خلال انعقاد الجلسة العمومية للدورة الواحدة والسبعين للأمم المتحدة في نيويورك في 22 أيلول، ألقى الكاردينال بييترو بارولين أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان ورئيس بعثة الكرسي الرسولي كلمة، ذكّر فيها أنّ البابا (ومن المنبر نفسه) حدّد برنامج عام 2030 للتنمية المستدامة على أنّه “رمز للأمل”. كما وأنّ الحبر الأعظم كان قد عبّر عن تقديره خلال الاحتفال باليوم العالمي للصلاة على نيّة السلام لكلّ ما عملت عليه الأمم المتّحدة في السنة المنصرمة، مشجّعاً على تطبيق المشاريع المطروحة بهدف حماية “منزلنا المشترك”، خاصّة بعد الموافقة على “اتفاقية باريس” حول التغيّر المناخيّ.
وأضاف بارولين أنّ تطبيق ما ورد في برنامج العام 2030 يتضمّن تولّي المسؤولية من قبل الحكومات والالتزام لأجل الخير العام، خاصّة وأنّه سيصعب التوصّل إلى تطبيق هذا البرنامج في ظلّ غياب وضع اقتصاديّ وسياسي ثابت، وهذا ما شدّد عليه الحبر الأعظم أيضاً خلال حديثه عن العناية بالخلق.
أمّا الحالة التي تُعتبر “دَيناً بيئياً” بين الشمال والجنوب فهي تتضمّن مساعدة الأمم الأكثر فقراً وتأمين العون اللازم لتولّي نتائج التغيير المناخي وتعزيز التنمية المستدامة. وذكر بارولين أنّه يستحيل فرض التطوّر، وأنّه على الرجال والنساء أن يكونوا العملاء الأساسيين في برنامج العام 2030، ضمن احترام الشروط التي تحاكي تأمين المسكن والمأكل والمشرب والحرية الدينية وحرية الفكر والتعلّم، بدون نسيان الكرامة البشريّة والحقّ بالحياة.
وفي هذا السياق، قال بارولين إنّ التطوّر مستحيل بدون سلام، مذكّراً بلقاء القادة الدينيين في أسيزي في بداية الأسبوع وتشديدهم على الحوار، مقارنة بنتائج الحرب على العيش المشترك وتقويضها المجتمع الدولي. ثمّ تطرّق بارولين إلى الإرهاب السائد في كلّ أنحاء العالم ونتائجه، كما إلى فشل المحاولات لإيجاد حلّ للنزاع في الشرق الأوسط، ولأزمة انتخاب رئيس جمهورية في لبنان ووضع حدّ للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وأشار بارولين إلى أنّ هذا الفشل قضى على آمال كلّ من يعتبرون المنطقة مقدّسة. ولم ينسَ ذكر هذا الفشل في النزاعات التي ما زالت تقضي على حياة الكثيرين في جنوب السودان وشرق أوكرانيا.
وأكّد بارولين أنّه عدا عن ضرورة فرض وقف لإطلاق النار واحترام حقوق الشعوب وحصولهم على المساعدات الإنسانيّة، هناك أيضاً ضرورة لتسهيل المفاوضات مع المسؤولين عن النزاعات، سواء مباشرة أو غير مباشرة. كما وأشار إلى أنّ الكرسي الرسولي يدعو جميع الأطراف إلى عدم توفير أيّ جهد في تسهيل إنهاء العنف وتعزيز شروط الحوار في سوريا، وأنّ الكرسي الرسولي ما زال يجد في لبنان القناعة بأنّ الخير العام يتطلّب مشاركة جميع القطاعات وتعاون جميع فئات المجتمع.
وختم بارولين كلمته قائلاً إنّ الكرسي الرسولي يجدّد نداءه للجميع لإحلال السلام، ويشكر لبنان والأردن على استقبالهما اللاجئين، مشيراً إلى أنّ “الرحمة هي القانون الأساسي في قلب كلّ من ينظر إلى إخوته وأخواته على دروب الحياة”.