Robert Cheaib - theologhia.com

لماذا أراد المسيح أن يتعمّد؟

” أنا عَمّدتُكم بالماء ، وأمّا هُوَ فيُعَمِّدُكم بِالرُّوحِ القُدُس ” ( لوقا ١ : ٨ )

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

اليوم ، جاء الربّ يسوع للحصول على العماد على يد يوحنا المعمدان . أراد أن يغتسل في نهر الأردن . قد نتساءل ونقول: “هو القدّوس والكامل القداسة، لماذا أراد أن يتعمّد؟
والجواب: تعمّد المسيح لا ليتقدّس بواسطة الماء، بل ليقدّس المياه بنفسه وليطهّر بعمله الشخصي
الأمواج التي كان يلمسها. إذًا، يبدو الأمر تكريسًا للماء أكثر منه تكريسًا للمسيح.
ففور اعتماد المخلِّص، أصبحت المياه كلّها نقيّة بانتظار عمادنا.
المصدر مطهّر بغية منح النعمة للشعوب التي ستأتي في المستقبل أي لنا نحن ولمن سيأتي من بعدنا ، إلى نهاية العالم .
لقد كان المسيح أوّل مَن تقدّم نحو العماد كي تحتذي به الشعوب المسيحيّة بدون أي تردّد . وهنا ، أستشفّ  سرًّا. ألم يكن عمود النار في الطليعة عبر البحر الأحمر لتشجيع أبناء إسرائيل على اللحاق به ؟ كان أوّل مَن عبر المياه لفتح الطريق أمام الذين كانوا يتبعونه . كان هذا الحدث رمزًا للعماد وفقًا لشهادة الرسول بولس “فلا نريد أن تجهلوا، أيها الإخوة، أنَّ آبَاءَنَا كانوا كُلُّهُم تَحتَ الغمام، وكُلُّهُم جاوزا في البحر، وكُلُّهُم اعتمدوا في موسى في الغمامِ وفي البحرِ، وكُلُّهُم أكلوا طعاماً رُوحياً واحداً، وكُلُهُم شرِبوا شراباً رُوحياً واحداً، فقد كانوا يشربون من صخرَةٍ روحيّةٍ تَتبَعُهم وهذه الصَّخرةُ هي المسيح”. ( قورنتس الأولى ١٠ : ١ ) .

كان بدون أدنى شكّ  عمادًا حيث كان الناس محاطين بالغمام والمياه. وقد تمّ إنجاز هذا كلّه من قبل المسيح نفسه الذي يسبق إلى عماد الشعوب المسيحيّة في عمود جسده،  كما سبق عبر البحر أبناء إسرائيل في عمود النار. العمود نفسه الذي أنار في الماضي عيون السائرين، يمنح الآن النور لقلوب المؤمنين. لقد رسم هذا العمود طريقًا ثابتًا وسط الأمواج ، وهو يقوم الآن بتثبيت خطى الإيمان في هذا الحمام المقدّس.

“انتم الذين  بالمسيح اعتمدتم المسيح قد لبستم”.

   المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك

 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير