تتابع الكنيسة بتأمين حاجات كلّ الأشخاص الذين لا يزالون يقطنون في حلب وتساعدهم بالرغم من القوات المتمردة التي تحاول أن تحاصر المدينة محاولة تزويد الآلاف بالطعام يوميًا. وقال الكاهن اليسوعي الأب زياد هلال لعون الكنيسة المتألمة: “إنه وضع محزن بالنسبة إلى الجميع بسبب القتال الذي يدور في المنطقة. لم أستطع أن أنم جيدًا هناك لأننا نسمع كل الليل دويّ أصوات القصف والقتال بين المجموعات”.
يعتمد الناس في غالبية الحالات على الطعام الذي تؤمّنه الكنيسة وقد استطاعت هذه الأخيرة أن تطعم العديد من سكّان حلب بصرف النظر عن ديانتهم.
وقال الأب هلال في هذا الصدد: “نحن نملك مطبخًا واسعًا وعون الكنيسة المتألّمة وغيرها من الجمعيات تساعد في تزويدنا بالطعام. نقدّم حوالى 7500 وجبة طعام يوميًا. يتألّف الفريق العامل من مسلمين ومسيحيين ويوجد الكثير من المسلمين الذين يستفيدون من هذه الوجبات”. إنما أشار الكاهن اليسوعي إلاّ! أنه بالرغم من الحصار الذي يطوّق المنطقة تتابع الحياة مجراها مثل الزيجات والاحتفال برتبة العماد ويشاركون بالقداس الإلهي كل يوم.
وأضاف: “من جهة تبدو الأمور سوداء ومحزنة ومن جهة أخرى تتابع الكنيسة نشاطاتها بالأخص وأنّ الجمعيات المسيحية لا تبخل في تأمين الدعم والمساعدات. وهذا يبثّ فينا الرجاء والأمل فمهمتنا هنا هي جدّ مهمة”. هذا ووصف الأب هلال كيف أنّ الناس يعانون مشاكل في الكهرباء إذ يستفيدون منها ساعة أو ساعتين على الأكثر.
وأشار إلى أنّ الوضع من دون كهرباء كان صعبًا جدًا فلا يستطيع الناس أن يقوموا بأعمالهم وقُسمت المدينة إلى قسمين بين المعارضة والحكومة فعجز الناس عن التحرّك من مكان إلى آخر وعندئذٍ خسروا وظائفهم بسبب صعوبة التنقّل من مكان إلى آخر”.
وقدّر الأب هلال أنّ ما يقارب بين 27 ألف و30 ألف مسيحي أي ما نسبته 60 في المئة من سكان حلب وهذه الأرقام كانت قبل اندلاع الحرب قد غادروا وكلّ من بقوا هم فقراء وهم يتوقون إلى العمل. وقال: “لقد التقيت بعائلة مسيحية حيث يعمل أولادها الثلاثة في مطعم، واحد منهم يبلغ عمره 7 أو 8 أعوام والآخر 10 أعوام والولد الثالث 14 عامًا. توفي والدهم ولا نعلم كيف وأمهم تعمل أيضًا. وقال لي ربّ العمل: “أترى هؤلاء الأولاد الثلاثة. إنه يعملون لديّ ولم أستطع أن أقول لهم إنه الصيف يمكنهم المغادرة الآن لأنهم ببساطة يساعدون أمهم. لم أستطع أن أقوم بذلك” لقد صُدمت كثيرًا”.
وتابع الأب هلال ليقول: “إنّ الناس في سوريا وبالأخص في حلب هم بحاجة إلى الأمان والرحمة حتى يتابعوا حياتهم لأنهم يعيشون وضعًا صعبًا للغاية”.
من المهمّ أن نذكر اليوم ما قاله البابا فرنسيس منذ أيام قليلة: “أنا أشجّع كل شخص أكان شابًا أم كبيرًا في السنّ أن يعيش سنة الرحمة بحماس وأن نتخطّى اللامبالاة وأن ندعو إلى إعلان السلام في سوريا. السلام في سوريا ممكن”. وقال الأب هلال: “هذه هي صرختنا اليوم. السلام في سوريا ممكن وهذا هو أملنا الوحيد”.