الليلة،
وانت عابر،
التفت،
انظر، اخترقنا بنظرتك الأزلية… فتّش فينا عن جمالك الأول، ابحث عن خير وحق وجمال زرعته فينا، فأخفيناه…
فّتش عن حب اردتَهُ لنا هوّية، عن جمالٍ من ألوهتك زرعتَهُ فينا، عن وفاءٍ شئتَهُ لنا طريقاً، عن صداقةٍ دعوتَنا اليها قبل أن نوجَدَ، يوم شئتنا ودعوتنا فخلقتنا…
انظر الى شرّنا، إنزعهُ عنّا، اقتلعهُ منّا، حرّرنا من ذاتنا، فنسعى اليك..
أنظر الى سقمنا، وأنانيتنا، وتملّكنا، حرّر قلبنا من حبّ سقيم، من أنانيّة نستعبد بها آخرين، من نَهم الى حبّ لا يرتوي، لانّنا نبحث خارجاً عنك…
وانت عابر، التفت الى عنفنا وروّضه، الى غضبنا فأَسكِنه، الى حقدنا فاشفه، الى كبرياءنا وأعِدنا أطفالا…
التفت وانت عابر وانظر الى أرضنا تملأها الحروب، الا ترى فيها أرضَكَ يوم صرتَ منّا؟ أنظر الى أطفالنا تموت، كأطفال بيت لحم. استمع وانت عابر، فلا بد أن يصل صراخ راحيل اليك، هي حتى اليوم تأبى أي عزاء.
هي ليلة المعموديّة، عماد النور والنار، عماد الرّوح يُسكَبُ مواهب، فليّن قلوبنا لنقبلها، وسّعها وسع ابديتك، لنحتضنك، فنتحوّل، ويتحوّل وجودنا الى نهر اردن الحياة.
أخرجنا يا عابراً في هذه الليلة المقدسة من ضيق انانيتنا وقدنا خلفك، نحو سماوات جديدة وأرض جديدة، لا تعبر وحدك وتتركنا، اجتذبنا خلفك وخذنا اليك، وأعدنا الى ذاتنا الحقّة، لتكون انت فينا الدائم الدائم، فلا شىء سواك يدوم.
Robert Cheaib - theologhia.com
الليلة وأنت عابر…
الليلة، وانت عابر، التفت، انظر، اخترقنا بنظرتك الأزلية… فتّش فينا عن جمالك الأول، ابحث عن خير وحق وجمال زرعته فينا، فأخفيناه… فّتش عن حب اردتَهُ لنا هوّية، عن جمالٍ من ألوهتك زرعتَهُ فينا، عن وفاءٍ شئتَهُ لنا طريقاً، عن صداقةٍ دعوتَنا اليها […]