“حيث العنف ينادي العنف، وحيث العنف يزرع الموت، يكون جوابنا خميرة الإنجيل، الذي بدون أن يلجأ إلى منطق القوّة، يفجّر الرجاء بعد ليالي الرعب”. هذا ما أكّده البابا فرنسيس في 27 كانون الثاني الحالي، أمام أعضاء اللجنة الدولية المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، الذين استقبلهم في الفاتيكان.
وبحسب ما ورد في مقال أعدّته كونستانس روك من القسم الفرنسي في زينيت، دعا الحبر الأعظم الكاثوليك والأرثوذكس للتصرّف لأجل السلام الذي “نرى أنفسنا مدعوّين معاً لأن نقدّمه لعالم مجروح وممزّق”.
كما وأكّد أسقف روما أمام الكنائس الشرقية التي “تشهد يومياً على العنف وعلى أعمال رهيبة يقوم بها التطرّف الأصولي”: “إنّ آلامكم هي آلامنا”. وتمنّى الأب الأقدس “نهاية الصراعات والقُرب من الله لأجل الشعوب المُجرَّبة، خاصّة الأولاد والمرضى وكبار السنّ… ومن أُخذوا كرهائن أو كعبيد”.
وأضاف البابا فرنسيس: “إنّ الشهداء يدلّوننا مجدداً على الطريق؛ فكم من مرّة حملت التضحية المسيحيين المنقسمين حيال أمور مختلفة على الاتحاد! وكما كان دم الشهداء الأوائل في الكنيسة بذوراً للمسيحيين الجدد، فليكن دم العديد من الشهداء المسيحيين اليوم بذوراً للوحدة بين المؤمنين”.
وفي نهاية اللقاء، شجّع البابا عمل اللجنة التي تأسست عام 2003، والتي كان موضوع لقائها الرابع عشر هذه السنة مكرّساً للقربان، وهو موضوع حمل الحبر الأعظم على القول: “ننتظر اليوم الذي سننعم فيه بالاحتفال بتضحية الرب على المذبح نفسه، في إشارة للمشاركة الكنسيّة المتعافية”.