كانت خواريز الواقعة في ولاية تشيهواهوا شمال المكسيك تُعتبر من أخطر مدن العالم بين 2008 و2010، بسبب العنف المتأتّي من تجارة المخدرات والنضال المستمرّ على السلطة والأراضي بين الكارتيلات. إلّا أنّ هذه المدينة التي تعدّ 1.3 مليون نسمة تراجعت عن لائحة المدن الأخطر، بحيث أنّ عدد الجرائم المرتكبة فيها انخفض من 3766 عام 2010 إلى 256 عام 2015!
وعلى الرغم من أنّ البعض يعزو هذا الانخفاض إلى تحسين عمل السلطات المحلية، يرى الأب باتريكو هايلمن (المسؤول عن تأسيس كنائس للسجود الدائم في أميركا اللاتينية) سبباً أعمق من ذلك: يسوع في القربان!
ويقول الأب هايلمن: “عندما تعبد رعيّة ما الله ليلاً ونهاراً، تتغيّر المدينة”، بناء على ما ورد في مقال أعدّته باربرا بوستامانتي ونشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني. فعندما كانت رعيّتا خواريز وسينالوا خاضعتين لسلطة حروب الشارع، طلبت إحداهما إلى المرسلين العاملين فيها أن يتمّ فتح كنيسة للسجود الدائم، إيماناً منها بأنّ يسوع سينقذها ويمنحها الأمان. فاستلزم المرسلون ثلاثة أيام لفتح كنيسة في خواريز.
ويخبر الأب هايلمن أنّ امرأة كانت متوجّهة في الثالثة فجراً إلى الكنيسة لتصلّي، عندما اعترض طريقها ستة جنود سألوها إلى أين تتوجّه، بما أنّ كلّ شيء كان مقفلاً في تلك الساعة. فأعلمتهم أنها تتوجّه إلى الكنيسة ودعتهم لمرافقتها، ليصلوا ويجدوا 6 نساء يصلّين. فما كان من السيّدة إلّا أن قالت لهم: “أتظنّون أنّكم من تحموننا؟ نحن نصلّي لكم طوال 24 ساعة”. فخرّ أحد الجنود ساجداً أمام القربان الأقدس، ليراه الجميع في اليوم التالي وفي الثالثة فجراً في ثياب مدنيّة يصلّي أمام القربان ويبكي!
بعد شهرين على افتتاح الكنيسة، اتّصل الأسقف بهيلمن قائلاً إنّه لم يتمّ تسجيل ميتة واحدة خلال هذين الشهرين! فتمّ فتح 10 كنائس صغيرة خلال سنة.
والأغرب من ذلك أنّ الإكليريكية كانت ستقفل أبوابها بما أنّها كانت تضمّ 8 إكليريكيين فقط، إلى أن ارتفع عددهم إلى 88 خلال فترة صغيرة، خاصّة وأنّ جميعهم كانوا يشاركون في الساعات المقدّسة.
“هذا ما يفعله يسوع في أيّ رعيّة، عندما يفهم الناس أنّهم يجدون الأمان فيه”. كما وأشار الكاهن إلى أنّ “أكبر المعجزات تحصل في ساعات الصباح الأولى”، أي عندما نكون في سلام ونسمع الله بشكل أفضل، فيكون عقلنا وقلبنا ينعمان بالهدوء بما أننا مع يسوع. “إن كنتم كرماء مع يسوع، فهو يكون أكرم منكم آلاف الأضعاف”.