إنّ التقلّبات الحالية تدعونا “إلى إعادة اكتشاف المقوّمات الأساسية للاتحاد بين البشر للقيام بانطلاقة جديدة” هذا ما كتبه البابا فرنسيس لمناسبة الاجتماع السابع والثلاثين “للصداقة بين الشعوب” الذي افتُتح في ريميني (إيطاليا) في 19 آب 2016 حاثًا على “الشجاعة” و”الحوار”.
يتمحور اللقاء هذه السنة حول عنوان “أنت خير لي” وهو عنوان “مشجّع” بحسب ما أفاد البابا فرنسيس “لأننا بحاجة إلى الشجاعة لكي نؤكّد ذلك بينما تبدو الكثير من الأمور من حولنا لا تشجّع على ذلك. غالبًا ما ننجرّ إلى تجربة الانغلاق في أفق ضيق لمصالحنا الشخصية فيبدو لنا وكأنّ الأشخاص من حولنا لا لزوم لهم أو حتى أسوأ من ذلك إحراجًا وعقبة”.
إنما هذا الموقف لا يتلاءم مع الطبيعة البشرية: “نكتشف منذ صغرنا جمال الرباط الذي يجمع الناس ببعضهم البعض، نتعلّم لقاء الآخر من خلال الاعتراف به واحترامه كمحاور وأخ لأننا أبناء الله الواحد الذي يسكن في السماوات”. وتابع البابا ليقول: “إنّ انعدام الأمن الوجودي يخيفنا من الآخر كما لو أنه خصمنا ينزعنا من المجال الحيوي ويخرجنا من الحدود التي رسمناها”. وسأل البابا: “أمام الأخطار التي تهدد السلام وأمن الشعوب والأمم، من يمكنه أن يفكّر في إنقاذ نفسه وبقواه الخاصة؟ إنّ الافتراض هو أساس كل صراع بين الناس. إنّ العديد من التغيرات التي غالبًا ما نشعر بأننا شاهدين عاجزين عليها فهي في الحقيقة دعوة خاصة إلى إعادة اكتشاف أساس الاتحاد بين الناس من أجل القيام بانطلاقة جديدة”.
هذا وحذّر البابا من الفردية التي “تبعدنا عن الآخرين فتسيطر على الحدود وعلى العيوب من خلال تضعيف رغبتنا وقدرتنا على التعايش حيث يمكن لأي شخص أن يكون حرًا وسعيدًا برفقة الآخرين بغنى تنوّعهم”. على العكس، إنّ المسيحي مدعوّ أن يزرع “فكرًا منفتحًا دائمًا على الآخر مهما كان لأنه لا يجب فقدان الأمل من أي شخص (…) وكم سيتغيّر العالم إن أصبح هذا الرجاء اللامحدود نظارات يتبادل الناس النظر من خلالها”.