شارك الرجل البرازيلي الذي حصلت معه معجزة بشفاعة الأم تريزا مما بقصّته بحسب ما أورد موقع الأنباء الكاثوليكية مشيرًا إلى أنّ هو وزوجته كانا مؤمنين عاديين تلقيا علامة مميزة من الرحمة. قال مارسيليو حداد أندرينو عن أعجوبة الشفاء: “منذ البداية لم تكن التشخيصات مبشّرة بالخير وبدت تسوء أكثر فأكثر. إنما في خضمّ تلك المعاناة الرهيبة فهمنا أنّ شيئًا ما يحصل معنا. كنت واثقًا أنّ الأم تيريزا هي من تشفّعت لي لأنال نعمة الشفاء”.
أندرينو، الذي يأتي من سانتوس البرازيل والذي حصل على نعمة الشفاء بشفاعة الأم تريزا كان هو من سرّع في عملية إعلان قداسة الأم تيريزا وتحدّث إلى الصحافيين في خلال اجتماع ريميني الذي انعقد من 19 آب حتى 25 منه في إيطاليا إلى جانب زوجته فرناندا وقد تشاركا فترة مرض مارسيليو وشفائه.
فسّرت فرناندا أنّ مارسيليو كان مريضًا لمدة عامين من الزمن ورأى العديد من الأطباء إنما لم يستطع أحد أن يشخّص المرض. وقالت مفسّرة بأنّ المحاولة الأولى للقيام بالعلاج لم تفلح: “لقد كان الانتظار مريرًا لأنه كان مريضًا جدًا لمدة عامين ولم نكن نعلم ما كان يحصل معه فما كان على الطبيب إلاّ أن غيّر العلاج إنما ازدادت حالة مارسيليو سوءًا”.
وتابعت لتقول: “بعد القيام بسلسلة من الفحوصات “نظر الأطبّاء إلى الفحص وبإلهام من الروح القدس فهم أنّ مارسيليو يملك ثمانية خراجات دماغية. لم نتوقّف يومًا عن طلب شفاعة الأم تيريزا” مشيرةً إلى أنّ كاهن رعيّتها أعطاهم ذخيرة للأم تيريزا قبل أن يتزوّجا. وأضافت: “وضعت الذخيرة على رأس مارسيليو حيث كانت توجد الخراجات وتليت صلاة التطويب وكل ما كان ينبع من قلبي” معترفة بأنه لم يكن الموضوع سهلاً إنما تلك “الفترة أغنتني كثيرًا وأغنت حبّنا لبعضنا البعض وإيماننا… يمكنني أن أقول اليوم أنّ الأمر كان يستحقّ العناء”.
وأما مارسيليو فقال بإنه استيقظ في 9 كانون الأول 2008 أي بعد مضي بضعة أشهر على تشخيص المرض بوجع رأس “لا يُطاق” تركه عاجزًا عن الكلام فسأل زوجته أن تصلّي من أجله. نُقل مارسيليو إلى المستشفى في ذلك الوقت وهيّأوه للعمليّة ويقول: “منذ تلك اللحظة ولم يتوانَ الأطباء عن زيارتي ووجدوا أنّ حالتي كانت جدّ خطيرة”.
إنما بالرغم من كلّ الأمور التي كانت تحصل مع مارسيليو إلاّ أنه لم يفقد الإيمان أبدًا فاستيقظ في غرفة العمليات وبداخله “سلام عظيم ولم أعد أشعر بوجع في رأسي. لم أفهم ماذا حصل معي”. وعندما رأى الأطباء أنّ حالته تحسّنت نُقل إلى الغرفة وفهم أنّ “الخراجات قد تقلّصت بنسبة 70 في المئة وبعد ثلاثة أيام من الاختبارات “لم يوجد أي أثر للندبات حتى” و”في ذلك الوقت فهمتُ أنّه شفي”.
وأما فرناندا فمن جهتها، قالت بإنها ما أن عادت إلى المستشفى حتى أدركت أنّ زوجها لم يخضع للعملية الجراحية بل نقله الأطباء إلى الغرفة بعد أن رأوا أن لا أثر للخراجات الدماغية وفهمت وآمنت أنّ الرب قد اجترح معجزة بشفاعة الأم تيريزا في حين أنّ زوجها اعتقد بادىء الأمر أنه شفي بعد أن أعطاه الأطباء مضادات حيوية. وبعد أن أكّد له الأطباء أنهم لم يعطوه أي مضادات حيوية أصيب بالدهشة الكبيرة بخاصة بعد أن قال له الطبيب: “يوجد أحد ما من فوق يحبّك كثيرًا”.
يخبر مارسيليو كيف أنّ حياته تغيّرت كثيرًا بعد أن اختبر مفعول نعمة الشفاء في حياته وقال: “زاد إيماني كثيرًا، أنا أرى النعمة. كنت مريضًا وعاجزًا عن السير وكنت أحتاج دائمًا للمساعدة. واليوم، أنا أسير ولديّ عائلة وأنا جدّ شاكر لله”. ويتابع ليقول: “اليوم بعد مضي ثمانية أعوام على أعجوبة الشفاء، أحمل ذخيرة الأم تريزا حيثما ذهبت وكلّما نظرت إلى أولادي أتذكّرها لأنّ الأعجوبة عزّزت الروابط في العائلة ووحّدتها”.