“الاتجار في البشر والأعضاء، العمل القسري، العبودية المعاصرة والدعارة… كلها جرائم ضد الإنسانية” هكذا غرّد البابا فرنسيس في اليوم العالمي لإحياء ذكرى تجارة الرقيق وإلغائها في 23 آب مدينًا مرّة جديدة ظاهرة لم يكفّ يومًا عن الإشارة إلى خطرها منذ بداية حبريته.
“جرائم ضد الإنسانية” هذه هي العبارة التي استخدمها البابا فرنسيس في شهر حزيران الفائت عند المشاركة في اجتماع مهمّ لقضاة الفاتيكان. ذكر البابا فرنسيس تلك الأعمال الإتجارية غير المعدودة التي تؤثّر في 40 مليون شخص على الأقلّ من رجال ونساء وأولاد مشيرًا إلى أنها “طاعون متفشٍّ في جسم البشرية المعاصرة” وبأنها “آفة في جسد المسيح”. هذا وحثّ البابا كل السلطات الدينية والسياسية والاجتماعية على أخذ هذا الموضوع على محمل الجدّ بخاصة أنه يوليه اهتمامًا كبيرًا.
وأضاف: “على مقترفي هذه الجرائم ضد الإنسانية أن يُعاقَبوا بحسب القوانين الدولية والمحلية”. ولم يتوانَ عن تذكير القضاة وأعضاء النيابة العامة في المؤتمر نفسه بأهمية التحرّر من ضغط الحكومات والمؤسسات الخاصة حتى تتابع العدالة مجراها. وأما من ناحية المسؤولين الكاثوليك فرجاهم بعدم “جعل الكنيسة مسيّسة بل عليها أن تُعنى في شؤون السياسة الكبيرة”.
لم يكتفِ البابا بالتحدّث عن الموضوع فحسب بل ترجم أقواله باللفتات الرمزية ففي إطار أيام الجمعة المخصصة لأعمال الرحمة مثل يوم الجمعة 12 آب الفائت، توجّه إلى بيت جماعة يوحنا الثالث والعشرين حتى يقابل عشرين امرأة آتيات من أوروبا وأفريقيا خرجن من جهنّم البغاء والابتزاز. طُبعت هذه الزيارة بالعواطف إنما هدفت بادىء ذي بدء إلى هزّ الضمائر ضد اللامبالاة.