صباح الاثنين، احتفل أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين بقدّاس الشكر إثر إعلان قداسة الأم تريزا، من ساحة القديس بطرس. وبناء على مقال نشره موقع راديو الفاتيكان بقسمه الإنكليزي، استذكر الكاردينال العديد من اللحظات الحاسمة في حياة القدّيسة الجديدة، بالإضافة إلى عطشها إلى الله الذي قاد جميع خطواتها.
أمّا عنوان عظته فتمحور حول موضوع “حبّ الله يُخضعنا”، وقد قال الكاردينال إنّ هذه الجملة تختصر لهيب الحب الذي أخضع الأم تريزامّا أ خلال حياتها، والذي يجبرنا على اتباع مثالها. كما وعاد الكاردينال بارولين إلى أحداث مهمّة في حياة الأم تريزا، بما فيها تحديد نفسها “قلماً بين يدي الرب”، قائلاً إنّ الأم تريزا كانت مرآة تعكس حبّ الله، ومثالاً لخدمة القريب، خاصّة الفقير والمتروك.
وفي سياق متّصل، أشار بارولين إلى دفاع الأم تريزا المستمرّ عن حقوق الجنين، والذي انبثق من اعترافها بأنّ أسوأ أشكال الفقر يكمن في شعور المرء بأنّه غير محبوب وغير مرغوب فيه، مؤكّداً أنّ هذا الاعتراف أدّى بها إلى القول إنّ الأجنّة هم “أفقر الفقراء” عندما يكون وجودهم مهدّداً، بما أنّ وجودهم يعتمد على حبّ الأم وحماية المجتمع.
بعد ذلك، تطرّق الكاردينال إلى كلمة الأم تريزا التي ألقتها لدى تلقّيها جائزة نوبل سنة 1979، مشدّداً على جملة “من المهمّ أن ندرك أنّه على الحبّ أن يؤلمنا لكي يكون حقيقياً. فيسوع أحبّنا إلى درجة أنّه تألّم، حبّنا آلمه: هذه الكلمات أشبه بباب نعبر منه إلى الهاوية التي كانت تحيط بحياة القدّيسين”.
ثمّ ختم بارولين عظته قائلاً إنّ الكلمتين اللتين كانت تضعهما في كلّ دير للمرسلات هما “أنا متعطّشة”؛ وشرح أنّ التعطّش قد يكون للمياه النظيفة أو لأرواح نعزّيها ونخرجها من بشاعتها بهدف جعلها جميلة في نظر الله. كما وقد يكون التعطّش “لله ولوجوده المهمّ، وهذا هو العطش الذي كان مضطرماً في أحشاء الأم تريزا، أي صليبها وعذابها ومجدها”.