لم تتصور تانيا كانجيلوزي يومًا بأنها ستصطحب مشرّدين إلى روما في حين أنّ شيلا مونتويا لم تفكّر قط بأنها ستذهب إلى الحج يومًا إلى روما. إنما في مطلع هذا الشهر، هذا ما فعلتاه بالضبط حتى إنهما التقتا بالبابا وجهًا لوجه!
في 7 أيلول توقّف البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس ليتحدّث مع امرأتين بعد مقابلته العامة مع المؤمنين. كانجيلوزي التي بدأت بمهمة الاهتمام بالمشردين في دنفر أرته صورة “لأولادها المشرّدين” بحسب ما وصفتهم فمسك البابا فرنسيس الصورة وحدّق إليها. وقالت: “لقد التقط الصورة وأخذ يحدّق بها طويلاً”.
مونتايا كانت الشخص الثالث الذي يتم اختياره من جماعة المشرّدين تلك ليقوم بحج إلى روما عبر مؤسسة دنفر للمشرّدين فالأولى كانت كلاريسا والشخص الثاني كان ديريك الذي كان يُلقَّب “بشجرة” الشوارع. وتخبر مونتايا البالغة من العمر 22 عامًا بفرحها عند لقاء البابا إلى وكالة الأنباء الكاثوليكية وتشير إلى أنّ رحلتها إلى روما ليست محصورة بها فحسب بل هي من أجل كلّ عائلتها “في الشوارع” بحسب ما تطلق عليها هذا الاسم وكانت تتمنى لو كان باستطاعتها أن تجلب الجميع ليقابل البابا مشيرة إلى أهمية هذا اللقاء الذي يرفع من معنويات المشرّدين ويمنحهم الأمل.
وتخبر مونتايا عن تفاصيل حياتها الصعبة فلم تعرف والدها أبدًا وترعرعت على يد جدّيها وأمها إلى أن توفّيت والدتها عندما ناهزت عمر الست سنوات. وتقول: “بدأت أسرق بعد أن فقدت كل شيء ولم أعد أعلم كيف أعيش. كنت أبحث عن المأكل والملابس وأعاقر الكحول إلى أن شيئًا ما صفعني وأظنّ بأنه الروح القدس الذي جعلني أتوقّف كليًا عن القيام بكل تلك الأمور. بدأت أذهب إلى المدرسة وأصعد السلالم درجة درجة”. وتختم لتقول: “مع كل الأمور الصعبة التي واجهتني ولا تزال تواجهني حتى اليوم، أنا لست متشائمة من الحياة. أبتسم طوال الوقت ونادرًا ما لا أؤمن بأنّ أمرًا ما يحصل لسبب معيّن”.