Homeless sleeping near de Vatican City  - Rome  april 2015

ZENIT

من الإدمان إلى السيامة الكهنوتية

رحلة مشرّد نحو الكهنوت

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

كان كلود بارادي مشرّداً فقيراً يعيش في شوارع مونتريال الكندية. كان مدمناً على الكحول والمخدرات، بعد أن عجز عن إيجاد عمل لدى حضوره إلى مونتريال منذ 25 سنة. فنال منه اليأس ووجد نفسه أمام مستقبل مجهول، إلى درجة أنّه فكّر في إنهاء حياته. إلّا أنّه لم يفعل ذلك، خاصة وأنّ فرصة سنحت له بدخول كنيسة صغيرة إثر دافع كان يجهله كلياً.

“التقيت الله في اللحظة التي كنت أشكّ فيها به”. فأدرك أنّه لا يريد الموت بل أنّه يرغب في أن يصبح “رجلاً للكنيسة”. وها وهو اليوم كاهن يكرّس نفسه لخدمة الحاجات الجسدية والروحية للمحتجزين في الفقر والسجن والدعارة، بدون أن ننسى مساعدته لمن يواجهون المصير نفسه الذي كاد أن يقضي عليه.

يقول الأب كلود: “أوصلني الشارع إلى الكنيسة، والكنيسة في النهاية أعادتني إلى الشارع”، بحسب ما أورده موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني عن لسان كلود. ففي شهر كانون الأول الماضي، وكإشارة لقُربه من المشرّدين وتضامنه معهم، قرّر الأب بارادي النوم في الشارع لشهر بكامله، بهدف الاعتناء بالمشرّدين، آملاً أن يرافقهم في الأوضاع الصعبة وأن يلفت نظر سكّان مونتريال حيال الواقع الذي يعيشه من يلازمون الشارع.

في السياق عينه، أسّس الأب بارادي “سيدة الشارع”، وهي مؤسسة تُعنى بتزويد المشرّدين طعاماً ومأوى، كما وأنّه يمنحهم الأسرار ويحتفل معهم بالإفخارستيا، ويقيم الجنازات برفقة أحد زملائه، الأب كيفن كاردن، الذي كان مدمناً على المخدرات ووجد المساعدة فتغيّرت حياته وأصبحت لديه عائلة الآن. “تقضي مهمّتنا بالتشجيع. فعلى عكس المأوى، نحن نذهب إلى الناس ونؤمّن لهم الخدمة. نخاطبهم ونصلّي معاً أحياناً قبل أن يعودوا لمواجهة قساوة الشارع”.

من ناحية أخرى، حصلت مؤسسة “سيدة الشارع” على دعم رئيس أساقفة مونتريال كريستيان ليبين الذي وصف المبادرة بأنها “وجود الكنيسة قرب المشرّدين لتشجيعهم”، كما وحصلت المؤسسة على دعم المدينة.

“الشارع هو المكان الذي أرغب في أن أكون فيه، إلى أن أموت” (الأب كلود بارادي).

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير