المركز الكاثوليكي للإعلام – عقدت قبل ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، ومكتب راعويّة الزواج والعائلة في الدائرة البطريركيّة المارونيّة، حول ” “فن الإصغاء وفرح المصالحة، تناولت رؤية وأهداف وعمل مكتب راعويّة الزواج والعائلة، دور مكتب الإصغاء والمصالحة وإطلاق التوصيات، عيد الأب وتكريم عائلات مميّزة. ويحتفل في هذه المناسبة بالذبيحة الإلهية البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، في الصرح البطريركي في بكركي في 18 حزيران 2017 الساعة العاشرة صباحاً، والدعوة عامة.
شارك فيها إلى جانب مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الخوري عبده أبو كسم، منسّقو مكتب راعويّة الزواج والعائلة في الدائرة البطريركيّة المارونيّة الأباتي سمعان أبو عبده، السيّدة ريتا الخوري والمهندس سليم الخوري، وحضرها الشاعرة مي منصور، مستشار مكتب الدائرة الأب نجيب بعقليني، الأخت فاديا لحود، أعضاء وطلاب من مكتب الدائرة البطريركية، وعدد من الإعلاميين والمهتمين.
أبو كسم
رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:
“نجتمع اليوم حول مكتب مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية المارونية، لنتكلم على موضوع “فن الإصغاء وفرح المصالحة”، وهو موضوع دقيق جداّ ومهم جداً ومن الأولويات والضرورات التي يجب الإهتمام بها كل ربّ عائلة وكل زوجة من ضمن العائلة الواحدة.”
تابع “الذي نراه اليوم في رعايانا ومحاكمنا هو أمر ينذز بالخطر، فنسبة قضايا بطلان الزواج والهجر مرتفعة جداً بالنسبة للسنوات الماضية، والسبب يعود إلى مشكلة عدم الإصغاء، ومحاولة المصالحة وعدم الصراحة بين الركيزتين الأساسيتين بين الزوج والزوجة، والمشاكل تتراكم ويؤدي ذلك إلى التباعد، والتباعد يؤدي إلى عدم انسجام لا عاطفياً ولا جنسياً ولا إجتماعياً ولا مادياً ، وهذا ينعكس على حياة الزوجين ويؤدي إلى تعطيل الحياة المشتركة بينهما إلى الإنفصال.”
“عدم التلاقي ضمن العائلة وعدم تبادل الخبرات اليومية بين الزوجين أقله عند تواجدهما مع بعضهما، الكلام بين الزوجين يخلق نوعاً من التفاعل وعليهما عدم النسيان أنهم في سرّ الزواج أصبحا جسداً واحداً. الحياة الزوجية ليست حياة عسل، الحياة الزوجية هي جهاد يومي في الحفاظ على الحب وتنمية هذا الحب، بالتالي عليهما عدم التهاون حتى في الأمور الصغيرة.”
أضاف “على الزوجين المبادرة للمصالحة والمسامحة وللتنازل من حق واحد للآخر، وبالتالي هذا الموضوع دائماً الجهد عليه لتخطي المشاكل التي تعترضهما.”
وقال “أشياء كثيرة تعترض العائلة مثلاً اليوم كوسائل التواصل الإجتماعي (واتس أب، تلفزيون، فايس بوك)، هؤلاء شريك في العائلة ويأخذ الكثير من وقتها، وهذا ما يبعد بين أفراد العائلة، وعلينا فن الإصغاء لبعضنا البعض.”
وختم بالقول “أما على صعيد العائلة الكبرى عائلة الوطن فنحن نمر في آزمة كبيرة وهي أزمة قانون الأنتخاب، ونرى حوله الكثير من التجاذب حوله، بالمعنى السياسي علامة حياة، شرط أن لا يخرب هذا التجاذب العائلة اللبنانية. نحن في مرحلة مفصلية كبيرة، نصلي لربنا أن يلهم المسؤولين كي يصلوا إلى حل يجمع العائلة اللبنانية بكل أطيافها ونعيش فرح لقاء وطني في كل المؤسسات الدستورية التي أسسناها في ظل النظام الديمقراطي، وأن تتحقق هذه التوصيات من أجل حماية العائلة.”
أبو عبدو
ثم كانت كلمة الأباتي سمعان أبو عبدو حول مكتب راعوية الزواج و العائلة في الدائرة البطريركية المارونية: نطلّعاته- أهدافه- عمله فقال: “نقرأ في الإرشاد الرسولي للبابا فرنسيس “فرح الحب”، “أنّ خير العائلة هو مصيريٌّ لمستقبل العالم والكنيسة”. “فالعائلة هي خير لا يستطيع المجتمع أن يتخطاه، بل هو بحاجة إلى أن يُحافَظ عليها”.”
تابع “لماذا مكتب للزواج والعائلة في بكركي؟ تنظر الكنيسة إلى العائلة على أنّها الجماعة الطبيعية الأولى والأهم، هي مؤسسة إلهية مُرادة من الله، ولد يسوع في رحم عائلة محدّدة أصبح إنساناً ونشأ فيها. إن العائلة هي الخلية الأولى والأساسية للمجتمع والكنيسة، وإنّ العائلة لها الدور الأساس في تنشئة الإنسان. إنّ العائلة المسيحيّة هي شركة أشخاص مبنية على الحب والحياة. إنها كنيسة منـزليّة، المدرسة الأولى للتربية على القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة والمسيحيّة والإجتماعيّة والوطنيّة. وهي تساهم في تطوير المجتمع وتشارك في حياة الكنيسة ورسالتها. من خلالها يُبرهَنُ عن قوّة الشراكةِ والتضامن بالمحبّة، التي تُسهمُ في بناء حضارة المحبّة.”
أضاف “يؤكّد الواقع المحسوس الذي يُظهر صعوبات وتحدّيات الزواج والعائلة، أهميّة الانتباه لمصير الزواج والعائلة، وغاية وجودهما، وقوّة فاعليتهما في استمرار التواصل بين البشر في ما بينهم، وبين البشر والخالق. من هنا لا بدّ من فهم أكثر عمقًا للزواج والعائلة. تَحمِل الكنيسة، الأمّ والمعلّمة، مسؤوليّة جوهريّة في صون كرامة العائلة وترسيخ أُسُسها وتحسين ظروفها. ولا يجوز للجماعة المسيحيّة بشكل عام، وللقيّمين عليها بشكل خاص، التغاضي عن دعم العائلة على المستويات الروحيّة والتربويّة والاقتصاديّة والسياسيّة لمساعدتها على تحقيق دعوتها.”
أردف “ولإنّ الكنيسة ترى أنّ العائلة مستهدفةٌ في صميمها وكينونتها وأُسسها، كما في قيمها الإنجيليّة الثابتة. كان الإهتمام الخاص والمميز لغبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى بالعائلة ومساندتها وحمل همومه ومناشدة الجميع للعمل على وضع خطة راعوية عائلية جديدة. لكل هذه الأسباب وجد مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدوائر البطريركية المارونية.”
وحول تأسيس المكتب قال “إنّ مكتب راعوية الزواج والعائلة هو واحد من مكاتب ومؤسسات الدائرة البطريركية، أطلقه صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، سنة 2011، مع بداية مرحلة جديدة في تأسيس ومأسسة الدوائر البطريركية. ومع انطلاقة تنظيم أساسي وضروري منذ البدايات الأولى لتولي غبطته سدّة المسؤولية في البطريركية.”
وعن أهداف مكتب راعوية الزواج والعائلة قال “مكتب راعوية الزواج والعائلة، كباقي مكاتب الدائرة، هو في خدمة البطريركية علمياً وثقافياً وروحياً وراعوياً واجتماعياً وإنمائياً. فهو يجسد تطلعات غبطة أبينا البطريرك في مأسسة العمل في الدوائر البطريركية لتكون أكثر فعالية على الصعيد الكنسي والروحي والراعوي. يشرف على هذه المكاتب المعاون البطريركي صاحب السيادة المطران جوزيف نفاع السامي الإحترام.”
تابع “يهدف مكتب راعوية الزواج والعائلة إلى تطبيق توصيات المجمع البطريركي الماروني الذي انعقد من سنة 2003 إلى سنة 2006، كما وردت في النص العاشر منه، حول العائلة المارونية. ساعياً إلى تنسيق الأعمال التطبيقية، ومتابعتها، وتوجيهها، بالتعاون الكامل مع السادة المطارنة في أبرشياتهم، والرؤساء العامّين والرئيسات العامّات في رهبانياتهم واللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في لبنان، بحيث نكون كنيسة واحدة متنوعة وغنيّة بمكوناتها، تعمل بروح ومبادىء الشركة والمجمعية.”
أضاف “إنّ مهمة مكتب راعوية الزواج والعائلة الأساسية، هي العمل لتوعية العائلات المارونية على دعوتهم الأساسية، وهي بناء عائلة وفقًا لقصد الله، لأن تأسيس سرّ الزواج يهدف إلى خير الزوجين وإنجاب البنين وتربيتهم. كما أن المكتب هو مرجعية وله دور ريادي في التواصل والتنسيق والتوجيه ودعم مبادرات الكنيسة المارونية التي تُعنى بشؤون الزواج والعائلة في لبنان وبلاد الانتشار”
وقال يتطلع المكتب إلى:
- إعداد خطط جديدة لتفعيل راعوية الزواج والعائلة، ووضع الآليات لتنفيذها. والعمل على إيصال توجيهات ومقرّرات البطريركية المارونية إلى العائلات المارونية في لبنان وبلاد الانتشار.
- تنشئة الأزواج والعائلات على مفهوم سرّ الزواج والحب والجنس وقدسيّة الجسد البشري وكرامة الإنجاب. وتعزيز روحانية العهد الزوجي والحياة العائلية، إنطلاقًا من رتبة الزواج ورموزها. وتنشئة الوالدين على المسؤولية المُشترَكة في تربية الأولاد.
- تنظيم لقاءات للعائلات المارونيّة في لبنان، والنطاق البطريركيّ وبلدان الانتشار وفقًا لتوجيهات سينودس مطارنة الكنيسة المارونيّة. والعمل مع لجان العائلات في الأبرشيّات على إقامة إحتفالات تكريميّة في الكرسيّ البطريركيّ للعائلات المارونيّة التي تميّزت على سبيل المثال: بعدد الأولاد، بالدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة، وبالعمل التضامنيّ الاجتماعيّ.
- التعاون مع محاكمنا المارونيّة في مكتب الإصغاء والمرافقة، التابع لمكتب راعوية الزواج والعائلة، من أجل إجراء المصالحات والوساطة بين الأزواج المتخاصمين، بمواكبة أخصائيّين ملتزمين ومحترفين.
- السعي إلى أن تُدرَج راعويّة العائلة وأخلاقيّات علم الحياة في برامج الإكليريكيّات وكلّيات اللاهوت ومعاهد الثقافة الدينيّة والتنشئة المسيحيّة التابعة للكنيسة المارونيّة، من أجل نشر تعليم الكنيسة حول تطوّر العلوم البيولوجيّة والوراثيّة والطبيّة، وارتباطها بالمبادىء اللاهوتيّة والأخلاقيّة والأنتروبولوجيّة، ومن أجل التعاون مع الجسم الطبيّ في تعزيز احترام الحياة البشريّة وقُدسيّتها وحقّها في الوجود.
- التعامل مع الأزمات المستجدّة، كالطلاق والإجهاض والموت الرحيم وأخلاقيات الحياة والمعضلات الجديدة المرتبطة بالإنجاب ومفهوم الحب والجنس وآفة المخدرات ومواجهتها بنشر وتعميم وإعلان تعليم الكنيسة حولها.
- حماية القيم العائلية والدفاع عنها، بمواجهة البرامج الإعلامية الهدّامة وما تبثّه تقنيات التواصل الاجتماعي الحديثة. والقيام بنشاطات لمواجهة التحديات المستجدة حول الزواج والعائلة.”
وعدد الأباتي نشاطات المكتب الحالية:
1- بعد نجاح الدورة الأولى، يطلق المكتب الدورة الثانية لنيل ديبلوم في “الإصغاء والمرافقة العائلية” Accompagnement Familial Ecoute et ، بالتعاون مع جامعة الحكمة – بيروت.
2 – السعي لمساعدة الأبرشيات المارونية لإنشاء مراكز إصغاء ومرافقة حيث لا توجد هذه المراكز، وتطويرها حيث وُجدت.
3 – العمل على إصدار كتيّب بعنوان: “دليل مراكز الإصغاء والمرافقة العائلية”، يتضمن هيكلية المركز، والنظام الداخلي، وعمل الاشخاص، وكيفية التواصل مع المحكمة المارونية الروحية، وخبرات بعض الابرشيات.
4 – للسنة الخامسة على التوالي: تنظيم لقاء سنوي للجان العائلة مع غبطة ابينا البطريرك في بكركي: إمّا مع الجمعات العائلية إمّا مع مراكز الإصغاء والمصالحة مع مراكز التحضير للزواج. هذه السنة كانت خلوة لنهار كامل لمسؤولي مراكز الإصغاء والمصالحة في الأبرشيات المارونية، ( واليوم ستصدر رسمياً توصيات هذه الخلوة).
5 – للسنة الرابعة على التوالي: متابعة المصالحة والوساطة من قبل منسقي المكتب وبالتعاون مع فريق عمل متخصص في مركز الدائرة، بالتنسيق مع صاحب السيادة المطران حنا علوان السامي الاحترام.
6 – للسنة السادسة على التوالي: بمناسبة عيد الأب في 18 حزيران 2017 سيصار، في الصرح البطريركي، وبعد الذبيحة الإلهية، إلى تكريم عائلات تميزت بكثرة الإنجاب، وبمناسبة سنة الشهادة والشهداء عائلات تميزت في هذا المجال.
7 – تخرّج ما يقارب 50 طالبًا انهوا برنامج الدبلوم في الإصغاء والمرافقة على مدار السنتين الماضيتين.
8– زيارة أصحاب السيادة المطارنة الموارنة للتزود بإرشاداتهم وتوجيهاتهم وإطلاعهم على نشاطات مكتب راعوية الزواج والعائلة.
9– إقامة مقابلات تلفزيونية ومحاضرات وأفلام قصيرة حول راعوية الزواج والعائلة ضمن الكنيسة المارونية.
وختم بالقول “أعود إلى الإرشاد الرسولي “فرح الحب” للبابا فرنسيس لآقتبس منه أنه: “ينبغي علينا القيام بجهد أكثر مسؤولية وسخاء، يتجلّى في إبراز الأسباب والدوافع لاختيار الزواج والأسرة، بطريقة تجعل الناس أكثر استعدادًا للإستجابة إلى النعمة التي يمنحها الله لهم”. “وإذا استطاعت العائلة أن تتمحور حول المسيح فهو يوحد الحياة العائلية بأسرها وينيرها.”
الخوري
ثم كانت كلمة السيدة ريتا الخوري حول دور مكتب الإصغاء و المصالحة في مكتب راعوية الزواج والعائلة وإطلاق توصيات خلوة “فن الإصغاء وفرح المصالحة” فقالت :
فقالت “أمام هذا الواقع المُلِحّ والتحديات المتزايدة والتي تنعكس نتائجها تصاعداً في الدعاوى المُقدّمة إلى المحاكم الروحيّة المارونية كان من الضرورة إيجاد السُبُل في مواكبة العائلات والإصغاء لها ومرافقتها في كلّ المراحل وعملاً بتوصيات المجمع البطريركي الماروني النصّ العاشر. عمد مكتب راعوية الزواج والعائلة إلى إتّخاذ تدابير ومبادرات في المرافقة والإصغاء لدعم العائلة ومُساندتها: 1) إنشاء مركزاً تابعاً له للوساطة والمصالحة بالتنسيق مع المحكمة الروحيّة المارونيّة والأبرشيّات المارونية خاصة التي لا يتواجد فيها مراكز إصغاء وهي للأسف أكثريّة حتى الآن. 2)إعداد برامج تنشئة مُتخصصة للإصغاء والمصالحة بشكل متواصل بالتعاون مع جامعة الحكمة في مبنى الدوائر البطريركيّة- الذوق لنَيل شهادة دبلوم في “الإصغاء والمرافقة العائليّة” من معهد العائلة في جامعة الحكمة ومكتب راعويّة الزواج والعائلة. 3) عقد مؤتمرات وخلوات وندوات للتوعية وتبادل الخبرات والعمل على مساعدة مراكز الإصغاء في الأبرشيات والعمل لإنشائها حيث لا توجد. “
تابعت “وفي ختام االخاوة التي شارك فيها مراكز الإصغاء ولجان في الأبرشيات المارونية كافة والجمعيات التي تعنى بالعائلة، كانت كلمة من القلب لصاحب الغبطة والنيافة شكر فيها جميع الحاضرين للجهود التي يبذلونها، تلاها حوار صريح أجاب خلاله غبطة البطريرك على كل الأسئلة التي طرحها الحاضرون والتي تناولت مواضيع المحاكم الروحيّة، المدارس، الكهنة، دورات الزواج وغيرها. واتّسمت الأجواء بطابع عائلي مُميّز. وختم اللقاء واعداً بنقل التوصيات التي صدرت الى سينودس الأساقفة، والتي تضمنت:
1- إنشاء مراكز للإصغاء والمرافقة في الأبرشيات والرعايا.
2- تنشئة الكهنة ضمن برامج اللاهوت في الجامعات والإكليريكيات حول: لاهوت الزواج والعائلة، أخلاقيات الحياة، كيفية إدارة النزاع، ومهارة “فن الإصغاء”، وضرورة أن يتفرّغ الكهنة الأخصائيين للعمل مع مراكز الإصغاء لقاء بَدَلات ماليّة بداعي التفرُّغ المطلوب.
3- توجيه أزواج ملتزمين في راعوية الزواج والعائلة للتخصّص في مجال الإصغاء ومرافقة العائلات المتعثّرة لمساندة مراكز الإصغاء في الأبرشيات والرعايا تبعاً للبرنامج المعتمد في مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركيّة بالتعاون مع جامعة الحكمة أو غيرها من البرامج التخصصيّة المعتمدة في إطار تنشئة مستمرّة للعاملين مع مراكز الإصغاء.
4- إلزامية اللجوء إلى مراكز الإصغاء ومكتب المصالحة في الأبرشية كخطوة حتميّة قبل تقديم الدعوى إلى المحكمة الروحيّة، على أن يكون لكل مركز كاهن مرشد روحيّ.
5- العمل على حسن “إدارة النزاع” في حال فشل المصالحة قبل إحالة الدعوى إلى المحكمة الروحية خاصةً في ما يتعلّق بمفاعيل الزواج (نفقة، حراسة، مشاهدة وإصطحاب)، وتوقيع إتفاق خطّي بين الزوجين وضمّه إلى ملف الدعوى.
6 – المتابعة من مركز الإصغاء للزوجين المتخاصمَين خلال الدعوى وبعد الحكم بما يختصّ بالمشاهدة والإصطحاب لأولادهم.
7- وجوب تفرّغ متخصّصين محترفين في مراكز الإصغاء ذوي خبرة يتمتعون بروحانيّة مسيحيّة تؤمن بالعائلة وبسرّ الزواج المقدّس وتعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة في هذا المجال، بدوام ثابت وميزانيّة ماليّة محدّدة.
8- ضرورة التنسيق والتعاون مع مكتب الإصغاء والمرافقة في مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية عند الحاجة.
9- إعداد “دليل موحّد” حول الإصغاء والمرافقة” كمستند ومرجع أساسي لمراكز الإصغاء في الأبرشيات المارونيّة.
10- إدراج مادة “الإضطرابات النفسيّة” في برامج مراكز الإعداد للزواج لتوعية الخطّاب على كافة الحالات والإضطرابات النفسيّة التي قد تؤول إلى فشل واستحالة العلاقة الزوجيّة. وتشجيع الخطيبين على التنبّه إلى سلامة صحّتهما النفسيّة قبل الزواج لإستدراك ايّ تعثّر، وإلى إدراكها لتحمُّل مسؤوليات الزواج الأساسيّة.
11- أهميّة إدراج مداخلات وشهادات لمراكز الإصغاء في الدورات الإعداديّة للزواج بهدف التعريف على دور هذه المراكز والتشديد على أهميّة العودة إليها عند الحاجة.
12- مرافقة العائلات خاصةً في السنوات الأولى من الحياة الزوجيّة وحثّ الزوجين على ضرورة إعتماد فنّ التواصل والحوار لحلّ أي خلاف بينهما.
13- ضرورة أن يتبنّى مركز الإصغاء مقاربة شاملة (multidisciplinaire) تساعد الزوجين على حلّ مشاكلهما العائليّة كافة. وفي حال تعذّر ذلك يجب التنسيق بين مركز الإصغاء ومختلف اللّجان الأبرشيّة للتعاون والدعم العائلي بحسب الحاجة المطلوبة (إجتماعياً، روحيّاً وماديّاً)، والإستعانة بالجماعات العائليّة الرعويّة لما للثنائي الملتَزم من دَور في المساهمة بالمصالحات والمُواكبة الروحيّة والعائليّة.
وختمت الخوري بالقول “نشكر كلّ الأفراد والأزواج الذين تطوّعوا في الخدمة لزرع المحبة وإعادة اللُحمة والوفاق في العائلات “فطوبى لفاعلي السلام فإنّهم أبناء الله يُدعَون”.
الخوري
واختتمت الندوة بكلمة السيد سليم الخوري فقال”
“الهدف من تكريم عائلات مارونية مميزة، هو إعادة إحياء القيم المسيحيّة والإنسانيّة التي رافقت العائلة المارونية منذ القِدَم والتي كانت أهمّ أسباب وحدتها ودَيمومتها وتجذّرها في الأرض. ولقد ارتأينا التكريم يوم عيد الأب لما يمثلّه كراعٍ وحامٍ للعائلة وما تحمل من قيم وفضائل.”
تابع “تحصّنت العائلة المارونيّة بالإيمان المسيحيّ، فانتهجت تنظيم يومياتها، على مِثال الكهنة والرهبان، وفق الصلوات الطقسيّة والأعياد المَريميّة وأعياد القدّيسين. كانت كنيسة الرعيّة في القرى المارونيّة روح البلدة وقلبها النابض. ولم تقتصر مهمة العائلة المارونية على توفير التربية المسيحيّة لأبنائها فحسب، بل تخطّته لتُشجّع المدعوّين من بينهم على تكريس ذواتهم للكهنوت والحياة الرهبانيّة. وامتازت العائلة المارونية باحترام المُسنّ فيها، وطاعة المتقدّمين من أبنائها، وحفظ سرّ البيت وإجلال الكاهن، معتمدة تعاليم الإنجيل قولاً و فعلاً، فامتازت بالوداعة والبساطة والإيمان والصمود.”
وقال “يُشكلّ النموّ السّكّاني المطّرد والتحولات الإقتصاديّة والإجتماعيّة والسياسيّة، وتطوّر الظروف الحياتيّة وواقع الهجرة، مجموعة عوامل أدّت إلى تغيّرات كبيرة في العائلة المارونيّة، وإلى تحوّل النموذج العائلي من العائلة الكبيرة إلى العائلة النواتيّة، مع ما يستتبعه هذا التحوّل من انحسار لدور العائلة الإجتماعي والإقتصادي والدينيّ.“
تابع “إن النزوح من الجبل إلى المدينة، ومن لبنان وسائر المشرق إلى المهجر قد حوّل حياة العائلة المارونيّة من نمط زراعيّ إلى نمط قائم على مفاهيم وقيم صناعيّة وتقنيّة وضعت العائلة المارونيّة أمام خيارات جديدة من حيث عيشها لإيمانها المسيحيّ ولقيمها الحضاريّة والثقافيّة.”
وقال “لقد قلب النمط الإستهلاكي القائم على تغذية الروح الفرديّة والماديّة ومنطق الربح السريع، سلّم القيم الذي طالما عرفته عائلاتنا ونشأت عليه. فإن تزعزع القيم بات جليّا، سيّما وأنّ الذهنيّة الإستهلاكيّة هذه قد طالت قطاعات الحياة كافة، الثقافيّة والمهنيّة والرعويّة.”
وختم الخوري “بنماذج قليلة من عائلات تكرّمت لما تُمَثّله من قِيَم وفضائل كي تكون شهادة حيّة ونماذج يُحتذى بها.
وختم بالقول “أخيراً نرجو أن نكون قد أضأنا شمعة أمل ورجاء في الأزمة الحالكة التي تعيشها عائلاتنا المارونية، آملين أن تخرج منها سريعاً لتعود كما كانت الصخرة المنيعة التي يستند إليها الوجود المسيحي في شرقنا الحبيب.”