كنّا قد نقلنا لكم القسم الأول من عظة البابا التي تلاها اليوم في خلال الاحتفال بقداس إعلان قداسة الأم تريزا وهذا القسم الثاني المخصص من أجل الأم تريزا من العظة: “كانت الأم تريزا في كل مسيرتها على الأرض موزّعة سخية للرحمة الإلهية من خلال جهوزيتها الدائمة في الاستقبال والدفاع عن حياة الإنسان وعيشها كأم بين المتروكين والمنبوذين. لقد أهرقت حياتها في الدفاع عن الحياة معلنةً باستمرار أنّ “من لم يولد بعد هو أكثر ضعفًا وهو الأصغر والأكثر بؤسًا”. لقد انحنت على الأشخاص المعتدى عليهم الذين تُركوا ليموتوا على قارعة الطريق من خلال الاعتراف بالكرامة التي منحهم إياها الله: لقد أوصلت صوتها إلى أكثر الناس قدرة حتى يعترفوا بأخطائهم أمام جرائم الفقر التي هم بأنفسهم أنشأوها. كانت الرحمة بالنسبة إليها “الملح” الذي يضفي نكهة على كل من أعمالها و”النور” الذي يضيء الظلمات لمن جفّت دموعهم من الفقر والألم.
إنّ مهمّتها في الضواحي لا تزال حتى يومنا هذا كشهادة تعبّر عن قرب الله من الفقراء بين الفقراء. اليوم أريد أن أضع صورة هذه المرأة والمكرّسة للعالم بين أيدي المتطوّعين: فلتكن قدوتكم في القداسة! نصلّي حتى صانع الرحمة الذي لا يكلّ يساعدنا على فهم معيارنا الوحيد على الدوام ألا وهو المحبة المجانية المتحرّرة من كل إيديولوجية ومن كل رابط وممنوحة إلى الجميع من دون تمييز باللغة أو الثقافة أو العرق أو الدين. كانت الأم تريزا تحب أن تقول: “ربما لا أتحدّث لغتهم إنما يمكنني أن أبتسم”. لنحمل ابتسامتها في القلب ولنهدها لكلّ من نلتقيهم على طريقنا بالأخص من يتألّمون. وهكذا نفتح أفق فرح ورجاء للعديد من الأشخاص الخائفين الذين يحتاجون إلى التفاهم والحنان”.