خلال عظته الصباحية ليوم الجمعة من دار القديسة مارتا، علّق البابا على النص الذي تتبعه الليتورجيا اللاتينية والخاص بالمخلّع. وبحسب ما أورده موقع راديو الفاتيكان بقسمه الإنكليزي، قال الحبر الأعظم إنّ الناس يتبعون يسوع لسببين: لاهتمامهم بأنفسهم بدلاً من الاهتمام بكلمة الرب، أو لأنهم يبحثون عن كلمة عزاء، بما أنّ يسوع كان يساعد الجميع. وحتّى لو لم تكن النيّة صافية، أشار الأب الأقدس إلى أنّ الأهمّ هو اتّباعه.
لا تكونوا مسيحيين للنظر إلى الحياة من الشرفة والحكم على الآخرين
تابع البابا قائلاً إنّه في أوقات أخرى، كان الناس يرغبون في تنصيب يسوع ملكاً، ظنّاً منهم أنّه السياسي الأنسب، لكنّهم كانوا مخطئين، ويسوع “هرب واختبأ”. ومع ذلك، سمح للجميع بأن يتبعوه لأنّه علم أنّهم جميعاً خطأة. “إلّا أنّ المشكلة لم تكمن بمن تبعوه بل بمن لازموا أمكنتهم، من لم يتحرّكوا بل اكتفوا بالمراقبة. كانوا جالسين… يشاهدون من الشرفة. حياتهم لم تكن رحلة بل كانت شرفة لم يكونوا يخاطرون منها، بل يكتفون بالحكم وهم جالسون عليها. لكنّ أحكامهم كانت قاسية بما أنهم كانوا يقولون عن الآخرين: يا لهم من جهلة! يا لهم من متعلّقين بالخرافات!”
لقاء يسوع يعني المخاطرة
وتابع الحبر الأعظم قائلاً إنّ من تبعوا يسوع كانوا مستعدّين للمخاطرة للقائه ولإيجاد ما يريدونه. “من أحدثوا حفرة في السقف لإنزال المخلّع خاطروا… خاطروا بأن يقاضيهم صاحب المنزل وأن يجعلهم يدفعون ثمن الضرر. ومع ذلك، كانوا مستعدّين للمخاطرة لأنّهم أرادوا الذهاب إلى يسوع”.
من ناحية أخرى، أشار الحبر الأعظم إلى أنّ المرأة النازفة التي لمسته خاطرت بالتعرّض للسخرية منها، لكنّها أرادت الشفاء والتوصّل إلى يسوع. “إنّ اتّباع يسوع ليس سهلاً لكنّه رائع، وهو دائماً مخاطرة. لكننا نصل إلى ما هو الأهمّ: محو خطايانا”.
احذروا الروح الساكنة والمنغلقة والخالية من الأمل
ختم البابا عظته قائلاً: “فلنسأل أنفسنا: هل أخاطر أو أنني أتبع يسوع بناء على قوانين شركة التأمين؟ لأنّ هذه ليست الطريقة التي نتبع بها يسوع، بما أننا لا نكون نتحرّك بل نكون كمن يحكمون”.
“هل نتبع يسوع لأننا نحتاج إلى شيء أو لأننا مستعدّون للمخاطرة؟ هذا هو الإيمان: الوثوق بيسوع والإيمان به. هل أعهد بحياتي ليسوع؟ هل أسير خلفه حتّى لو بدوت سخيفاً للآخرين؟ أو أنني أجلس بلا حراك وأشاهد ما يفعله الآخرون؟ هل أشاهد الحياة بروح ساكنة ومغلقة ملؤها المرارة وقلّة الأمل؟ علينا أن نطرح على أنفسنا هذه الأسئلة اليوم”.