أجرى البابا فرنسيس مقابلة طويلة مع الصحيفة الإسبانية El Pais صدرت يوم الأحد 22 كانون الثاني متطرّقًا إلى مواضيع مختلفة منطلقًا من قداسة الكنيسة حتى الانتقادات التي تضرب الكوريا الرومانية، ومن دونالد ترامب إلى دور المرأة في الكنيسة بحسب ما صدر عن إذاعة الفاتيكان القسم الفرنسي.
كنيسة قريبة من الناس
أكّد البابا فرنسيس أنه لم يتغيّر بعد أن أصبح بابا: “التغيير في عمر 76 سنة كمن يضع الماكياج على وجهه” بالطبع لم يستطع القيام بكلّ ما يحلو له إنما حافظ على جانب الكاهن الذي تمناه وهو أن يبقى قريبًا من الناس. إنّ أكثر ما يخيفه في الكنيسة هو أن تبتعد عن الناس. إنّ الإكليروسية بالنسبة إليه هي “الشرّ الأسوأ الذي يمكن أن يضرب الكنيسة اليوم”. إنّ الكاهن المخدّر يبتعد عن الواقع الملموس في العالم ويصبح موظّفًا. وقال: “إنّ الكنيسة الفاقدة معنى القرب من الناس ليست بكنيسة، إنها منظمة غير حكومية تصنع الخير. بينما القرب من الناس بحسب ما يقول البابا، هو القدرة على لمس القريب بجسد المسيح”.
القديسون يقومون بالثورة
انتقد البابا فرنسيس سهولة التحدّث عن الكوريا الرومانية، واعترف: “يوجد الكثير من الفاسدين إنما يوجد أيضًا العديد من القديسين وأشخاص كرّسوا حياتهم من أجل خدمة الآخرين. إنهم هم العاملون الحقيقيون في تاريخ الكنيسة. كلّ من بذلوا حياتهم من أجل الكرازة بالإنجيل. هؤلاء القديسين هم من أنقذونا. وفسّر البابا إنها ثورة القديسين. القديسون هم أيضًا آباء وأمهات وأجداد يعملون كل يوم بكرامة ومن خلال شهادة حياهم يجعلون الكنيسة تتقدّم.
نعم للانتقادات الأخوية والمفتوحة
أجاب الأب الأقدس على سؤال طُرِح عليه حول ردود الفعل التي تقوم بها التيارات الأكثر تقليدية وتعتبر كل تغيير خيانة للعقيدة وقال: “أنا لا أقوم بأي ثورة بل أحاول أن أبشّر بالإنجيل ليس إلاّ إنما حداثة الإنجيل تسبّب الدهشة لأنها تفضح”. فسّر البابا بإنه لا يشعر بأنه غير مفهوم بل “مُرافَق من قِبل العديد من الناس، من الشبيبة ومن الأجداد… إن لم يوافق معي أحد فليحاورني ولا يراشقني بالحجارة مخبّئًا يده.
اقتصاد يقتل
أوضح البابا: “نحن نعيش الحرب العالمية الثالثة بأجزاء. واليوم نتحدّث عن احتمال حدوث حرب نووية كما لو أننا نتحدّث عن “لعب الورق”. عبّر البابا عن قلقه حيال التفاوت الإقتصادي وفيه تتمسّك مجموعة صغيرة من البشرية بثمانين في المئة من الثروات. بعبارات أخرى، “وسط النظام الاقتصادي يوجد إله المال وليس رجالاً ونساء. نحن في “اقتصاد يقتل” ويشمل “ثقافة الرفض”.
- يتبع-