Roman Catholic Archdiocese of Boston - Flickr - CC BY SA

باكستان: مسلمون يشكرون البابا لرفضه تحديد الإسلام بالعنف

المونسنيور جوزف كوتس أسقف فيصل آباد رئيس مجلس الأساقفة في باكستان يتحدّث بالتفاصيل

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أفاد المونسنيور جوزف كوتس أسقف فيصل آباد رئيس مجلس الأساقفة في باكستان بأنّ الحوار بين المسيحيين والمسلمين يأخذ مجراه وذكر التعايش بين المسلمين والمسيحيين في بلاده في خلال لقاء الحوار بين الأديان على نية السلام في أسيزي يوم الاثنين 19 أيلول. كذلك أتى مسلمون من باكستان لشكر البابا فرنسيس على عدم تعريف الإسلام بالإرهاب يوم كان عائدًا من كراكوفيا إلى روما في 31 تموز الفائت.

وقال الأسقف: “إنه لفرح كبير بالنسبة إليّ أن أكون حاضرًا معكم هنا في مدينة بوفيريلو، مدينة رجل أسيزي الفقير والقديس الذي ترك لنا من بين أمور أخرى كثيرة صلاة جميلة “يا رب استعملني لسلامك”. إنّ واحدة من أفضل الوسائل التي تعزّز السلام هي الذهاب إلى ملاقاة الآخر بقلب منفتح بمحبة والرغبة في فهمه. إن لم نسعَ إلى ملاقاة الآخر فسنبقى منغلقين في عالمنا الصغير أسيري أحكامنا المسبقة وقلّة فهمنا. لهذا منذ ثلاثين عامًا، أظهر لنا البابا الكبير يوحنا بولس الثاني الطريق داعيًا كل القادة الدينيين إلى التجمّع والصلاة من أجل السلام في هذه المدينة، مدينة السلام.

يسرّني أن أقول لكم أنه منذ سنوات عديدة في البلاد التي آتي منها أي باكستان، انطلقت فكرة الحوار بين الإسلام والمسيحيين. وبالرغم من الهجومات التي أطلقها الطالبان أو داعش مع تفسيرهم الخاطىء للإسلام، فهِم المسلمون والمسيحيون على حد سواء أنّ هذا ليس الوجه الصحيح للإسلام. إنّ حكومتنا مع مساعدة الجيش تتعقّب المجموعات الإرهابية وتدمّر آثارهم.

يسعدني أن أعلمكم أنّ العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسيحيين والمسلمين قد بدأت في السنوات الأخيرة بالأخص بين المنظمات غير الحكومية. كذلك إنّ حكومة باكستان بدأت تستخدم عبارة “الحوار بين الأديان” على لسان وزارة الشؤون الخارجية وتشجّع هذه المبادرات. في الشهر الفائت، أتى وفد من جماعة الإسلامية وهو الحزب الأكبر في باكستان لرؤيتي في كراشي وذلك ليشكروني مقدّرين كثيرًا ما قاله البابا فرنسيس في 31 تموز على متن الطائرة العائدة من كراكوفيا إلى روما. وقال البابا وقتئذٍ: “أنا لا أتحدّث عن العنف الإسلامي… لأني أعتقد أنه من غير العادل أن نحدّد الإسلام بالعنف”. إنّ الوفد الإسلامي فرح كثيرًا لكلمات البابا فرنسيس التي هدفت إلى الحوار والتفاهم. إنّ هذه التقديرات النابعة من حزب سياسي إسلامي مهمّ هي مشجّعة بالتأكيد وهي تحمل الأمل وتفتح المجال إلى الحوار أكثر فأكثر للتفاهم مع الإسلام. وبالطبع يبقى الطريق مملوءً من العثرات”.

وتابع ليقول: “أنشىء في باكستان مركز مسيحي للدراسات منذ أكثر من 50 عامًا من أجل تعزيز التفاهم والحوار بين المسلمين والمسيحيين. إنّ هذا المركز ينظّم لقاءات بين الأديان ويشجّع على الأبحاث والدراسات في هذا المجال. توجد مجلّة تصدر كل ثلاثة أشهر باسم “المشير” ويحق للباحثين والمتعلّمين الولوج إلى المكتبة أو إلى المركز بشكل عام من أجل متابعة أبحاثهم.

إنّ كل البابوات أمثال يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر واليوم البابا فرنسيس يظهرون لنا السبيل الذي يجب اتباعه. إنه طريق يسوع المسيح الذي قال: “طوبى لصانعي السلام…” لنصغٍ إلى صوت القديس فرنسيس الذي كان يصلّي بهذه العبارات: “يا رب استعملني لسلامك!” فلنسعَ إن شاء الله أن نكون أدوات للسلام والمحبة! الحمد لله!”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير