الرياضة فرصة للقاءات الودية بين الشعوب وأن تساهم في أن يسود السلام في العالم”.
أن يلتزم الإنسان بالرياضة فهذا يساعده على تثبيت الفضائل والسيطرة على الذات والمواظبة والاندماج وغيرها من الفضائل الأخرى. نتعلّم ما معنى أن ننتمي إلى فريق وكيف نعمل معًا بهدف استخدام مواهبنا ومواهب الآخرين حتى نحظى بالجائزة. نضع الأهداف ونتعلّم الفرح الذي ينبع من تحقيق الهدف. وكم من مرّة تحدّث القديس البابا يوحنا بولس الثاني عن أهمية الرياضة والروح الرياضية من أجل بناء حضارة المحبة قائلاً مرّة: “عيشوا كأشخاص يبقون أصدقاء وإخوة وأخوات حتى لو تنافستم على “التاج” لانتصار أرضي! سلّموا على بعضكم وتضامنوا في المحبة والتعاون اللامحدود!
يقدّم لنا موقع catholic-link خمسة أمور نتذكّرها عندما نلعب الرياضة!
- “إطلبوا أولاً ملكوت الله وبرّه وكلّ الأشياء تزاد لكم” (متى 6: 33)
تمامًا مثل كل الأمور الأخرى، لا يجب أن ندع الرياضة تعيق علاقتنا بالرب. إنه في المكانة الأولى. إن كان التدريب يعيق أوقات الصلاة أو يحتلّ مكان القداس فحان الوقت لكي نعيد ترتيب أوّلياتنا ونعيد تقييم التزامنا. فمثلاً يمكنك قبل أن تبدأ التمرين بتلاوة صلاة. إطلب من الله أن يساعدك على تعزيز القوّة والصمود ليس في الرياضة فحسب بل في حياتك الروحية. يمكن صلاة القديس ميخائيل رئيس الملائكة أن تفيدك وتساعدك وتحميك.
- “… إفعلوا كلّ ذلك لمجد الله” (1 كو 10: 31)
تذكّر دائمًا مَن منحك النعمة لتنجح في الرياضة. الرب يستحقّ التمجيد وليس أنت. كن متواضعًا في إنجازاتك واستخدم أي أمر يقودك إلى المسيح. والأمر سيّان في خساراتك وفشلك. لا تبدي موقفًا سيئًا تجاه الآخرين وقدّم كل ذلك لله. يمكنك مثلاً إن سُئلت “ما هو سرّك” أن تظهر علاقتك المتينة بالله. إحرص على أن تظهر للناس بأنّ نجاحك هو من الله وليس بسبب انجازاتك الشخصية. امتنع قدر المستطاع عن مجادلة مدرّبيك واللاعبين الآخرين. ثق بأنّ الله هو من سيهتمّ بالأمر. لا تنس أن تقول لمدرّبك “شكرًا” فهو يقوم بالكثير ليساعدك على تنمية مواهبك ومن المهمّ أن تعترف بذلك.
- “لنخض بثبات ذلك الصراع المعروض علينا، محدّقين إلى مُبدىء إيماننا ومتمّمه، يسوع، الذي في سبيل الفرح المعروض عليه، تحمّل الصليب مستخفًا بالعار” (عب 12: 2)
الرياضة تختبرنا وتتحدّانا وتدفعنا إلى اجتياز حدود جديدة. إنه جزء التسلية والمغامرة الذي يقوم به الرياضي! لا تستسلم حتى لو كنت متعبًا وتودّ أن تستقيل. جاهد، فالرياضة تساعدك على تخطّي الصعوبات في الحياة الروحية واسأل الله أن يمدّك بالقوّة اللازمة من أجل الاستمرار حتى النهاية.
- “والمصارع أيضًا لا ينال الإكليل إن لم يصارع صراعًا شرعيًا” (2 تيم 2: 5)
من الضروري أن يلعب الرياضي المسيحي وفق الأصول والشرعية من دون القيام بالغشّ فعندما يغشّ الإنسان غيره هو يغشّ نفسه أولاً. تبيّن لنا فضيلة الاندماج بأننا لا نؤمن بيسوع المسيح فحسب بل نحن نعيش على مثاله. من هنا، يمكنك مثلاً أن تثقّف نفسك على “القوانين” وشجّع فريقك وافرح معه وعندما يلعب خصمك بشكل جيّد فلا تتردّد أن تشجّعه وتثني على موهبته.
- “أما تعلمون أنّ العدّائين في الميدان يعدون كلّهم، وأنّ واحدًا ينال الجائزة؟” (1 كو 9: 24)
كن نظاميًا ومتمرّسًا وجاهزًا للقيام بالتضحيات. إنها مميزّات الرياضي والمسيحي. يمكنك أن تحصل على نتائج أفضل بفضل النظام. إن كنت ترغب في أن تكون الأفضل فعليك أن تتمرّن يوميًا فبالرغم من أنّ الله هو واهب العطايا إلاّ أنه عليك أنت أيضًا أن تبذل الجهود وأن تنمّي موهبتك. إبحث عن طرق للقيام بالتضحيات مثل مساعدة المدرّب على تنظيف المكان من أجل تنمية الانضباط الشخصي. والآن لنسأل شفاعة القديسين سيباستيان وكريستوفر ليساعدا الرياضيين في الميدان!