إنّ أكبر قوّة لكنيسة اليوم هي في الكنائس الصغيرة المضطهدة. هذا ما أعلنه البابا فرنسيس صباحاً خلال القداس الذي احتفل به من دار القديسة مارتا.
وفي عظته التي ألقاها، بحسب ما نقله موقع راديو الفاتيكان بقسمه الفرنسي، قال الأب الأقدس: “اليوم، هناك شهداء أكثر من القرون الأولى”، داعياً الجميع لتذكّر مَن يعانون من الشهادة.
وأضاف الحبر الأعظم معلّقاً على القراءات الخاصة بالليتورجيا اللاتينيّة: “بدون ذاكرة، لا رجاء. هناك بداية ذاكرة الطاعة الخاصة بالعديد من الناس، بدءاً من آدم. وهناك ذاكرة بادرات الرب التي قام بها كبار تاريخ إسرائيل مثل داوود، وصولاً إلى الذاكرة الثالثة التي يمثّلها الشهداء الذين عانوا وبذلوا حياتهم مثل يسوع، أي مَن رُجموا وتمّ تعذيبهم أو قتلهم بالسيف”.
وأشار أسقف روما إلى أنّ الكنيسة هي شعب الله المطيع، حتّى لو كان خاطئاً، ذاك الشعب الذي يفعل أموراً كبيرة ويشهد ليسوع حتّى الموت. “إنّ الشهداء هم من يجعلون الكنيسة تتقدّم وهم من دعموها وما زالوا يفعلون، خاصّة وأنّ عددهم حالياً أكبر من عدد شهداء القرون الأولى. إنّ وسائل الإعلام لا تذكر ذلك، لكنّ العديد من المسيحيين هم طوباويّون لأنّهم مضطهدون. وهناك كثر منهم في السجون فقط لأنّهم وضعوا صليباً في أعناقهم أو اعترفوا بيسوع! هذا هو مجد الكنيسة”.
ثمّ لفت الأب الأقدس إلى أنّنا نميل إلى التذمّر في حال نقص شيء ما لدينا، بدون أن نفكّر في إخوتنا وأخواتنا الذين يعانون من الشهادة.
دم الشهداء هو بذور المسيحيين
بعد ذلك، تطرّق الأب الأقدس إلى التذكير بالكنائس الصغيرة المضطهدة، قائلاً إنّ قوّة الكنيسة الجامعة تكمن في الكنائس الصغرى التي يكون عدد مؤمنيها محدوداً وأسقفها مسجوناً، مؤكّداً أنّ “كنيسة بلا شهداء هي كنيسة بلا يسوع”.
وختم الحبر الأعظم عظته بالدعوة إلى الصلاة على نيّة شهدائنا الذين يعانون “لأجل الكنائس التي لا تتمتّع بحرية التعبير. إنّهم رجاؤنا… ودمهم هو بذور المسيحيين. مع شهادتهم ومعاناتهم، ومع بذل حياتهم، إنّهم يزرعون مسيحيين للمستقبل”.