ضمن تعليم الأربعاء الأوّل لهذه السنة، والخاص بالمقابلة العامة التي يجريها الحبر الأعظم مع المؤمنين في قاعة بولس السادس في الفاتيكان، شرح البابا فرنسيس اليوم أنه على من يرغب في مخاطبة شخص يائس عن الرجاء أن “يتّحد بدموعه”.
وبحسب ما كتبته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، تابع الأب الأقدس تعاليمه الخاصة بالرجاء المسيحي قائلاً إنّ النبيّ إرميا قدّم لنا راحيل على أنها نموذج للرجاء في الدموع. فراحيل خسرت أولادها الذين لم يعودوا موجودين، وهي تمثّل معاناة جميع أمّهات العالم في كلّ الأزمنة ودموع جميع من يختبرون خسارة لا تُعوّض.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البابا كان قد نشر مؤخراً رسالة للأساقفة حول معاناة الأولاد.
كما وأشار أسقف روما إلى أنّ التعاطف وحده يمكن أن يسمح بإيصال الرجاء. “رفضت راحيل أن تتمّ تعزيتها، وهذا رفض يعبّر عن مرارة دموعها وعمق معاناتها. وفي الواقع، بهدف التكلّم عن الرجاء مع شخص يائس، علينا أوّلاً أن نشاركه ألمه وأن نتّحد بدموعه”.
وأضاف البابا أنّ الله هو أوّل من عزّى الأم، عبر وعد يمكن أن يكون سبب عزاء حقيقي: سيعود الشعب من المنفى وسيعيش حرّاً بالإيمان.
في السياق عينه، عاد البابا إلى معاناة الأبرياء في زمن هيرودس، والذين قُتلوا بسبب يسوع، قائلاً إنّ يسوع هو من يؤسس الرجاء الحقيقي: “ابن الله دخل في ألم البشر وحمله إلى النهاية. وكلمته التي وُلدت في الدموع هي للأبد كلمة عزاء. أمّا دموع مريم، كدموع راحيل، فقد ولدت الرجاء والحياة الجديدة”.
وفي نهاية تعليم الأربعاء، تمنّى البابا للحجّاج الحفاظ على هذا الرجاء طوال عام 2017 قائلاً: “حتّى لو كانت الحياة صعبة أحياناً ولم تخلُ من المصاعب والقلق، أتمنّى أن يحفظكم يسوع طوال هذه السنة في رجاء الإيمان، وأن يمنحكم السعادة الحقيقية الخاصة بأولاد الله”.