تلا البابا فرنسيس اليوم الأحد الأول من كانون الثاني 2017 صلاة التبشير الملائكي أمام وفد من المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقُبيل صلاة التبشير الملائكي وجّه كلمة قال فيها: “في هذه الأيام الأخيرة تأمّلنا بابن الله في بيت لحم واليوم ننظر نحو الأم في عيد القديسة مريم أم الله إنما لنفهم رباطهما الوثيق. إنّ هذا الرباط لا ينحصر بأنها والدته وبأنه ولدها فيسوع قد وُلد من مريم من أجل رسالة الخلاص وهذه الرسالة لا تستثني أمه بل ترتبط بها بشكل وثيق.
وأشار البابا إلى أنّ مريم تدرك هذا الأمر وهي لا تنغلق على نفسها بصفتها أم يسوع بل تبقى منفتحة ومتنبّهة للأحداث التي تدور من حوله: تحفظ كل الأمور في قلبها كما يذكّرنا إنجيل اليوم. لقد أجابت مريم “نعم” وعبّرت بذلك عن استعدادها وجهوزيتها للمشاركة في تحقيق مشروع الله لخلاص البشرية، هو “من كشف عن شدّة ساعده وشتّت المتكبّرين في قلوبهم. حطّ المقتدرين عن الكراسي ورفع المتواضعين. أشبع الجياع خيرًا والأغنياء أرسلهم فارغين” (لوقا 1: 51 – 53).
وقال البابا: “إنّ زيارة الرعاة منحتها الفرصة لتفهم بعض العناصر من مشيئة الله الذي كشف عن نفسه أمام هؤلاء الأشخاص المتواضعين والفقراء. يقول القديس لوقا في إنجيله: “جاء الرعاة مسرعين إلى بيت لحم فوجدوا مريم ويوسف، ولما رأوا ذلك جعلوا يخبرون بما قيل لهم في ذلك الطفل. ورجع الرعاة وهم يمجّدون الله ويسبّحونه”. لقد تابعت مريم هذا الحدث بتنبّه وفي كل ما قاله الرعاة وما حصل معهم لأنها لمست في ذلك حركة الخلاص التي ستصدر من عمل يسوع وتأقلمت مستعدة لكل ما طلبه الرب منها”.
ثم واصل البابا كلامه ليقول: “بينما نتأمّل نحن على مثال الرعاة في أيقونة الطفل بين ذراعيّ أمه، ينمو في قلبنا شعور الامتنان الكبير نحوها، هي من أنجبت المخلّص إلى الحياة. لذا في الأيام الأولى من السنة نودّ أن نقول لها:
شكرًا أيتها القديسة والدة ابن الله يسوع، أم الله القديسة!
شكرًا على تواضعك الذي جذب نظر الله إليك؛
شكرًا على الإيمان الذي به قبلتِ الكلمة؛
شكرًا على الشجاعة التي بها قلتِ “ها أنا أمة الرب!”
نسيت ذاتكِ لأنك انبهرت بالحب المقدس؛
واتّحدتِ معه برجائه؛
شكرًا لكِ يا والدة الله!
صلّي لأجلنا نحن الذين نحجّ في هذا الزمن
وساعدينا حتى نسير على درب السلام. آمين!”