القيادة هي العملية التي يؤثر القائد من خلالها على سلوكيات ومواقف وأفكار الآخرين، فإذا كنت قائداً، فأنت محطّ أنظار أفراد فريقك، يراقبون كل خطوة تقوم بها رغبةً منهم في تتّبع خطواتك، فأنت القدوة بالنسبة لهم، أنت الموجه الذي يستطيع تحديد إمكانيات الفريق وتشجيعه والهامة، وما من شيء يمكن أن يطيح بثقة الأفراد في القائد أكثر من قادة يمارسون فلسفة “افعل ما أقول، لا كما أفعل”، وفي حال حدوث ذلك، فيمكنك أن ترى النتيجة السلبية التي تتمثل في فقدان الحماس وحسن النيّة بين الأفراد ليحل مكانها خيبة الأمل والإحباط.
لذلك كان عليك أن تدرك جيداً إذا كنت تقوم بهذا الدور القيادي أن لديك مسؤولية تجاه فريقك، كموجه ومصدر للقوة، لكن الجزء الأكبر من المسؤولية هو في كسب ثقتهم لتكون القدوة والمثال الذي يُحتذى به.
وفيما يلي بعض الطرق التي قد تساعدك لتكون هذا القائد الذي يُحتذى به:
- المشاركة بالعمل (شمّر عن ساعدك): من المهم أن تعمل جنباً إلى جنب مع أفراد فريقك، أن تتشارك معهم فعلياً، إنها وسيلة رائعة لبناء الثقة والاستمرار في تطوير المعرفة والمهارات الخاصة بك.
- مهارة الكلام: الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات إنها حقيقة، لكن للكلمات التأثير الأكبر على الروح المعنوية للأفراد سواء أكان ذلك التأثير سلبي أم ايجابي، كن حذراً لكل ما تقوله، فلا تعطي ملاحظات لأي شخص أمام الآخرين، وأظهر دعمك الدائم وتقديرك لجميع أعضاء الفريق.
- مراعاة مشاعر الآخرين: عامل كما تُحب أن تُعامل، كلٌ منا قد يمر بيوم صعب أو قد تواجهه المشكلات، فكن أنت الداعم لفريقك في حال حدوث ذلك وتعامل معهم بلطف، امنحهم الاهتمام والاعتبار الذي يستحقونه.
- احترام التسلسل الوظيفي: من أهم المعضلات التي قد تسبب التدهور الهيكلي هي تجاوز التسلسل الوظيفي، لذلك اعمل جاهداً على تطبيق هذا النظام واحترامه داخل مؤسستك، حتى يقتدي بك باقي الفريق، فإن لم يحترم كبار القادة هذا التسلسل هل سيقوم أفراد الفريق بذلك؟
- تقبّل الاختلاف: كل فرد منا له شخصية فريدة تميزه عن غيره، لذلك كان من الطبيعي وجود هذه الشخصيات المختلفة والمتباينة بين أفراد الفريق أيضاً، فحاول أخذ هذه الاختلافات في الاعتبار دائماً عند اتخاذ القرارات التي تؤثر عليهم.
- الاستماع: استمع، اسأل أسئلة، وسوف تتلقى معلومات قيمة تُشجع على الحوار الموضوعي، كقادة، علينا أن نتوقف أحياناً عن تقديم التوجيه وإعطاء الأوامر، حتى نستمع للآراء المتنوعة ونتمكن من الحصول على ردود فعل صادقة من الفريق، نتعلم منها ونتطور من خلالها.
- تحمل المسؤولية: من يتربع على قمة السلم الوظيفي هو من يتحمل الأعباء الكبيرة، عليك تحمل المسؤولية عند الوقوع في الخطأ أو حتى الفشل لا يهم في هذه الحالة إذا كنت أنت المخطأ شخصياً أو أحد أفراد فريقك، وكن المبادر في طرح الحلول ثم الاستماع للمزيد منها من فريق العمل، فالقائد هو من يعترف بأن هنالك خطأ ويكون قادر على تحمل مسؤوليته حتى يتمكن من علاجه.
- الشجاعة: أنت القائد، فكن دائماً في المقدمة عند مواجهة الأزمات، اختر المعارك التي ستدخلها بحكمة ولتكن المخاطر محسوبة، ولا تجعل العقبات تقف في طريق تحقيق النجاح، تمسك بالإصرار واستمر بالمحاولة حتى تصل إلى الهدف الأكبر.
- الثقة: أعطي الفريق مساحة من الحرية في العمل واخلق جواً يشجعهم على التركيز على نقاط القوة الأساسية لديهم، خذ خطوة إلى الوراء وتوقف عن التدخل في التفاصيل الإدارية، أن تكون هذا المثال الذي يعطي أفراد الفريق الحرية ويسمح لهم بالابتكار سيشجعهم لفعل الشيء نفسه، امنحهم الثقة وامتدح العمل الناجح والمميز الذي يقدمه كل فرد ويصب في نجاح المؤسسة.
- اعتني بنفسك: مارس الرياضة، خذ قسطاً من الراحة وابتعد عن الإرهاق، حتى تتمتع بالطاقة اللازمة للعمل، وكن النموذج الذي يشجع الفريق ويدعمه ويحتذي به حتى في تحقيق الصحة الجسدية، فالفريق المتوازن عقلياً وجسدياً هو فريق ناجح.
“طريق التربية بالكلام طويل وأما بالمثل فقصير” كما يقول (سنكا)، إنها أسرع وسيلة لتدريب الفريق، فكلما ارتقى مستوى القائد في التميز والنزاهة والاحترام والالتزام كان له ذلك التأثير الايجابي والمثمر في تميز الفريق، التحدي هنا أن ندرك أننا جميعاً مطالبون أن نكون القدوة والمثال في عملنا، فأيً كان عملك أكنت قائداً، مشرفاً أو مديراً، سيلاحظ الناس كل ما تقوم به، ويتأثرون بسلوكك أكان سلبياً أم إيجابياً، فكّن صادقاً لا تتعارض أعمالك مع كلماتك، فالصدق هو حقاً أفضل سياسة، ولتكن الأخلاق هي البوصلة الداخلية التي تحركك وتوجهك لكل ما هو خيّر ونزيه، عندها ستكون مثالاً يُحتذى به وتأكد أنك ستحقق النجاح.