بُعيد إعلان قداسة الأم تريزا، أشاد ابن قائد مسلم بارز في باكستان بمثال الأم تريزا متذكّرًا كيف أنّ والده الراحل كان معجبًا بأعمالها ومؤمنًا بالتعلّم من مثالها. وقال: “علينا أن نتعلّم منها. على المسلمين أن يعتمدوا مبدأ التبشير الروحي. لقد أهملنا الكثير من الأمور على أصعدة كثيرة والعديد من الناس ليسوا منخرطين في المهمة الإنسانية”.
إنها كلمات عبد الستار إدهي مسلم وواحد من الشخصيات الأكثر شهرة في باكستان وكان غالبًا ما يدعو “الأم تريزا من باكستان” وقد توفّي في 8 تموز بعمر ناهز 88 سنة. في الليلة التي توفّي فيها، نظّمات أبرشية كاراتشي صلاة في الكنائس للصلاة على نواياه وحضر دفنه شخصيات من أديان مختلفة تكريمًا لإعماله الإجتماعية.
في الواقع، ولد إدهي في الهند عام 1928 واضطر إلى الانتقال إلى باكستان مع عائلته عام 1947 وهناك افتتح عيادته الطبية الأولى التي تحوّلت اليوم إلى مؤسسة كبيرة تؤّمن العمل لأكثر من 5700 شخص. بالنسبة إليه كانت الأم تريزا “عاملة اجتماعية عظيمة كرّست حياتها بالكامل لخدمة الإنسانية من دون تمييز للعرق أو الدين…” وتابع ليقول بإنّ الناس أمثال الأم تريزا يساعدون على إنشاء بيئة أفضل يمكنها أن تساعد في “إنهاء الانقسامات بين الأمم والجماعات”.
وأما ابنه فيصل فذكر كيف أنّ والده كان غالبًا ما يتحدّث عن فضائل الأم تريزا مشيرًا إلى أنّ على المسلمين أن يحذوا حذوها ويخدموا الآخرين. هذا ولفت إلى أنّ والده والأم تريزا قد عاشا في المرحلة نفسها وكيف تم انتقادهما من قبل المتشددين الذين كانوا يزعمون بأنه يبشّرون بالاهتداء ربما لأنهم لم يكونوا يملكون أي حجة. وحدها الروح التبشيرية يمكن أن تسعدهم من أجل خير الآخرين وفهم معاناتهم. وتابع فيصل ليقول بإنّ والده كان يخصّ راهبات مرسلات المحبة بالكثير من العطف بخاصة وأنهنّ أسّسن مركزين لذوي الاحتياجات الخاصة في كاراشي وبأنّه بقي على تواصل كبير معهنّ.