Credit: L'Osservatore Romano. Used by CNA

رئيسة دير مرسلات المحبة في اليمن تخبر عن حادثة مقتل الراهبات وتكشف عن رسالتهنّ!

“أيها الأسقف سأكون أوّل من يعود إلى هناك إن سمحتم لي بذلك وإن سنحت لي الفرصة أن أذهب اليوم إلى اليمن فلن أتردد”.

Share this Entry

مضت أشهر قليلة على مقتل الراهبات الأربع من مرسلات المحبة في 4 آذار 2016 ومع ذلك اخترن عدم المغادرة إنما البقاء مع المرضى الذين شوّهتهم الحرب في اليمن. هذا ما تشاركته الأخت سالي في ساحة القديس بطرس في 3 أيلول أثناء يوبيل المتطوّعين من أجل الرحمة: “في خضمّ الوضع الخطير، دعتنا أمنا العزيزة الأخت بريما وهي الأم الرئيسة من كالكوتا وتحدّثت إلينا على انفراد. قدّمت لنا خيار البقاء أم مغادرة المكان. وكلنا أجبنا جوابًا واحدًا: “نختار البقاء، أن نعيش أو نموت مع الفقراء”.

في الواقع، في 4 آذار 2016، تعرّض مركز مرسلات المحبة في اليمن إلى اعتداء على يد مسلّحين أوديا بحياة الأخت أنسيلم والأخت جوديت والأخت مارغريت والأخت ريجينيت بالإضافة إلى 16 ضحية آخرين بمن فيهم متطوعين من إثيوبيا واليمن. استطاعت الأخت سالي رئيسة الدير الفرار. لم يتعرّض أي من القاطنين في المركز للضرر.

وتتابع الأخت سالي لتقول أنه قبل عام على وقوع الحادثة أي في آذار 2015 كان الوضع أسوأ في اليمن وكان القصف أينما كان. لم نكن نملك الطعام وكنا 64 شخصًا في المركز مع 14 مساعدًا و5 راهبات فقط. كنا عاجزين عن القيام بأي شيء”. عشية 30 آذار وفي وسط ظلام دامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي، سمع الراهبات أحدًا يدق الباب. شعرن بالقلق الشديد وبعد أن أجبنه وجدن شخصًا معه فاكهة وخضار. إنّ الله يعمل معنا في حياتنا اليومية ونحن نؤمن نختبر ذلك”.

وتخبر الأخت سالي كيف أنهنّ في مواضع كثيرة كنّ يفتقدن إلى الطعام وتقول: “مرة أخرى افتقدن إلى الطعام وكل الحاجات الأساسية من غاز ومياه فكنّ نقطع أشجارًا لنجمع الحطب. وهذه المرة أيضًا، ظهر فجأة رجل على بابنا ومعه خبز طازج للجميع وبقي لمدة عشرة أيام يزوّدنا بالطعام من دون انقطاع”.

وعندما سألتهنّ الأم الرئيسة ما إذا كنّا يرغبن بالمغادرة قلن: “إنها ثمرة صلاتنا اليومية. نحن نرجوكم أن تستوعبوا عقولنا بأننا مستعدات لنموت في سبيل من مات من أجلنا”. وتقول الأخت سالي بإنّ الراهبات يصلّين يوميًا على نية أن يستسلمن لإرادة الله فتخبر مثلاً يوم افتقرن إلى الأدوية صلّت الأم الرئيسة وقالت: “يا يسوع أنت سيد هذا البيت، إفعل شيئًا” وعند المساء، أتى رجل وبحوزته الأدوية المطلوبة.

وكانت قد تحدّثت الأخت سالي عن شهادتها في يوبيل العاملين من أجل الرحمة قبيل إعلان قداسة الأم تريزا وقدّم البابا تعليمًا حول الرحمة لكلّ الحاضرين. “بقلوب مملوءة من محبة عظيمة وحماس، نتضرّع إلى الله أن يستعين على الدوام بفقرنا ويجعل من الكنيسة حاضرة في عالم اليوم من خلال المهمّة التي أوكلتها إلينا الأم تريزا حتى في خضمّ كل المخاطر التي تواجهنا”.

وختمت: “بمعونة قلب مريم الطاهر، سبب سرورنا، سوف نتابع البحث عن أفقر الفقراء ونجلبهم إلى حنان الله من خلال كلماتنا المتواضعة عن المحبة وأعمالنا الصغيرة للسلام حتى ولو على حساب حياتنا”. وعندما سألت وكالة الأنباء الكاثوليكية الأسقف بول هيندر السفير البابوي في جنوب الجزيرة العربية كيف تعافت الأخت سالي من التجربة المؤلمة التي حصلت في اليمن وكيف هربت منهم، قال: “تعافت بعد أقلّ من يومين… تركتها في أبو ظبي ثم غادرت وقالت لي: “أيها الأسقف سأكون أوّل من يعود إلى هناك إن سمحتم لي بذلك وإن سنحت لي الفرصة أن أذهب اليوم إلى اليمن فلن أتردد”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير