Saint Claire of Assisi

Robert Cheaib - theologhia.com - CC BY

القديسة كلارا: لننظر إلى "مرآة الأبدية"، الى المسيح كمرآتنا

في تعقيدات عقيدة الموت في مصر القديمة، تجذر الإيمان بأن إحدى مكونات الإنسان و هي (الكا) والتي كانت تعتبر بمثابة نفس الميت الطيبة: كانت تعود للتتحد بصورة الميت فتجد طريقها الى الحياة. و إذا ضاعت الصورة، هامت (الكا) ومعها ضاع مكون آخر […]

Share this Entry

في تعقيدات عقيدة الموت في مصر القديمة، تجذر الإيمان بأن إحدى مكونات الإنسان و هي (الكا) والتي كانت تعتبر بمثابة نفس الميت الطيبة: كانت تعود للتتحد بصورة الميت فتجد طريقها الى الحياة. و إذا ضاعت الصورة، هامت (الكا) ومعها ضاع مكون آخر من الروح وهو (البا) الذي كان يعود كل ليلة “بعد قضاء وقت عند نور الشمس”.هذه التفسيرات ترد في كتاب الموتى وهو مجموعة من الوثائق الدينية والنصوص الجنائزية التي كانت تستخدم في مصر القديمة، لتكون دليلاً للميت في رحلته للعالم الآخر. وبالتالي فبضياع الصورة تضيع فرصة ” الحياة الأبدية الطيبة ” كما فهموها…. ومن هنا ندرك لماذا إكتسبت عادة الحفاظ على (الصورة) من خلال التحنيط والتماثيل والنقوش و الرسوم …. أهمية بالغة!!!
“على صورته كمثاله” (تك 1: 27 ):
أما على أنوار الكتاب المقدس فنعرف، منذ التكوين، أن الله شكّل الإنسان على “صورته”، وبالطبع ليس المقصود هنا بالصورة الإلهية، أن الإنسان يشابه الله في صفاته الإلهية، مثل الأزلية، وعدم المحدودية… إنما المقصود هو “الصفات النسبية كمثل الطهارة، النقاوة والبر… ” لكن بعد السقوط في الخطيئة، تهشمت الصورة و تشوّهت و إبتعدت عن معرفة الله و بالتالي عن طريق الحياة. فكان لا بد أن يأتي الرب المسيح “صورة الله غير المنظور” (كو1: 15)، ليعيد إلينا بتجسده صورة الله كي نحاكيها… وبهذا يدعو الله البشر لإستعادة القداسة المفقودة و “ليكونوا مشابهين صورة ابنه” (رو 8: 29 ) فينالوا الحياة.
تدعونا قديسة اليوم كلارا الأسيزية الاّ نغلق أعيننا عن العالم….إنما أن ننظر لهذا العالم بعيني الله وننظر إلى “مرآة الأبدية”، الى المسيح كمرآتنا… علّ النظر يخلق شبهاً!!
من فجر البشرية الى أحضان ثقافات كتلك الفرعونية الى أيامنا “التكنولوجية”: لا تزال الصورة تحتل موقع الهيمنة والسيادة!! و حضارتنا اليوم مليئة بالصور (التلفزيون، الإنترنت…) و كل هذه تؤثر علينا وتغير في فكرنا لكن مرآة المسيح تحررنا…فيبقى أن نختار أي صورة نود أن نعكس:
أصورة الإنسان ” القوي في الظاهر” و المومياء في الداخل أم أيقونة الحب المصلوب و لكن الحب الشافي الذي لا ينكر الحقيقة بل يحوّلها من حالة اللعنة إلى حالة النعمة.

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير