“الحكمة الحقيقية تكمن في العيش والأقدام تلامس الأرض إنما العيون شاخصة إلى السماء” هذا ما كتبه المونسنيور فرانشيسكو فولو المراقب الدائم لدى الكرسي الرسولي في الأونيسكو لمناسبة عيد انتقال العذراء بالنفس والجسد إلى السماء.
تأمّل حول عيد الانتقال
إنّ الحكمة الحقيقية تكمن في العيش والأقدام تلامس الأرض إنما العيون شاخصة إلى السماء حيث رُفعت سيدتنا مريم العذراء عندما استلقت إلى الأبد على الأرض. إنّ ارتفاع مريم إلى السماء هو فصح يسوع المحقق بشكل تام فيها. مريم العذراء التي أعطت للكلمة جسدًا قد اتحدت كليًا بابنها القائم من بين الأموات والذي غفر الخطيئة وانتصر على الموت.
إنّ حدث الانتقال يلمسنا نحن أيضًا لأنه يظهر لنا بطريقة واضحة مصير كل واحد منا ومصير البشرية. عند الاحتفال بهذا العيد نتذكّر بأننا عندما ننفتح إلى الله لا نخسر شيئًا. إنما على العكس، تصبح حياتنا غنية وكبيرة ومملوءة تمامًا مثل حياة مريم.
إنّ حياة أمنا العزيزة هي حياة عاشتها في ملء النعمة من دون أن تتهرب من واجباتها بل عاشت ببساطة في الناصرة تابعة ابنها في رسالته بصمت حتى وصلت لأن تقف أمامه على أقدام الصليب مشاركة إياه المحبة والألم.
ابتهجت أخيرًا عند قيامة ابنها من بين الأموات ومع الكنيسة التي ولدت في العنصرة وانتظرت عودتها إلى أحضان الآب إلى جانب ابنها وهذا هو في الواقع الانتقال.
إنّه أسلوب العيش الذي تقترحه أمنا علينا نحن أبناؤها. من المذهل أن ندرك أنّ حياتنا ليست طريقًا مسدودًا بل مسارًا يتخطى حدود الموت ويجد أزليّته في السماء. كم من الكنائس مكرّسة لانتقال العذراء تدلّنا على جمال الحياة التي تنتظرنا إن تبعنا مريم.
وقال البابا فرنسيس: “إنّ مسيرة مريم إلى السماء بدأت مع “النعم” التي نطقت بها في الناصرة عندما أجابت الملاك جبرائيل الذي كشف إرادة الله لها”. وفي الواقع، إنّ كل “نعم” نقولها للرب هي مرحلة نجتازها وتصل بنا إلى السماء نحو الحياة الأبدية. لأنّ الرب يريد أن تكون الحياة وافرة لكلّ أبنائه. إنّ الرب، الأب الرحيم يريدنا أن نكون كلنا أولاده ومعه في منازله السعيدة.