Flag of Lebanon - Pixabay CCO - Public Domain

لابد من وقفة ضميرٍ وتنازلاتٍ من كل الفرقاء السياسيين ليُصارَ الى انتخابِ رئيسٍ قوي

درويش في عيد انتقال السيدة العذراء

Share this Entry

ترأس رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش قداساً احتفالياً في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء وعيد الأبرشية والذكرى الخامسة لتوليته مطراناً على ابرشية زحلة، عاونه فيه المعتمد البطريركي للروم الأرثوذكس في روسيا المطران نيفن صيقلي وعدد كبير من كهنة الأبرشية، وحضره نواب زحلة: د. انطوان ابو خاطر، ايلي ماروني، جوزف المعلوف وشانت جنجنيان وعقيلته، النواب السابقون: سليم عون وجورج قصارجي، الوزراء السابقون : كابي ليون،  خليل هراوي، عادل قرطاس ومحمود ابو حمدان، مدير عام الأمانة العامة في القصر الجمهوري عدنان نصار، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة ادمون جريصاتي، رئيس مصلحة الزراعة في البقاع المهندس خليل عقل ممثلاً المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، مدير عام مؤسسة مياه البقاع المهندس مارون مسلّم، قائد منطقة البقاع في قوى الأمن الداخلي العميد فادي خوري، رئيس جهاز امن الدولة في البقاع العميد فادي حداد، قائد الشرطة العسكرية في البقاع العميد محبوب عون، قائد فوج التدخل الثالث في قوى الأمن الداخلي العقيد ادوار حداد، رئيس مصلحة الصحة في البقاع الدكتور غسان زلاقط، ممثلو الأحزاب والفاعليات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية في زحلة، القضاة والرهبان والراهبات، وجمهور غفير من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة توجه فيها بالتهنئة الى كل الذين يحتفلون بهذا العليد المبارك فقال :”   بفرحٍ كبير أرحب بكم أيها الأخوة والأخوات الأحباء، وقد اجتمعنا في هذا القداس الإلهي تحت كنف سيدة النجاة، نرفع الشكر والتسبيح والإكرام لمخلصنا وإلهنا، يسوعَ المسيح له المجد، ولأمه العذراء مريمَ شفيعةِ الكاتدرائية وشفيعةِ زحلة. أرحب بإخوتي السادة المطارنة، وبالمسؤولين المدنيين والعسكريين: وزراء ونواب ومدراء عامين وقضاة ورجال أمن ودولة، ونشكر لكم   تلبيتَكم دعوتَنا للصلاة معا ومشاركتَنا فرحتَنا في عيد الأبرشية. اشكر الأخوة الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات. أشكر الإعلاميين، اشكر الذين حضَّروا هذا الاحتفال. وأطلبُ من الله أن يبارككَم جميعا ويُنعمَ عليكُم بسلامه وحبِّه.
وكنيستنا الملكية تُعيد هذا اليوم، لرقاد سيدتِنا المجيدة والدةِ الإله الفائقةِ القداسةِ والدائمةِ البتولية مريم. ونسمي هذا العيدَ بلغتنا الشعبية “عيدَ السيدة” وهو أكبرُ أعيادِ العذراءِ مريمَ وأهمُّها ، كما نسميه أيضا عيدَ الانتقال، أي انتقالُ مريمَ العذراءِ إلى السماء.
نحن الملكيّين نؤمنُ كباقي الكاثوليك في العالم بأنَّ اللهَ نقلَ إلى السماء، مريمَ والدةَ الله، الثيوتوكس، في نهاية حياتها على الأرض.
لقد أرادَ الله أن يُظهرَ مجدَهُ في قداسة مريم، في ولادتِها وفي حياتها على الأرض ومن ثمَّ في انتقالها إلى السماء لتتحدَ بابنها فتشاركَه في مجدِه كما شاركَتهُ في آلامه.
للعذراءِ مريمَ إكرامٌ فائقٌ ومميزٌ في قلوبنا، كما في قلوب الزحليينَ والبقاعيينَ فهيَ تشفعُ بنا وتُبعدُ عنا المصائبَ والمحن، وتقودُنا بحنان إلى ابنها السيدِ المسيح الإلهِ المتجسد. ومقامُ السيدة دليلٌ واضحٌ على احتضانِ مريمَ لهذه المدينة التي عُرفت عبرَ تاريخها بأنها مدينةُ مريم.”
وعن الذكرى الخامسة لتوليته قال درويش :” اليومَ أيضًا أعيّدُ معكم للسنة الخامسة لتوليتي الأبرشية، وهي مناسبةٌ لنا جميعا لِنُجَددَ محبتَنا لكنيستنا والتزامَنا بانتمائنا إليها. والعيدُ محطةُ صلاة وتأمل، نفحصُ ضميرَنا ونصوّبُ مسيرتَنا ونحاسبُ ذواتَنا على كل تقصير.
وعيدُ الأبرشية هو أيضا نافذةٌ نتطلعُ من خلالها برجاء وتصميم وعزمٍ إلى المستقبل،  تُشرقُ لنا فيه انوارٌ هاديةٌ توقظُ فينا الضمائرَ الغافية وتُنهضُ الهممَ الفاترة، وتقودُنا الى سلوك طريق الفضيلة والقداسة ومحبةِ الله والقريب
لقد حاولتُ جاهدا خلالَ هذه السنواتِ الخمسِ أن أبذُلَ ذاتي في خدمةِ هذه الأبرشية الحبيبة وفي خدمة المدينة. ومن ضعفي وتقصيري أخذتُ قوةً من العلاء لأكونَ للكلِ وفي خدمة الكُل، وقد التفتُّ بخدمتي بنوعٍ خاصٍ الى الفقراء والمحتاجينَ والمهجرينَ، ففتحْنا لهم طاولةَ يوحنا الرحيم وهي تُقدّم يوميا قُرابةَ الثلاثِمايةِ وجبة. ومع الجمعية الخيرية الكاثوليكية ومؤسساتٍ عالمية أخرى عملنا من أجل فقراِئنا ومن أجل المهجرين. ولم ننسَ  أبدا الشبيبةَ والعملَ الرسولي والروحي والإنمائي في رعايا الأبرشية كافة.
كما أوْلَيتُ اهتماما كبيرا ويوميا بالمريض وبأهل المريض وبأدق التفاصيلِ التي تساهم في تطوير عمل المستشفى. هذا ما تعلمناه من السيد المسيح عندما قال لنا: “كنت جائعا فأطعمتموني وعريانا فكسوتموني ومريضا فعدتموني..”
إن المطرانية أصبحت خلالَ هذه السنوات مركزا للخدمات الروحية والاجتماعية، فكانت ابوابُنا مُشرَّعَةً لكل صاحب مشكلة وطالبِ عون. تعرضنا هذه السنة لكلام بطال وتجريح وإشاعات ونحن نفكر مثلكم بأن كل كلام باطل على الكنيسة وعلى رجالات الكنيسة هو غريب عن القيم الزحلية وهو خنجر يُغرس في قلب زحلة.
لكننا نعلمُ أيضا أنَّ الكنيسةَ هي أمٌ تتغاضى عن الإساءات وتعودُ تَحضُنُ الجميع.  وكما أن الأم لا تُغلقُ أبوابَها أمامَ أولادِها، هكذا هي الكنيسة، تُشرعُ أبوابَها للجميع من دون استثناءٍ لتُقدمَ لهم الرجاء. لذلك كنا نصلي كلَّ يوم من أجل هؤلاء الذين تطاولوا علينا. وبالمقابل وجدنا حولنا محبينَ كثُرًا ساهموا معنا في بناءِ حضارةِ التفاهمِ والحوارِ والمحبة. لذا نشكرُ الرب ونشكرُه من أجلكم ومَعكُم. ونصلي لتكونَ قلوبُنا عارمةً برغبة الوحدة والمحبة.”
وعن  الوضع في البلاد قال درويش : ” نعيش اليومَ في عالم مضطرب فُقدت فيه القيمُ الروحية وصارتِ القوى الظلامية تُهددُ سلامَنا وحياتَنا وعَيشَنا المشترك، وصرنا كقصبةِ ريحٍ تعصفُ فينا الأمواج، ويكادُ بلدُنا يَغرقُ. فنحنُ منذ سنتين سفينةٌ بدونِ ربّان. كما أن الطائفيةَ أصبحتْ تتجذَّرُ فينا كمرضٍ عصيٍّ عن الشفاء. أما المذهبيةُ فبدأت تأكلُ نسيجَنا الاجتماعي. لذلك لابد من وقفة ضميرٍ وتنازلاتٍ من كل الفرقاء السياسيين ليُصارَ الى انتخابِ رئيسٍ قوي قادرٍ أن يُصّوبَّ الانحرافات ويقودَ مع مجلس نيابي جديد يُعبِّرُ عن تطلعات الناس، عمليةَ إصلاحٍ جذريٍ يضع لبنان في مُقدمة البلدان الديمقراطية، تُكرِّسُ وحدةَ اللبنانيين وحقوقَهم واستقلالَهم الحقيقي عن كل ضغوطات الخارج.
تبقى أمالُنا معلقةً على الجيش اللبناني حامي الوطن، كلِّ الوطن، وبالتعاونِ مع الأمن العام وقوى الأمنِ الداخلي وأمنِ الدولة (نتمنى على الحكومة ونناشدها بأن تعمل على إعادة الثقة بجهاز أمن الدولة وتُفعِّل دورهُ). نرفعُ اليومَ صلاتَنا على نية جيشِنا رمزَ وحدَتِنا الوطنية ونُباركُ له إنجازاتِه اليومية ليصونَ وحدةَ لبنان. ”
وختم درويش عظته موجهاً الشكر لكل من ساهم في انجاح احتفالات الأبرشية لهذه السنة فقال :” ولا بد لنا في الختام من توجيه الشكرِ العميق اليكم أيها الأبناءُ الأحباء الذين شاركتمونا احتفالاتِ العيد ونشاطاتِه، ولاسيّما انتم المشتركين في هذه الذبيحة المقدسة، ووسائِلِ الإعلام. وشكري إلى إخوتي الكهنة وعلى رأسهم نائِبِنا العام الغيور، ، وكلِّ الذين يخدمونَ في هذه الكاتدرائية بمحبة، من مؤمنينَ وجمعياتٍ وأخوياتٍ وجوقة، وكلِّ الذين يعملون في دار المطرانية واللجان الأبرشية والذين ساهموا ويساهمون معنا في تنمية مشاريعنا سائلين أمَنا العذراء، سيدةَ النجاة أن تباركَكم جميعاً وان تشملَكم بنعم ابنها يسوع وتبسطَ عليكم سترَ حمايتها. آمين.”
وبعد القداس انتقل درويش والمطران صيقلي والكهنة الى صالون المطرانية حيث تقبلوا التهاني بالمناسبة.

Share this Entry

خليل عاصي

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير