1- إعداد الحياة
تكوّن الكون على مراحل وظهرت الحياة على الأرض بأمر الخالق، الذي رافق تطوّرها على مدى عصورٍ وأجيالٍ وأجيال. خلق الله الكون والحياة، ومن جمال وعظائم خلائقه الإنسان. نعم، الإنسان هو قمّة إبداع خليقة الله، لأنّه خُلِقَ على صورته ومثاله “في البدء خلق الله السموات والأرض ]…[ وصنع الله الجَلَد وفصل بين المياه … ]…[ وقال الله: لتنبت الأرض نباتًا ]…[ وكان مساء وكان صباح: يوم ثالث ]…[ فخلق الله الحيتان العظام ]…[ يوم خامس: فصنع الله وحوش الأرض ]…[ وقال الله لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا ]…[ على صورة الله خلقه ذكرًا وأنثى خلقهم” (تك 1: 1-27).
عَمِلَ الله طويلاً في تحضير الكون، لاستقبال ذلك الإنسان، الذي خُلق ليُعطي للكون الحياة، المستمدّة من حبّ الخالق. لم يكن وجود الإنسان على الأرض أبدًا صدفة، بل كان وجوده نابعًا من إرادة الخالق وتدخلّه المباشر، بإعطائه الحياة. يشارك الإنسان بدوره مع الله الآب في الخلق والإبداع. أخذ الله الخالق وقته الكافي، عندما خلق الطبيعة والإنسان. إنّ عامل الوقت في تحضير مسيرة الحياة مهم جدًّا؛ لأنّ الأعمال العظيمة والكبيرة والمصيريّة تحتاج إلى الإعداد، والتحضير والمرافقة، والمتابعة، من أجل نجاح واستمرار أي مشروع، يصبو نحو الحياة الملئَ فرحًا وحبًّا.
علّمتنا خبرات الحياة، أنّ الإنسان الذي يتوق نحو النجاح في أيّ عملٍ، أو قضيّة، أو مشروع، وبالأخص مشروع يطاول وجوده وكيانه واستمراريته، يجب أن يُدرك بأنّ عليه أن يتواعد مع الجدّية بالتزامن مع رؤية واضحة وإستراتيجية عمليّة، وقدرة على أخذ خيارات ناجحة، وتفكير عميق وعلميّ وإلى آخره.
إنّ عيش الحياة ومتطلباتها، لا ينتج عن عفويّة مطلقة ومرتجلة بل يمرّ بمراحل عديدة. وتتطلّب كلّ مرحلة الإعداد الجدّي والرصّين، من أجل تحقيق الأهداف التي وُجِد الإنسان من أجل تحقيقها، والتي تعود بالخير والفرح عليه، لا سيّما مع مَن يشاركه ويقاسمه تقريبًا ذات المبادئ والقيم والهواجس والأفراح والأحزان.
عندما قرّر الله الآب أن يخلّص البشريّة، انتظر طويلاً، فأرسل أوّلاً الأنبياء والمبشّرين، من أجل إرسال ابنه، لكيّ يخلّص الإنسان من الموت والخطيئة. امتدّ مشروع الله الخلاصيّ على حقبات مهمّة وفترات زمنيّة طويلة، في عمليّة تحضيريّة للشعب، لاستقبال المخلّص. “في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله. كان في البدء لدى الله. به كان كلّ شيء وبدونه ما كان شيء ممّا كان. فيه كانت الحياة والحياة نور الناس…” (يو 1: 1-4). نعم، إنّ الله أعدَّ شعبه جيّدًا، لاستقبال فكرة الخلاص والتحضير لها. فالإعداد للخلاص عمليّة تربويّة: “أعلن الله خلاصه لابنه إبراهيم. ولكن بين القرار والتطبيق قرون مضت. في تاريخ إسرائيل، أعدَّ الله شعبه لاستقبال المسيح. الإعداد البعيد الذي بشّر باستقبال المخلّص، ثمّ على يد الأنبياء والملوك والكهنة والقدّيسين. أعدَّ الله الطريق بوسائل وعلامات وأفعال لتثقيف الشعب المختار ومساعدته في تلقّي كلمته لإنقاذ العالم”.[1]
خُلق الإنسان لكي يعيش بالفرح والبهجة وبسلام مع ذاته ومع الآخرين. بالتأكيد خُلق الإنسان لا ليعيش في جوّ من القهر والعذاب وإلى ما هنالك، إنّما ليكون دائمًا في عيد للحياة والحبّ. يقول القدّيس إيريناوس الذي عاش في الجيل الثاني، أنّ “مجد الله يظهر في الإنسان الذي يعيش ملء الحياة”. بالرغم من ضغوطات ومشاكل ونزاعات هذا العصر، الذي لا يشبه أي عصر. وبالرغم من الحروب العالميّة واستعمال القنبلة الذريّة وانتشار المجاعات والأوبئة، تبقى هناك صرخة واحدة يطلقها لنا هذا العصر كي نعيش “ملء الحياة”. ولكي نعيش “ملء الحياة”، لا بدَّ من خلق مساحات فرح وبهجة، وفسحات أمل ورجاء، وأكثر من ذلك، خلق أجواء تحضيريّة ومناخات لتقبّل الواقع والعمل على تغييره. إنّ عدم التحضير ورفض الاستعداد، أو عدم معرفة كيفيّة التحضير والتمرّس لمواجهة الحياة، تُدخل الإنسان في أجواء ضبابيّة ومجهولة المصير، لا تخوّله عيش “ملء الحياة”. لذا وحتى يتمكّن الإنسان من اختيار الحياة وتذوّقها وعيش الحبّ على حقيقته، عليه الغوص في المعرفة والتفكير والعمل المنطقيّ والدخول في عالم التجربة والاختبار، والعودة إلى خبرات الآخرين ونضالهم. كما عليه أن يتفاعل مع العلوم الإنسانيّة لكي يُدرك حياته ويحملها نحو النجاح. وحين يكتشف الإنسان ذاته، ويتعلّم النظر إليها بتفهّم وإمعان ويفرح بأن يكون ذاته. عندئذٍ يستنتج بأنّ عليه أن لا يكون إلاّ ذاته.
إنّ الإعداد للحياة ومواجهتها على جميع الصّعد وبطرق عمليّة وإيجابيّة، تتطلّب من الإنسان، امتلاك الرؤية المبنيّة على العلم والمنطق والفهم والإدراك والتواضع، كما القبول بنزع الأقنعة ورفض الأدوار المزيّفة، والتخلّي عن المظاهر. فالإنسان الذي قرّر أن يسير على “دروب الحياة” لعيش “ملء الحياة”، عليه النظر دومًا إلى الإيجابيّة في الحياة وليس فقط إلى ما هو سلبيّ وتعيس ومُحزن.
تتطلّب عمليّة الخلق والإبداع، جهدًا متواصلاً، وعملاً دؤوبًا، وتحضيرًا مستمرًّا، وبالأكثر حبًّا وفرحًا. فهذا يطبّق على علاقة الرجل والمرأة، من خلال سرّ الزواج المقدّس، والذي ينتج عنه إحدى ثمار الحبّ، ألا وهي “الولد”. كم يستغرق الاستعداد لولادة هذا “الولد” (أي في مرحلة التكوين)؟ وكم يتحضّر الأهل ويحضّروا أنفسهم لتحمّل المسؤولية، بكلّ حبّ وفرح وتضحية وسخاء وحضور؟ تُبرز الحياة قيمة الإنسان، فيعطي حياته من أجل الآخر، الذي يُكسبه احترامًا لذاته، وللآخر المُحبّ. تدعو الحياة الإنسان إلى التربية على الحبّ والتمرّس عليه، والانغماس به وفيه، مع كلّ الاستعداد له، لكي يخطو نحو طريق النجاح. إنّ خلاص الإنسان هو في الحبّ ومن خلاله أيضًا.
2- “فرح الحبّ” يستعيد زمام الأمور
صدر الإرشاد الرسوليّ “فرح الحبّ” حول العائلة عن البابا فرنسيس ( في 8 نيسان 2016). هذا الإرشاد الراعويّ بامتياز، يتوق نحو توضيح المبادئ وتأكيد القيم وشرح المفاهيم التي يقوم على أساسها الحبّ والزواج والعائلة. كما يتطرّق إلى الأساليب والوسائل في المحافظة على استمراريّة الحبّ بين المرأة والرجل، من خلال زواج، يطمح نحو الاستقرار والتوازن والنجاح.
يحاول الإرشاد استعادة زمام الأمور، من خلال الاهتمام بشؤون وشجون الزواج والعائلة. وقد عرض بفصوله الثمانية التحدّيات والواقع، وأعطى بعض أجوبة عمليّة لبعض الإشكاليات والعراقيل والصعوبات، التي تواجه الثنائي، المرأة والرجل، في حياتهما المشتركة.
يستدرك الإرشاد المخاطر المُحّدقة بمؤسسة الزواج، من خلال تقديم بعض “العلاجات” والاقتراحات والتصوّرات، والمبادئ، وهذا يظهر جليًّا في التركيز على جميع العناوين والنقاط، التي عالجها آباء السينودوس. فقد لحظَ الإرشاد في الفصل السادس، تحت عنوان “بعض الإمكانات الرعويّة”، كيفية الاستعداد للحياة المشتركة، من خلال سرّ الزواج والاحتفال به ليتورجيًّا. وركّز على التحضير المُسبق كما على المرافقة قبل الزواج وبعده، وشدّد مطوّلاً على أهميّة التنشئة المستمرّة وضرورتها للخطّاب كما للمُنَشِّئين، من إكليروس وعلمانيّين، عبر استعمال العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة والتمرّس على الحياة الروحيّة والأخلاقيّة في تنشئة الشباب.
يقول الإرشاد بهذا الخصوص:” أدّت حوارات مسيرة السينودوس إلى تصوّر الحاجة للبحث عن طرق رعويّة جديدة…]…[ تأخذ بعين الاعتبار تعاليم الكنيسة والحاجات والتحدّيات المحليّة على حدٍّ سواء” (عدد 199). ويؤكّد آباء السينودوس أنّ “العائلات المسيحيّة، بفضل نعمة سرّ الزواج، هي اللاعب الرئيس لرعويّة العائلة، خاصةً “من خلال تقديم شهادة فرِحة للأزواج وللعائلات، والتي هي كنائس بيتيّة” (عدد 200).
تَظهر راعويّة الزواج والعائلة في الإرشاد الراعويّ أي “فرح الحبّ”، عمليًّا وبشكل متجدّد. فهي تهتم بشكل حثيث وعمليّ وتطبيقيّ، ولا تكتفي بالنظريات أو بكلمات التشجيع أو الهروب إلى الأمام، أو حتى بإرهاق الثنائي “بأعمالٍ ثقيلة” عبر إلقاء اللوم والإدانة، بل بالغوص في صلب المشاكل والصعاب، واقتراح “حلول” عمليّة وواقعيّة، سهلة التطبيق، “من الضروريّ عدم التوقّف عند بشارة لاهوتيّة بحتة منفصلة عن مشاكل الشعب الحقيقيّة. فالرعويّة العائليّة ” يجب أن تقود إلى اختبار أنّ إنجيل العائلة هو الجواب على أعمق توقعات الإنسان…]…[ لا يتعلّق الأمر بمجرّد تقديم تشريعات، إنّما باقتراح قيّم، تستجيب لحاجاتهم اليوميّة” (عدد 201).
يذكّر الإرشاد “فرح الحبّ”، أنّ الاستعداد لسرّ الزواج وعيشه، بحسب أهدافه وتطلّعاته وانتظاراته، يتطلّب التحضير، وذلك من خلال برنامج، يضعه الرعاة مع العلمانيّين، من أجل تنشئة الخطّاب ومرافقتهم في مسيرتهم قبل الزواج وبعده. يفرض الإرشادعلى الرعاة العاملين في راعويّة الزواج والعائلة أو الكهنة والشمامسة، تنشئة كاملة قادرة على تنشئة الخطّاب ومرافقتهم، حتّى بعد الاحتفال بسرّ الزواج؛ “إعداد تنشئة أنسب للكهنة والشمامسة ورجال الدين والراهبات ومعلّمي التعليم المسيحيّ ولكلّ الناشطين في العمل الراعويّ…]…[ وتكون أكثر شمولية بالتحديد بالنسبة لما يتعلّق بالخطبة والزواج” (عدد 203). ويتابع الإرشاد بهذا الخصوص “ضرورة تنشئة عاملين في مجال الرعويّة العائليّة ]…[ بمساعدة علماء النفس، ]…[ والاستفادة من إسهامات علم الاجتماع، وعلم الجنس وتلقّي المشورة أيضًا… ]…[“فالدورات والمناهج التدريبيّة… بإمكانها أن تجعلهم مؤهّلين أكثر لإدراج مسيرة الإعداد للزواج” (عدد 204).
يتابع الإرشاد رؤيته، وإستراتيجيته وتطلّعاته، من أجل زواج ناجح وحياة مشتركة أكثر فاعليّة. يطلب من الشباب والشابات، الانخراط بطريقة جدّية وعمليّة، في مسيرة التحضير للزواج. يتناول تلك المسيرة من العدد 205 إلى 211 تحت عنوان “توجيه المخطوبين في مسيرة التحضير للزواج”. أجمع آباء السينودوس على ضرورة مشاركة الجماعة بإعطاء الأولوية لشهادة العائلات، وترسيخ التحضير للزواج في مسيرة التنشئة المسيحيّة”. “وقد تمّ تسليط الضوء أيضًا على الحاجة لبرامج محدّدة للإعداد الوشيك” (عدد 206).
يعرض الإرشاد بعض الطرق والبرامج التي تصبّ في خانة الإعداد للزواج “يتعلّق الأمر بنوع من التنشئة على سرّ الزواج يوفّر لهم العناصر اللازمة لقبوله بأفضل الاستعدادات لبدء الحياة العائليّة ببعض الحزم” (عدد 207). “من المناسب أيضًا إيجاد الطُرق…]…[ لتقديم تهيئة طويلة المدى…]…[ كلّ إنسان يبدأ الاستعداد للزواج منذ الولادة” (عدد 208).
يغوص الإرشاد في شرح دينامكيّة تنشئة الشباب، على الدخول في اكتشاف الآخر والتعامل معه من خلال الارتباط الرسميّ والعلنيّ؛ كلّ هذا من أجل تحقيق أهداف أزواج الغد، ألا وهي الفرح والبهجة والاستقرار. ويطلب الإرشاد من راعويّة الزواج تقديم كلّ المساعدة من خلال عناصر واقعيّة وطرق مقنعة وأساليب سهلة، وأن تكون عمليّة وعلميّة، تستند إلى واقع الشباب وحساسيتهم. “يجب لرعويّة ما قبل الزفاف ولرعويّة الزواج أن تكونا، قبل كلّ شيء رعويّة الرباط الوثيق…]…[ هذه المساهمات لا تتعلّق فقط بالاقتناعات العقائديّة، ولا يمكن حتى اختزالها في المصادر الروحيّة الثمينة التي تقدّمها دائمًا الكنيسة، إنّما يجب أن تتكوّن أيضًا من مسارات عمليّة، ومن نصائح واقعيّة، ومن استراتيجيّات مستمدّة من الخبرة، ومن إرشادات نفسيّة” (عدد 211).
يذكّر الإرشاد الخطّاب بضرورة الإعداد الجيّد والرصين للاحتفال بسرّ الزواج (الاحتفال الليتورجيّ)، الذي يوضّح للثنائيّ لاهوت الزواج وروحانيته من خلال عمل الروح القدس، فيحصلا على نعمة الله وهو منبع الخلاص. يؤكّد الاحتفال الليتورجيّ، الزواج أمام الله، ببركته وحضوره ومرافقته المستمرة للثنائي، الذي يطلُب نعمة الله وبركته.”الزواج أمام الله… تلتقي كلمة الله وحضوره بين الزوجين…]…[ وتلقّي نِعَم الله وهباته…]…[ فالزواج أمام الله إلتزام مقدّس وهبة إلهيّة…]…[ الزواج في الكنيسة هو الاتّحاد أمام الله والبقاء مخلصين للأصول المسيحيّة ومحاولة التقدم في الإيمان وتعزيز إتّحاد الثنائيّ”.[2] نستنتج أنّ الإرشاد يشدّد على ضرورة وأهميّة إعداد أفضل لسرّ الزواج، بالرغم من مسار التحضير للزواج الذي يبدو طويلاً وقاسيًا بعض الشيء. تسلّط الوثيقة التحضيريّة للسينودوس (2014)، الضوء على الإعداد الروحيّ للأشخاص المُقبلين على الزواج بالإضافة إلى مبادرات الكرازة بالإنجيل الموجّهة إلى العائلات والبنين.
يشدّد الإرشاد على التربية على الحبّ والمبادئ والقيم والأخلاق، كما على فاعليّة الاستعداد للالتزام بسرّ الزواج، عن قناعة وإرادة حرّة، واختيار واعٍ وانفتاح على الحياة. الإعداد للحياة العمليّة والمهنيّة لا تبدو أهمّ من الإعداد للحياة المشتركة أو للحياة العائليّة، التي تحدّد مصير الإنسان وخياراته. إنّها كيانه ووجوده وسبب فرحه ونجاحه أو سبب تعاسته أو فشله. من هنا طالب الآباء بالعودة إلى الإعداد للزواج بطريقة متجدّدة تجذب الشباب، والتشديد بإتباع مسيرة التحضير. أدرك الآباء (السينودوس) أنّ الإعداد هو الطريق الصحيح، الذي يقود نحو معرفة سلوك طريق الحبّ والزواج، وتأسيس عائلة على صورة عائلة الناصرة.
3- نجاحات ملتبسة
استَقَت راعويّة الزواج والعائلة رؤية الكنيسة وتعليمها بخصوص سرّ الزواج والعائلة، من خلال الإرشاد الرسوليّ “وظائف العائلة المسيحيّة في عالم اليوم” الصادر عن البابا يوحنّا بولس الثاني (1981). هذا التعليم الصادر عن أساقفة العالم الكاثوليك، ركّز على الإعداد للزواج في القسم الرابع من الإرشاد تحت عنوان “العناية الرعويّة بالعائلة”. وضع تصوّرًا وبرنامجًا من أجل تحقيق نجاحات ظاهرة للعيان، كما للحدّ من فشل بعض الزيجات. “وينبغي اعتبار الإعداد للزواج ووضعه موضع العمل عمليّة تتمّ تدريجيًّا وباستمرار. وهذا يقتضي له في الواقع ثلاث مراحل: الإعداد البعيد، والقريب والمباشر”.[3] هل نجحت راعويّة الزواج والعائلة بإقناع الشباب بأهميّة وضرورة الإعداد للزواج؟ هل نجحت بتحقيق ما تصبو إليه من خلال رؤيتها ونظرتها ومعالجتها لأمور كثيرة تعترض مسيرة الثنائيّ؟ هل حدَّ الإعداد من وتيرة البطلان والهجر والانفصال؟ هل هناك من نجاحات حقّقها الإعداد؟ أم هناك زيجات ناجحة بعيدة عن مسيرة الإعداد؟ هل نجاحات الزيجات تبقى ملتبسة؟ ولمَن يعود الفضل في تأسيس عائلات مؤمنة، متماسكة، متّحدة، مستقرّة في حياتها المشتركة التي يعبّر عنها بنجاحات أو بالأحرى بالسير في الطريق التي تؤدّي إلى ثبات العائلة واستمرارها؟ هل الفضل للإعداد فقط؟ أم هناك أيضًا عوامل كثيرة تُسهم في نجاحات الثنائيّ؟. “يساعد التعليم… ]…[ على تلقي تدريب بشريّ أساسيّ لزواجٍ صحيح ]…[ يعتبر الإعداد للزواج ضرورة ملحّة…]…[ هو تعلّم يتعلّق بالحفاظ على الحياة المشتركة في جميع أشكالها ومراحلها العمريّة]…[ يتطلّب التدريب سنوات عديدة ويشمل جميع مراحل الحياة”.[4]
إنّ الصعوبات والمشاكل التي تواجه شباب اليوم، لا سيّما المتزوّجين الجُدد، تعود إلى عدّة أسباب. أمّا الذين يتابعون تنشئة على جميع الصُعد، من خلال تربية الأهل ومُثُلِهم، كما من خلال الآخرين، يستطيعون مواجهة العراقيل وإيجاد حلول لمشاكلهم. يقول الإرشاد الرسوليّ “في وظائف العائلة في عالم اليوم”: “…جهلهم كيفية مواجهة الصعوبات الجديدة وحلّها، لافتقارهم إلى قواعد ثابتة يتصرّفون بموجبها. لكن الاختبار يعلّم أنّ الشبّان الذين توفَّرَ لهم إعداد جيّد للحياة العائليّة، يتقدّمون، على وجه العموم، أكثر من سواهم…]…[ من أجل تذليل الصعوبات التي تعترض سبيل الكثيرين من الأزواج، وعلى الأخص من أجل رعاية ما يعقد من زواجات، رعاية أكيدة تضمن لها النُضج والنجاح” (عدد 66).
بالمطلق، يتساءل شباب اليوم حول ما تقدّمه راعويّة الزواج والعائلة لهم. وتتساءل راعويّة الزواج والعائلة ماذا يفعل الشباب للاستعداد لتأسيس حياة مشتركة وعائليّة وكيف؟ من هنا نؤكّد أنّ نجاح حياة الثنائيّ مرتبط أيضًا بعمليّة الإعداد وكيفيّة التعامل مع هذا المسار. لذا، من أجل نجاحات غير ملتبسة، أو بالأحرى مؤكدة مبنية علىعملية الإعداد، والتحضير المُسبق، من خلال برامج، تعرضها الكنيسة، وتقدّمها لشباب اليوم؛ يجب أن يكون الإعداد أكثر من مجرّد خيار، بل أن يكون ضرورة مطلقة وحاجة ماسة من خلال متابعة حثيثة، بطريقة علميّة وعمليّة، بهدف نجاح مسيرة الحبّ وثباته واستمراره، المبنيّ على “تفاهمات” و”انسجامات” و”تفاعلات” إيجابيّة، تؤدّي إلى نجاحات محققة وواضحة.
إنّ التدريب الإنسانيّ للخطّاب من خلال الدورات التدريبيّة واللقاءات المتعدّدة، والحوارات والنقاشات مع سائر الخطّاب، كما اكتساب المعلومات والتزوّد بالإرشادات والنصائح، يعزّز التنشئة الإنسانيّة والأخلاقيّة والروحيّة. ممّا يؤدّي إلى القدرة على “التمييز” للقيام بخيارات ناجحة، كما إلى اكتشاف ما يتطلّب مشروع الزواج، أي مشروع الحياة. “يمكننا أن نستنتج، بهدف الرؤية الجديدة لإعداد أفضل لسرّ الزواج، أنّ التدريب يخفّف من المخاطر والمشاكل والصعوبات التي قد تواجه الخاطبين من جهة، ويساعدهم على مواجهة أيّ أمرٍ مفاجئ بشجاعة من جهة أخرى”.[5]
يمكننا القول أنّ معظم الشباب ولا سيّما الخطّاب منهم، يُدرك أنّ مشروع الحياة؛ أي الحياة الزوجيّة، يتطلّب إرادة قويّة، وقدرة على القبول بالواقع (إذا كان غير مريح) والعمل على تغييره نحو الأفضل مع المحافظة عليه، وذلك بفضل الدخول بعمليّة التنشئة قبل الزواج كما على قبول المرافقة بعد الزواج، والتأقلم مع المنطق والعلم وخبرات الآخرين الإيجابيّة وحتى السلبيّة منها. هذا النمط من التفكير يوفّره الإعداد المُسبق للزواج. “يوفّر هذا الإعداد للزواج فرصة للخاطبين لينضجوا ويكبروا. فيمكنهم التخلّي عن أوهامهم الخرافيّة ليستشرفوا المستقبل بطريقة بنّاءة وأكثر موضوعيّة. لكن بالتأكيد لن تكون لديهم حلول جاهزة، بل أدوات يحتاجون إليها لإيجاد الحلول”.[6]
نعود ونكرّر بعض الأسئلة التي يطرحها شباب اليوم أو الذين يتحضّرون لتحمّل مسؤوليّة الالتزام والارتباط بالحياة المشتركة، بكلّ إرادة ووعي واختيار ومنها: هل الإعداد الذي يسبق الاحتفال بالزواج ضروريّ؟ كيف يرى الخطّاب والشباب هذا الإعداد التي تقدّمه راعويّة الزواج والعائلة؟ هل شباب اليوم يأخذ على محمل الجدّ ذلك الإعداد؟ هل هو فعّال وكافٍ لنجاح مشروع الزواج؟ هل هو إلزاميّ أم اختياريّ؟. “يتساءل البعض إذا كان الإعداد البعيد يقتصر على التثقيف الجنسيّ والعاطفيّ؟ بشكل عام، هذا ما يظنّه الشباب، متجاهلين حقيقة أنّ هذا التفصيل ليس سوى عنصر واحد، ولكنّه أساسيّ وضروريّ في هذا التدريب. ويبقى هذا التدريب خطوة مهمّة جدًّا وإيجابيّة لتطوير الزوجين. هو أكثر من تعلّم، هو تثقيف ضروريّ للشباب ليصبحوا بالغين ويواجهوا المستقبل وواقع الحياة، بجرأة ومسؤولية وشجاعة من خلال الالتزام الجادّ أمام الله والحياة المسيحيّة والمجتمع. وترسم المسار الأوّليّ للإعداد البعيد للزواج ثلاث مؤسسات اجتماعيّة وروحيّة: الأسرة والمدرسة والكنيسة”.[7]
إنّ نجاحات الحياة كثيرة وعلى أكثر من أي صعيد. الحبّ والزواج عاملان مهمّان وأساسيّان وضروريّان لتكوين الحياة البشريّة على الأرض. يأخذ النجاح مداه بتفاعله ومردوده الإيجابيّ على الثنائيّ، من خلال تحقيق الذات، لا سيّما مع النصف الآخر، وذلك عبر الزواج المقدّس. تطاول النجاحات المتعدّدة والكثيرة، عدد كبير من الرجال والنساء، وذلك بدعوتهم للسيّد المسيح، الذي قدّس الزواج ورفعه إلى مرتبة السرّ، ليبارك ارتباطهما ويقدّسه ويرافق حياتهما التي تتوق نحو القداسة.
ينجح الإعداد، ومن دون أي لُبس فيه، عندما يستقي مضمونه من التبشير بالإنجيل، أي التربية على الحسّ الجماعي والانفتاح على المحبّة، ممّا يساهم في نموّ روحيّ، يستطيع أن يحقّق نجاحات، بالاتّكال على الروح القدس والمنطق والحبّ. “إنّ الإعداد ضروريّ…]…[ وهذه الضرورة تدفع الشباب إلى تحمّل مسؤوليّة خيارهم وقرارهم وإعدادهم للزواج. إنّها تنير طريقهم قبل المخاطرة بالسير فيها…]…[ يساعد على مواجهة طريقة العيش معًا ونوعيّتها…]…[ هذا الإعداد هو مساعدة الأسرة في بناء ذاتها على أُسُس ثابتة لتكون سعيدة”.[8]
4- نحو فرح الحبّ
يقود الحبّ “الناضج”نحو طريق الفرح. والفرح يشعّ في حياة الثنائيّ، عندما يكون الحبّ قد نضج جيّدًا وأعطى ثمرًا. فالحبّ بحاجة إلى “أرضيّة”، تتفاعل فيها مقوّمات ومبادئ الحبّ ومفاهيمه الصحيحة، التي تؤدّي حتمًا إلى الفرح، إذا عرف المرأة والرجل عيش تلك النعمة والعطيّة، وذلك بأن يحبّا بعضهما البعض بصدق. ولكي ينجح الحبّ والزواج معًا، لا بدّ من الاستعداد والتحضير والإعداد لتلك الحالة التي تتكلّل بالنجاح وتقود نحو الفرح؛ كما ذكرنا سابقًا عن أهميّة الإعداد. “لقد تمّ الإعداد لرسالة يسوع. قال يوحنّا المعمدان:” أعدّوا للربّ الطريق، واجعلوا سبله قويمة” (متى 3: 3). مضت ثلاثون سنة قبل أن يبدأ يسوع بشارته. يبدو أنّ الإعداد يمكن أن يجنّب الثنائيّ الوقوع في عدد من الخيبات المستقبليّة في العائلات. وإذا لم يتمكنّوا من تجنّب الخيبات والفشل، فعلى الأقل يتنبّهوا لمسؤوليتهم المتبادلة أمام الله وأمام الآخرين”.[9]
ولكي تصل المرأة والرجل إلى الفرح من خلال الحبّ أو عيش فرح الحبّ، عليهما أن يختبرا ويخضعا إلى التدريب أو التنشئة، “فإنّه من الملحّ أن يتبع الخطيبان سلوكًا جديدًا يضمن جدوى خيارهما. وبالتالي من الضروريّ: أن يعرفا نفسيهما في الحقيقة…]…[ وأن يتعرّفا على بعضهما لكي يتواصلا فيما بينهما ويتقبّلا بعضهما… والتعرّف على الآخر، أن يستمع كلّ منهما إلى الآخر، ]…[ أن يجرّبا الحرّية ومنح الذات ]…[ أن يعرفا كيفيّة التكيّف مع الحياة المهنيّة والمنزليّة. كما يجب أن يعلما أنّ الحبّ يعيش ويُعاش يوميًّا في الحياة العمليّة. ]…[ أن يأخذا بعين الاعتبار الحياة الجنسيّة والخصوبة. فمن الضروري أن يعرفا أنّ الحبّ يعبّر عن الحنان والتسامح والغفران ومنح الجسد”.[10]
هذه المعطيات والمتطلّبات للحياة الزوجيّة، إذا أُدركت من قِبَلْ المرأة والرجل، تؤدّي نحو الانسجام والتفاهم وتحقيق التوازن وعيش السلام تحت مظلّة “الفرح”. فباسم الحبّ يصل الثنائي إلى مبتغاه، ألا وهو البهجة والسعادة وزرع الفرح والحبّ في عائلتهما كما في المجتمع. ولزرع الفرح والحبّ، عليهما أن يعيشا معًا متطلّبات الحياة الزوجيّة، بطريقة عمليّة وواقعيّة، مبنيّة على التسامح والغفران والتضحية وقبول الآخر ولا سيّما بضعفه. إنّ التعارف المتبادل وقبول الآخر واكتشافه، هي عمليّة مستمرّة ومتجدّدة، تتطلّب قدرات بشريّة وإنسانيّة وروحيّة، بل إرادة ومعرفة وتدريب وتنشئة. “يُعيد التدريب الإنسانيّ تنظيم الميول الشخصيّة التي تعمل على تحقيق التوازن بين مختلف مجالات الحياة ]…[ ويتمثّل هذا النموّ الشخصيّ بتحسين معرفة الذات وعمليّة صنع القرار. يعلم الشباب أنّ الإعداد للزواج، من خلال الإعداد الزمانيّ والبشريّ، يحسّن قدراتهم في بناء زواج ناجح. ومن الواضح أنّ هذا الإعداد يشمل التعرّف والتمكّن منمختلف المهارات…]…[ فمنالواضح أنّ التدريب (التنشئة) يتطلّب سنوات عديدة ويشمل جميع مراحل الحياة. قد يكون منالحكمة تطبيق طريقة تعليم متجدّدة لضمان تكامل مبادئ الحياة…]…[ويبدو من الجيّد مرافقة الخطيبين وارشادهما خلال فترة الإعداد، ليساعد هذا التعلّم الهادف على الاستعداد بشكل أفضل…]…[ من الضروريّ والمهمّ اعتماد وسائل بشريّة جيّدة منذ البداية…، حتّى يتمكّن الفرد، بفضل نعمة يسوع المسيح، من إزالة الصعوبات التي تقف في طريق سعادته”.[11]
نعم، يتطلّب من المرأة والرجل، اللذين قرّرا السير نحو فرح الحبّ، مؤهلات وإمكانيات بشريّة وروحيّة ونفسيّة. يُبنى الفرح يومًا بعد يوم ومن خلال أحداث صغيرة معاشة بحبّ وعن محبّة. نعم، الفرح يُبنى معًا ومن أجل الآخر. الفرح من خلال الحبّ يؤسَّسْ على نُظُم واقعيّة وعمليّة، مرتكزة على إسعاد الآخر ونموّه. “عندما نصرُّ على تدريب الشباب البالغين، فذلك بهدف إعدادهم للعيش “كثنائيّ” يومًا ما. أي “كيفيّة العيش معًا”…]…[ يؤسّس التدريب لعلاقة صادقة…]…[ كما يعزّز الحياة الزوجيّة التي هي هدية رائعة، مليئة بالحبّ والتقارب والأمن …]…[ الإعداد: البعيد والقريب والمباشر، والخطوبة؛ هما الوقت المناسب للإعداد للعيش ضمن ثنائي. فهما يسبقان، كما قلنا، الحياة الزوجيّة التي تتحوّل على مرّ السنين إلى واقع جميل”.[12] بالتأكيد يعطي الإعداد الجيّد والرصين للزواج، فرحةً كبيرة للنجاح وللاستمرار بجوّ من الفرح والطمأنينة، إذا أدرك الثنائي تطبيق بعض المبادئ الجيّدة والمفاهيم الصحيحة والتعلّم منخبرات الآخرين واستخلاص العِبَر من التربية وثقافة الحياة. كما من خلال ما اكتسبه وقدّسه الإعداد:”نلاحظ أنّ أحد أهداف مراحل الإعداد للزواج (البعيدة والقريبة والمباشرة)…]…[ غرس بعض المفاهيم واقتراح قراءة بنّاءة من خلال تجربتهم الخاصة…]…[ وتسمح الخبرة … بالانخراط في المستقبل بثقة ومسؤولية أكبر … كما يصبحون قادرين على اتّخاذ خطوة في حياتهم، لتولّي زمام حياتهم الزوجيّة…]…[يؤثّر التدريب…]…[ يعي الشباب مكانة الله في حياتهم، ما يسمح لهم بفهم أفضل للتجربة الروحيّة الجديدة… على أن يكونا أكثر قوّةً واتّحادًا”.[13]
ندعو شابات وشباب عصرنا إلى التبصّر والتعلّق في كثير من إيجابيات الحياة الزوجيّة والعائليّة، التي تبقى الضمانة لوجود الإنسان، الذي خُلق من أجل الفرح، بالرغم ما يتعرّض له من نكبات ومآسي، تسبّبها الزيجات الفاشلة، التي لم تتلقَ الإعداد الكافي أو لم تأخذ بعين الاعتبار المعلومات والمبادئ والقيم، التي تثبّت الزواج ويكلّله الفرح والمجد. “الحياة الزوجيّة هي مرادف للمغامرة والتحدّي الدائمين وينبغي على الثنائي أن يسمع صوت العقل ليحقّق الأهداف المرجوّة. من دون أن ينسى، طوال الطريق، أنّ النضال هو الشقيق التوأم للسعادة”.[14] نعم، إنّ النضال والصبر والتضحية باسم الحبّ ومن أجله، يحقّق المُثُل العليا والاحلام والمشاريع المبنيّة على أُسُس متينة، تؤدّي إلى الفرح والنجاح. “إنّ اكتشاف خصائص الشخصيّة عنصر حيويّ وأساسي ومن دونه لا يعرف الزواج طريق النجاح…]…[ كما يدركان أهميّة وضرورة هذا التدريب الذي من دونه لا يبقى الزواج مكانًا للسلام والفرح والكمال…]…[ عندما يتعلّق الأمر بالزواج، يجب ألاّ نذهب خاسِرين. فمن الضروريّ أن يعرف الشباب أنّ فرص نجاح الزواج كبيرة، شرط أخذه على محمل الجدّ. نحن نرفض تشاؤم بعض الأشخاص الذين يعتقدون أنّ الزواج هو مصدر للحزن والأسى، لكن يحقّ لهؤلاء معرفة أنّه يجب الإعداد جيّدًا للزواج، للتمكّن من مواجهة المشاكل والصعوبات”.[15]
الأب نجيب بعقليني
- يحمل كفاءة في اللاهوت العقائديّ، ودكتورا في اللاّهوت الراعويّ.
- أخصائي في راعويّة الزواج والعائلة.
- خدم عدّة رعايا كما عمل في الإدارة التربويّة والتعليم: نائب رئيس الجامعة الأنطونيّة، المدير الماليّ والإداريّ للجامعة الأنطونيّة، مدير الجامعة الأنطونيّة فرع زحلة والبقاع، رئيس مدرسة مار روكز الأنطونيّة رياق، مدير المعهد الأنطونيّ بعبدا (لبنان).
- عمل في الحقل الراعويّ: إصدار كتب ومقالات، مقابلات وبرامج تلفزيونيّة وإذاعيّة، محاضرات وندوات.
- صدر له:
- الطريق إلى الزواج (بالعربيّة والفرنسيّة)
- حبّ واستمرار
- كي نبقى معًا
- لقاء وعهد
- المرأة والتّنمية
- الإعداد لسرّ الزواج في الكنيسة المارونيّة (بالعربيّة والفرنسيّة)
المراجع:
[1] نجيب بعقليني، الإعداد لسرّ الزواج في الكنيسة المارونيّة في لبنان، مكتب راعويّة الزواج والعائلة، الدائرة البطريركيّة المارونيّة، بكركي- لبنان، 2014، ص 343
[2]نجيب بعقليني، الإعداد لسرّ الزواج في الكنيسة المارونيّة في لبنان، مكتب راعويّة الزواج والعائلة، الدائرة البطريركيّة المارونيّة، بكركي- لبنان، 2014، ص 138
[3] يوحنّا بولس الثاني، الإرشاد الرسوليّ، في وظائف العائلة المسيحيّة في عالم اليوم، العدد 66.
[4] نجيب بعقليني، الإعداد لسرّ الزواج في الكنيسة المارونيّة في لبنان، مكتب راعويّة الزواج والعائلة، الدائرة البطريركيّة المارونيّة، بكركي- لبنان، 2014، ص 276 و277
[5] المرجع السابق، ص 330
[6] المرجع السابق، ص 329
[7] المرجع السابق، ص 345
[8]نجيب بعقليني، الطريق إلى الزواج، الجامعة الأنطونيّة، لبنان، 2007، ص 145
[9] المرجع السابق، ص 145
[10]المرجع السابق، ص 280
[11]المرجع السابق، ص 279
[12]المرجع السابق، ص 282
[13]المرجع السابق، ص 283
[14]المرجع السابق، ص 287
[15]المرجع السابق، 294