Osservatore Romano-Sta Marta

البابا يقدّم ثلاث نصائح لِمن يمرّ بالضيق الروحي!

في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

“ماذا يحصل في قلبنا عندما يستولي عليه “الحزن الروحي”؟ هذا كان سؤال البابا الذي طرحه في خلال عظته الصباحية اليوم من دار القديسة مارتا مركّزًا على شخصية أيوب وعلى أهمية الإصغاء والصلاة من أجل تخطي الأوقات الصعبة. وقدّم البابا القداس على نية راهبات القديس فنسان دي بول في ذكرى عيد شفيعهم، راهبات المحبة اللواتي يخدمن في دار القديسة مارتا.

“كان يمرّ أيوب في وضع سيء: خسر كل شيء” وسّع البابا عظته متمحورًا حول القراءة الأولى التي تقدّمها الليتورجيا اللاتينية وتبيّن لنا كيف خسر أيوب كل ممتلكاته وأولاده وسرعان ما شعر بأنه تائه إنما لم يلعن الرب أبدًا. وقال: “كلنا عشنا يومًا ما حزنًا روحيًا كبيرًا تمامًا مثل أيوب الذي استسلم أمام الله. إنه استسلام الطفل أمام أبيه. وهذا ما حصل أيضًا مع النبي إرميا عندما استسلم أمام الرب إنما لم يلعنه أبدًا”.

وذكّر البابا: “إنّ الحزن الروحي هو أمر يحصل معنا أيضًا: يمكن أن يكون أقوى من ذلك أو أخفّ وطأة… هذا هو الوضع الذي فيه تكون الروح مظلمة ومن دون أمل ومن دون أي إرادة بالعيش وعاجزة عن رؤية نهاية النفق مع الكثير من التقلبات في القلب والأفكار… إنّ الحزن الروحي يجعلنا نشعر وكأنّ روحنا قد تحطّمت: نشعر وكأننا عاجزون عن الوصول ولا نطيق العيش أبدًا. “نفضّل أن نموت على أن نعيش بهذه الحالة”. علينا أن نفهم بأننا عندما نعيش هذه الحالة من الأسى لا نطيق التنفّس حتى: هذا يحصل معنا كلنا. وهنا علينا أن نطرح السؤال على أنفسنا: “ماذا علينا أن نفعل عندما نعيش هذه اللحظات الحزينة بسبب مأساة عائلية أو مرض أو أمر أثّر فيّ سلبيًا؟” يفكّر البعض بتناول حبوب منوّمة أو “الابتعاد عن الواقع” أو غيرهم بفضّلون “الشرب…” هذا لن يساعد أبدًا! إنّ ليتورجيا اليوم على عكس ذلك ترينا السبيل إلى حلّ مشكلة “الحزن الروحي” عندما نكون فاترين فاقدي الأمل”.

عندما تشعرون بأنكم تائهون، صلّوا إلى الله من دون انقطاع

في المزمور 87 يوجد جواب: “ليصل إلى حضرتك دعائي”. علينا أن نصلّي بقوّة تمامًا كما فعل أيوب: أن نصرخ ليل نهار حتى يرهف أذنه الله إلى رجائنا” .إنها صلاة تشبه القرع على الباب إنما بقوّة! وتابع البابا ليقول: “كم من المرّات نشعر بأننا خائرو القوى.. الرب بنفسه يعلّمنا كيف نصلّي في هذه الأوقات الصعبة: “لقد رميتني يا رب في الحفرة الأعمق وغضبك ثقيل عليّ. لتصل صلاتي إليك” هذه هي الصلاة: علينا أن نصلّي هكذا حتى في الأوقات الصعبة عندما نشعر بالحزن الشديد…”

وتابع: “يخبرنا سفر أيوب أيضًا عن صمت الأصدقاء. أمام شخص يعاني “يمكن للكلمات أن تؤذي”. إنّ ما يهمّ في ذلك كله هو وقوفنا إلى جانب الآخر وأن نشعره بأننا بالقرب منه “من دون أن نلقي خطابات”.

صمت، حضور وصلاة، هكذا نساعد المتألّم

“عندما يتألّم شخص ما ويعيش في الحزن الروحي، علينا أن نخفّف من الكلام قدر المستطاع وعلينا أن نساعده بصمتنا وقربنا وعناقاتنا والصلاة أمام الآب”. أولاً عند الاعتراف في داخلنا بلحظات الحزن التي نعيشها عندما نقبع في الظلام من دون أمل سائلين أنفسنا عن السبب. وثانيًا بصلاتنا للرب تمامًا مثل ما ذكرت ليتورجيا اليوم من خلال المزمور 87 الذي يعلّمنا كيفية الصلاة في الأوقات الصعبة. “ليصل إلى حضرتك دعائي”. وثالثًا، عندما أقترب من شخص يعاني أكان بسبب المرض أو أي معاناة أخرى وهو في حال الحزن الشديد ما يطلب منا هو الصمت! إنما الصمت بكثير من الحب والقرب والمعانقات والامتناع عن الخطابات التي لا تنتهي أبدًا وتؤذي في بعض الأحيان”.

وختم البابا فرنسيس: “لنصلِّ إلى الله حتى يمنحنا هذه النعم الثلاث: النعمة للاعتراف بحزننا الروحي، النعمة للصلاة في أوقات الضيق والنعمة لمعرفة كيفية مرافقة الأشخاص المتألمين الذين يعانون من أوقات حزينة صعبة”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير