عشية افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 20 أيلول 2016 في نيويورك، وعدت الدول الأعضاء المئة والثلاثة والتسعون بمحاولة تحسين مصير 65 مليون لاجىء في العالم مع أنّ نيّتهم لا تحدد أي هدف أو التزام على صعيد مساعدة اللاجئين. اقترح أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين تحديد الأسباب التي أجبرت هؤلاء الملايين من الأشخاص على مغادرة منازلهم وعائلاتهم وبلدانهم. وقال: “تتطلّب معالجة الأسباب الجذرية لتشريد الشعوب القوة والإرادة السياسية” إنما بهذه الطريقة فحسب يمكننا أن نجد حلاً مستديمًا وأساليب أفضل لتحمّل مسؤوليتنا أمام هذه الحركة من المهاجرين التي لم يسبق لها مثيل.
السلام من خلال الحوار والديبلوماسية
قدّر الكاردينال أنّ السبب الرئيسي لموجة الهجرة هذه هي الحرب التي افتعلتها أيدي الإنسان وقال: “يدعو الكرسي الرسولي إلى التزام مشترك تتعهّده كل دولة والمجتمع الدولي لوضع حد للنزاعات والحقد والعنف” كيف السبيل إلى ذلك؟ اقترح الكاردينال استخدام أسلحة الديبلوماسية والحوار. هذا ودعا أمين سر حاضرة الفاتيكان كل أعضاء الأمم المتحدة إلى عدم “التخلّي” عن المسيحيين الذين كانوا مثل غيرهم وربما أكثر من غيرهم فريسة الاضطهاد الديني. ودعا من جديد إلى الحد من تصنيع وبيع الأسلحة والسيطرة عليها.
وأخيرًا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار مصير المهاجرين الذين يهربون من حالات الفقر المدقع والكوارث البيئية وسرعان ما يصبحون هم الأشخاص الأكثر هشاشة وضحايا الاتجار بالبشر وكل أشكال الرق.
التزام الكنيسة
سلّط الكاردينال بارولين الضوء على التزام العديد من المؤسسات الكاثوليكية بالمهاجرين والتزام البابا الشخصي بهم وذلك في خطاب رئيسي لحدث آخر يعالج “دور المنظمات الدينية بوجه التحركات الواسعة للمهاجرين واللاجئين برعاية اللجنة المراقبة الدائمة للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة واللجنة الكاثوليكية للمهاجرين وكاريتاس الدولي. بالنسبة إليه، سمح النداء الذي أطلقه البابا للرعايا الكاثوليكية باستقبال عائلة مهجّرة لأكثر من 30 ألف مهاجر بإيجاد ملجأ. كما وذكر الكاردينال بارولين إنشاء مجلس بابوي في الآونة الأخيرة يعنى بالتنمية البشرية الشاملة حيث وضع فيها البابا فرنسيس تحت إشرافه الخاص القسم الذي يُعنى بشكل خاص بالمسائل المتعلّقة باللاجئين والمهجّرين”.
65 مليون مهجّرًا
أحصت المفوّضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة 65 مليون مهجّر في العالم عام 2015 من بينهم 21 مليون لاجىء فروا من الاضطهاد والفقر أو النزاعات. أكثر من نصف عدد اللاجئين يعيش في ثمانية بلدان من بينهم لبنان والأردن وتركيا وإيران وكينيا وإثيوبيا وباكستان وأوغندا بينما لا تستقبل البلدان الغنية سوى 14 في المئة من اللاجئين.