يوم السبت 14 كانون الثاني، استقبل البابا فرنسيس الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الفاتيكان لأكثر من عشرين دقيقة ضمن مقابلة خاصّة. وبناء على ما كتبته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، كانت عملية السلام في الشرق الأوسط، واستعادة المفاوضات المباشرة بين الأطراف المتنازعة، محور هذه الزيارة التي التقى خلالها أيضاً الرئيس الفلسطيني أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وأمين عام العلاقات مع الدول المونسنيور بول غالاغر.
أمّا البابا فقد استقبل الرئيس قائلاً بالإسبانية: “يسرّني استقبالك”، فما كان من الأخير إلّا أن ردّ “أنا أيضاً مسرور لوجودي هنا”. وقد كان اللقاء جرى ضمن إطار تدشين سفارة فلسطين لدى الكرسي الرسولي، بعد البدء بتنفيذ أحكام الاتفاقية الثنائية العائدة إلى 26 حزيران 2015.
في السياق عينه، وبحسب بيان نشره الكرسي الرسولي، كان هذا التبادل مناسبة لشكر “مساهمة الكاثوليك الكبيرة لصالح تعزيز الكرامة البشرية ومساعدة الأكثر فقراً”، لا سيّما في مجالَي الثقافة والصحة.
من ناحية أخرى، شدّد الرجلان على وجوب وضع حدّ للعنف الذي يتسبّب بمعاناة لا تحتمل للسكّان، كما على وجوب التوصّل إلى حلّ عادل ومستدام، “عبر وسائل تلجأ إلى الثقة المتبادلة، وتساهم في خلق جوّ يسمح باتّخاذ قرارات شجاعة لأجل السلام”، مع دعم المجتمع الدولي.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ الرجلين ناقشا أهمية حماية قدسية الأماكن المقدّسة بالنسبة إلى الديانات الثلاثة.
ومن بعد اللقاء، قدّم الرئيس الفلسطيني للبابا 5 هدايا: حجر من الجلجثة، فيلم وثائقي عن أعمال الترميم الجارية حالياً في كنيسة المهد في بيت لحم، كتاب “فلسطين والكرسي الرسولي” حول العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى أيقونتين تمثّل إحداهما وجه المسيح والأخرى العائلة المقدسة.
كما وأنّ وفداً من 15 شخصاً كان يرافق رئيس السلطة الفلسطينية، من بينهم رجل متزوّج بامرأة أرجنتينية، قدّم للأب الأقدس سروالاً خاصاً بكرة القدم بألوان فلسطين.
من ناحيته، قدّم الحبر الأعظم لعباس ميدالية السنة اليوبيلية للرحمة، بالإضافة إلى اثنين من نصوصه بالعربية: الإرشاد الرسولي “فرح الحب”، والرسالة البابوية “كن مسبّحاً”.