“رجاؤنا بالخلاص هو ما يدفعنا إلى اللجوء إلى الرب والصلاة متشبّثين بإيماننا حتى في الأوقات الصعبة عندما يقابلنا الخوف الناتج عن الموت أو الأذية” هذا ما قاله البابا فرنسيس اليوم أثناء المقابلة العامة مع المؤمنين مضيفًا بأنّ “الصلاة تثبّتنا في الرجاء وعندما تصبح الأمور سوداوية فإننا نحتاج لأن نكثّف صلاتنا أكثر! وهكذا يزداد رجاؤنا!”
تابع البابا تعاليمه ليتناول اليوم موضوع الرجاء المسيحي فتأمّل بقصة النبي يونان وكيف أنّ طاعته ساعدت على جذب الناس إلى الله من خلال الصلاة بالرغم من أنه في البداية حاول أن يتهرّب من طلب الله. إنّ المقطع المأخوذ من سفر يونان تُلي اليوم في أثناء المقابلة العامة في قاعة بولس السادس حيث كان يونان في القارب يحاول الهرب إلى نينوى. وإذا بعاصفة شديدة ضربت القارب فارتعد البحّارة “الوثنيون” وخافوا على حياتهم.
بحسب ما ذُكر في المقطع، بدأوا بالصلاة كلّ واحد بحسب طريقته وأيقظ قبطان السفينة يونان يرجوه أن يضرع إلى الله حتى يخلّص حياتهم. وأوضح البابا: “إنّ ردة فعل أولئك الوثنيين كانت ردة الفعل الصحيحة التي يقوم بها المرء إزاء الموت إذ في تلك اللحظة يختبر الإنسان بالكامل هشاشته وحاجته إلى الخلاص. يكشف الذعر الفطري من الموت عن ضرورة وضع الرجاء في إله الحياة. إنّ الموت القريب دفع بأولئك الرجال الوثنيين إلى الصلاة وجعل النبي يونان بالرغم من كلّ شيء أن يعيش دعوته الخاصة قابلاً أن يضحّي بنفسه من أجلهم…”
وأضاف البابا: “غالبًا ما ننسى الله عندما نكون بحاجة إليه لأننا نخاف أن تكون صلاة متمحورة حول ذاتنا ليس إلاّ وبعبارة أخرى “غير كاملة” إنما الله يعلم ضعفنا ويعلم أننا نتذكّره عندما نكون بحاجة إليه وهو يستجيب صلواتنا بابتسامة الأب المتسامح الذي يستجيب لنا بسخاء”. وفي النهاية، عندما اعترف يونان بالحقيقة بأنه كان يهرب من الرب، شهد للإيمان وضحّى بنفسه راميًا ذاته في المياه مما دفع البحّارة للصلاة إلى الإله الأوحد الحقيقي. “إنّ الرجاء الذي قادهم إلى الصلاة حتى لا يموتوا كشف عن شخص أكثر قوّة وحقيقة فاق توقّعاتهم، فهم لم يهلكوا في العاصفة فحسب بل اعترفوا برب السماوات والأرض الواحد الحق”.
هذا ولم ينسَ البابا أن يحيّي الحجاج بلغات مختلفة بعد ختام تعليمه مشيرًا إلى أنه اليوم الأوّل من أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين وتذكّر الصلاة المسكونية المشترَكة التي حصلت في 31 تشرين الأول وقال “إنّ إنجيل المسيح هو محور حياتنا وهو يوحّد الشعوب التي تتحدّث بلغات مختلفة وتعيش في بلدان مختلفة وتعيش الإيمان في جماعات مختلفة”.
“بروح الذكرى المشتركة للإصلاح، نتطلّع أكثر إلى ما يوحّدنا ونواصل مسيرتنا معًا حتى نعمّق اتحادنا ونجعله واضحًا ومرئيًا بشكل أكبر. إنّ الاتحاد والمصالحة والوحدة هي ممكنة ونحن كمسيحيين لدينا مسؤولية حيال هذه الرسالة وعلينا أن نشهد على ذلك في حياتنا. ليبارك الرب هذه الرغبة في تحقيق الوحدة ويحفظ كل الناس السائرين على درب الوحدة”.