“يسوع، يسوع، يسوع”: ها هو البابا فرنسيس يدعونا اليوم خلال المقابلة العامّة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس لدعوة المسيح، كما فعل لصّ اليمين. فذاك “السيّىء” والمحكوم بالموت أصبح، عبر الرحمة، نموذج المسيحي الذي ينادي المسيح لمساعدته.
“أيها الإخوة والأخوات، مات يسوع على الصليب فيما كان يحيط به لصّان، وجّها له الكلام بطريقتين مختلفتين. فالأوّل (أي لصّ اليسار) أهانه بدافع اليأس الذي يشعر به الإنسان أمام الموت، فيما يسوع ينقذنا ببقائه على الصليب حيث بذل نفسه بدافع الحبّ، وقدّم ذاته لنا كمخلّص.
وبما أنّ يسوع مات بريئاً بين مجرمين، نقول إنّ الخلاص قد يبلغ أيّ إنسان، مهما كان وضعه، حتّى ولو كان من بين الأسوأ والأكثر ألماً.
وعلى العكس، إنّ لصّ اليمين نموذج مذهل للتوبة، التي تنطلق من مخافة الله – وليس من الخوف – والتي تنفتح على الثقة بالله الطيّب والقدير. لقد أعلن لصّ اليمين أنّ يسوع بريء، واعترف بخطيئته أمامه طالباً السماح بكلّ رقّة. أمّا عيناه فقد رأتا في المصلوب حبّ الله له، هو الخاطىء المسكين.
منذ بداية حياته إلى نهايتها، أظهر يسوع نفسه رحمة، وتجسيداً لحبّ الآب”.