إلى المسؤولين الرّوحيّين والمدنيّين في مصر

من المركز الكاثوليكي للإعلام 6 حزيران

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

المركز الكاثوليكي للإعلام – عقد راعي أبرشية أستراليا المارونية المطران انطوان شربل طربيه ظهر اليوم في المركز الكاثوليكي للإعلام مؤتمراً صحافياً، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، أعلن خلاله “البيان الختامي لزيارة وفد مجلس أساقفة وممثّلي الكنائس الشرقيّة في أستراليا ونيوزيلندا إلى المسؤولين الرّوحيّين والمدنيّين في مصر، بهدف دعم الشعب المصري والكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، نتيجة الأعمال الإرهابيّة الّتي أصابتها,”

شارك إلى جانب المطران طربية، رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، المرسل اللبناني المسؤول الإعلامي للمجلس الأب ايلي نخول، النائب البطريركي لكنيسة الارمن الكاثوليك المونسينيور باسيل صوصانيان، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبده أبو كسم، وبحضور الأب بيار عطالله،  مدير المركز الماروني للأبحاث والدراسات في سيدني استراليا  د. جان طربيه، وعدد من الإعلاميين والمهتمين.

مطر

رحب المطران مطر بالحضور وقال: “يسعدنا اليوم في المركز الكاثوليكي للإعلام أن نستقبل المطران طربية راعي الموارنة في استراليا والوفد المرافق من سائر الكنائس الأسترالية الشرقية، وليس لأول مرة فسيادته المعروف بغيرته ومحبته في أستراليا وفي لبنان سابقاً يقوم بمبادرة كهذه. عندما سقطت أربيد في العراق كان لهم مع الكنائس الشرقية في اوستراليا  زيارة تفقدية والسنة بعد احداث مصر أتوا ايضاً إلى القاهرة لزيارة الكنيسة القبطية البابا تواضروس مؤاساة وتعزية ومحبة، ولعائلات الضحايا والشهداء، ولرئيس الجمهورية وبعض الشخصيات الرسمية، وكان لزيارتهم وقع محبة من كنائس تلتفت إلى أخوتها  المجروحة بالإنسانية في مصر.”

وقال “اتت زيارة البابا فرنسيس  إلى مصر والعناق الكبيرالذي حصل بين شيخ الأزهر وقداستة كان له التأثير الأكبر عند المصريين، وشيخ الأزهر يمثل الاعتدال الاسلامي في العالم لدعوة الناس إلى الاعتدال والتلاقي حول الأمور المشتركة، وقداسة البابا تواضروس عندما سأله أحد الصحافيين كان له جواب “أفضل أن يكون لي وطن بلا كنائس من أن يكون لي كنائس بلا وطن”. الوطن المصري جامع المسيحيين والمسلمين بعمق، والوطن اللبناني جامع المسيحيين والمسلمين بمصير مشترك واحد، ولبنان بالنسبة لمصر وللمنطقة يبقى علامة اللقاء الأبيض المميز بين المسيحيين والمسيحببن.”

وختم سيادته بالقول “أتمنى أن تكون هذه الزيارة مع الوفد مثمرة وأن تصب في خانة العمل على  اللحمة المصيرية بين المسيحيين والمسلمين في الشرق الأوسط وفي العالم كله.”

طربيه

بداية تحدث المطران انطوان شربل طربية قدم بيان مفصل لزيارة وفد الكنائس الشرقية من أستراليا إلى مصر وجاء فيه:

“قام وفد من مجلس الكنائس الرسولية الشرقية في استراليا ونيوزيلاندا بزيارة رسمية إلى مصر من 31 أيار إلى 4 حزيران 2017 من أجل الوقوف إلى جانب الشعب المصري بمسيحييه ومسلميه، وللتعبير عن تضامنه الاخوي معه وبخاصة مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المتألمة، بعد سلسلة الاعمال الإرهابية التي فجرت الكنائس وأهرقت دماء الأبرياء وتركت مصر والعالم في حالة من الذهول أمام هذه الاعمال الوحشية.”

تابع “ضم الوفدُ كلاً من السادة المطارنة: روبير رباط اسقف الكنيسة الملكية الكاثوليكية والرئيس الحالي للمجلس؛ أنطوان- شربل طربيه أسقف الكنيسة  المارونية؛ JULIAN PORTEOUS رئيس اساقفة تازمانيا للكنيسة اللاتينية؛ هيغازون نجاريان اسقف الكنيسة الأرمنية الارثوذكسية؛ الأنبا دانيال أسقف الكنيسة القبطية الارثوذكسية في سيدني؛ المونسينيور باسيل صوصانيان النائب البطريركي لكنيسة الارمن الكاثوليك؛ والاب إيلي نخول المرسل اللبناني والمسؤول الإعلامي للمجلس.”

أضاف “وقد انضم إلى الوفد لاحقاً وشارك في بعضٍ من لقاءاته وأعماله كلٌّ من: الأنبا سوريال أسقف الكنيسة القبطية الارثوذكسية في مالبورن؛ الانبا دانييل أسقف دير الانبا شنوده في سيدني؛ والأب يوحنا من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.”

وقال سيادته “تحددت أهداف الزيارة منذ انطلاقتها بالمبادىء التالية:

1)     دعم وحدة الشعب المصري وسلامة أراضيه ومستقبل ابنائه.

2)   للتعبير عن تضامننا ودعمنا لقداسة البابا تواضروس الثاني مع جميع الإكليروس ومؤمني الكنيسة القبطية الأورثوذكسية وكل الكنائس في مصر، بعد الاحداث الاليمة التي عصفت بهم.

3) التشدديد على أهمية العيش المشترك والتعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين من منطلق الحفاظ على التعددية الدينية والاجتماعية التي تتميز بها مصر وكافة بلدان الشرق الاوسط.

4) دعوة الجميع وتشجيعهم على تقوية إيمانهم بالله الواحد الذي منه وحده، كل محبة وسلام ورجاء.

5) للصلاة معاً، كمسيحيين كاثوليك وأرثوذكس، من أجل السلام في مصر وبلدان الشرق الاوسط.

6) للقاء المسؤولين المدنيين والروحيين، من مسيحيين ومسلمين، والإصغاء إلى هواجسهم والتعبير لهم عن تضامننا معهم في مساعيهم للسلام والانماء ومحارية الارهاب.

7) لتقديم هبة مالية، جمعت من مؤمني الكنائس الشرقية الكاثوليكية والارثوذكسية في أوستراليا، لمساعدة العائلات المسيحية والمسلمة المتضررة من نتائج الاعمال الإرهابية الاخيرة، وزيارة الجرحى وعائلات الضحايا..

8) للتأكيد على ضرورة محاربة الإرهاب ونزع الأحقاد من خلال الدعوة إلى التسامح وتغليب لغة المحبة على الكراهية والعِدائية.

9) للتعبير عن الرفض الشامل، للغة الحرب والتقاتل والدعوة مجدداً للعودة الى لغة العقل والحوار لحل المشاكل العالقة.

10) واخيرا، يبدوا واضحاً  أنه من أهداف الحرب في منطقة الشرق الاوسط  هو إلغاء التعددية  الدينية والاجتماعية والثقافية، من اجل خلق جماعة ودول عنصرية أحادية شمولية. فلا بد من ان نؤكد اليوم ان التعددية كانت ولا تزال مصدر غنى وانماء للمجتماعات المتقدمة، وليست سبباً للاختلاف والتقاتل.”

 

نخول

الأب أيلي نخول  تحدث عن تفاصيل الزيارة وقال:

كان للوفد شرفُ لقاء عدد من المسؤولين المدنيين والروحيين في البلاد:

1-          في اليوم الاول التقى الوفد القائمَ بأعمال السفارة اللبنانية في القاهرة ومندوبَ لبنانَ الدائم لدى جامعة الدول العربية السيد أنطوان عزّام الذي شكر الوفد على زيارته والتفاتته الأخوية نحو الشعب المصري وآلامه. وطلب منه التدخل لدى المراجع الأسترالية للعمل على تخفيف العبىء الثقيل الذي يحمله لبنان بسبب وجود عدد كبير من اللاجئين السوريين على أرضه والذي يصل مع اللاجئين الفلسطينيين إلى نصف عدد سكانه تقريباً، مما قد يتسبب بكارثة اجتماعية وديمغرافية لحاضر ومستقبل لبنان الهوية والرسالة. ووعد الوفدُ بإيصال هذا النداء إلى المراجع الأوسترالية المختصة، في الوقت الذي تمنى فيه أيضاً على الدبلوماسية اللبنانية متابعة جهودها لحث الدول العربية التي هي أولى من غيرها من الدول، للقيام بواجباتها في التخفيف عن لبنان واستضافة قسم من اللاجئين إليه على أراضيها.

2-          بعد السفارة اللبنانية حلّ الوفدُ بضيافة فضيلة الإمام الاكبر شيخ الازهر الشريف  الدكتور أحمد الطيب في مقام الازهر الشريف في القاهرة. وكان للوفد لقاء مطول مع فضيلته وحكماء الأزهر جرى فيه تداول الافكار في موضوع مواجهة الإرهاب في عالم اليوم وجرى التوافق على المسلمات التالية لمحاربته من خلال:

–         محاربة الفكر الديني والخطب الدينية المتطرفة والمنحرفة عن الإيمان القويم لدى رجال الدين المسيحيين والمسلمين على السواء، والتي تحرض على العنف وتدعو إلى تكفير الديانات الأخرى.

–         العمل على تطوير مناهج التعليم الديني في المدارس وتحديثها وتنقيتها من كل ما يثير روح الفوقية والكراهية والرفض والإدانة تجاه الديانات الأخرى.

–         رصد أفكار التطرف على صفحات الإنترنت ومواجهتها بصفحات تعليمية تصحيحية موجهة خصوصاً للشباب لردعهم عن الإنزلاق في التطرف وأعمال العنف، وهذا ما يقوم به الازهر الشريف من خلال المرصد الإكتروني الذي أنشأه لهذه الغاية.

–         تفعيل “بيت العائلة المصرية” الذي أنشأه الأزهر الشريف والذي يضم بالإضافة إليه  جميع الكنائس في مصر. ويترأسه دورياً ومناصفةً كل ستة أشهر شيخ الأذهر الشريف ومن ثم قداسة البابا تواضروس الثاني، على أمل تحقيق مشروع “بيت العائلة العالمي” لجميع الأديان.

وبعد تأكيد الأزهر الشريف على استبدال مصطلح “الاقليات” و”اهل الذمة”، بمصطلح “المواطنة”، خرج الوفد بانطباع إيجابي من اللقاء وخَلُص إلى وجوب عدم تحميل الإسلام كدين مسؤوليةَ الأنشطة الإرهابية التي تحصل في العالم اليوم، بل هي مسؤولية من يستغلون الأديان وتوظيف بعض من أتباعها لزرع الفتن والخصومات والتفرقة بين أبناء الدين الواحد وباقي الاديان.

3-    بعد لقاء الازهر توجه الوفد إلى السفارة الأسترالية حيث اقام السفير الأسترالي نيل هوكينز حفل استقبال وغذاء على شرفه تخلله نقاش واقتراحات حول ما يمكن أن تقدمه أستراليا لمصر بهدف دعم محاربة الإرهاب ومساعدة الشعب المصري في مواجهة تحديات الأمن والضائقة الإقتصادية والعمل على تصحيح البرامج التعليمية الدينية في المدارس المصرية لتحاشي زرع روح التفرفقة والتمييز السلبي بين الاديان.

4-    بعدها انتقل الوفد إلى مقر مجلس كنائس مصر في كاتدرائية مار مرقص في القاهرة، حيث شارك أعضاءَ المجلس بالصلاة من أجل الوحدة بين الكنائس بحسب رغبة قلب يسوع الرب والمعلم، ومن أجل إحلال السلام طالبين شفاعة القديس مرقص على ضريحه كي يرد الضربات عن مصر وأبنائها.

5-               بعدها توجه الوفد إلى مقر بطريركية وإكليريكية الأقباط الكاثوليك بضيافة غبطة البطريرك اسحق ابراهيم وعدد من الأساقفة والكهنة الذين تأهلوا بالوفد وتشاركوا معه هموم الشعب المصري وسبل مواجهة تحديات الإرهاب والعمل على تخطي حواجز الخوف وترسيخ المبادىء التي تؤسس لسلام أهلي قوي ودائم. وفي كلمة للمطران بورتيوس، تحدث عن أهمية التراث التاريخي والإرث الروحي الكبيرين اللذين يميزان المجتمع المصري وأعرب عن تضامن المؤمنين الأستراليين مع نضال وشجاعة الشعب المصري في مواجهة موجات العنف العاصفة به. ورد غبطة البطريك ابراهيم بكلمة اعتبر فيها ان الإرهاب يركز حربه ضد مصر، غير أن النسيج الوطني الواحد سيبقى له بالمرصاد. وشكر الوفد غبطة البطريرك اسحق ابراهيم على حسن الضيافة وتمنى لغبطته وللكنيسة القبطية الكاثوليكية في مصر والعالم دوام الإزدهار في الدعوات المكرسة والأنشطة الروحية والإجتماعية لخير الكنيسة والوطن.

6-    وفي اليوم الثاني من الزيارة، يوم الخميس الأول من حزيران 2017، كان للوفد شرف لقاء فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي في القصر الرئاسي حيث استقبل بحفاوة مميزة. بعد تقديم التهاني بعيد رمضان المبارك نقل الوفد من خلال كلمة، القاها باسمه سيادة المطران انطوان- شربل طربيه السامي الاحترام، للرئيس السيسي ومن خلاله إلى كل الشعب المصري تعازيه القلبية الحارة باسم أبناء كنائسهم في أستراليا ونيوزيلاندا على الضحايا الذين سقطوا نتيجة للاعمال الإرهابية الأخيرة، وعبّر الوفد عن تضامنه مع شعب مصر الحبيب في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد. وأكد على دور مصر الحضاري وقيم الحرية والعيش المشترك التي يمتاز بها نسيج الوطن، وشكر الرئيس على عزمه في إعادة بناء الكنائس التي تهدمت والإفساح في المجال لبناء أخرى، ونوه بدوره في السعي إلى تطبيق مفهوم المواطنة بين شرائح المجتمع كافة بينما تحاول بعض الدول تهميش هذا الحق على المسيحيين في أوطانهم الأم. وأشاد بدور الرئيس السيسي وحكمته في قيادة البلاد نحو برّ الأمان والسلام في وجه المؤامرات التي تحاك لإيقاع الفتنة فيها من خلال الأعمال الإرهابية التي يتعرض لها بشكل مستمر المسيحيون الأقباط دون أن يوفر المسلمين من عسكريين وأمنيين. ثم توجه الرئيس السيسي إلى الوفد بكلمة رحب فيها بزيارته وشكره على تضامنه مع شعب مصر ودعمه لمؤسساتها، وأكد للوفد أن الأعمال الإرهابية التي تحصل في مصر وغيرها من البلدان في العالم ليست ضد المسيحيين، وإنما تستغل العنصر الديني  لإثارة النعرات الطائفية وإحداث الفتنة بين أبناء الأمة الواحدة. وفي هذا الإطار، عبر الرئيس السيسي عن شكره بنوع خاص للبابا توضروس الثاني الذي يلعب دوراً أبوياً ووطنياً بامتياز من خلال استيعاب الضربات الإرهابية القاسية التي تصيب أبناء كنيسته، ومن خلال العمل على تهدئة الخواطر وردات الفعل النابعة من حماسة  الشباب خصوصاً والتي قد تجر الكنيسة والبلاد إلى الفوضى التي يهدف اليها الإرهابيون أصلاً من وراء أعمالهم التخريبية. ورأى أيضاً في زيارة البابا فرنسيس، الذي يحبه كثيراً، كما قال، بادرة سلام وطمأنينة واستقرار لمصر ومحيطها.  وفي الختام توجه الرئيس السيسي إلى أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الحاضرين قائلاً لهم ثلاث مرات: “نحن لن نترككم”!

7-  بعد لقاء فخامة رئيس الجمهورية توجه الوفد لزيارة قداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك كنيسة الكرازة المرقصية للأقباط الارثوذكس في مقر إقامته في كاتدرائية القديس مرقص حيث فجر إرهابي نفسه في شهر ديسمبر الماضي داخل الكنيسة وذهب ضحيته عدد كبير من القتلى والجرحى. وعبّر الوفد لقداسته عن خالص احترامه لمقامه ورجاحة فكره وعمق تقواه وغزير حكمته في مواجهة تحديات المرحلة الحالية وأهمية دوره كمرجع يحتكم اليه الاقباط والمصريون جميعاً لخير البلاد وإحلال السلام فيها.

وتوجّه قداسته الى الوفد بكلمةٍ شكره فيها على زيارته وعبّر له عن فرحه الكبير لهذه المبادرة على الرغم من الظروف الأمنية الأخيرة التي لم تثن الوفد على المضي فيها.

وعبّر قداسته للوفد عن نظرته لمستقبل أفضل لمصر من خلال العمل على تصحيح مناهج التعليم الداعية أحياناً الى تمييز المسيحيين والحكم عليهم من منظار ديني، ما يُثير رفضاً لهم في قلوب الطلاب والاجيال. ودعا للعمل على تحريك العجلة الاقتصادية من خلال مشاريع انمائية تعطي للمصريين فرصاً للعمل والثبات في ارضهم.

ولمسَ الوفد من قداسته ثقة كبيرة بعناية الله الذي لا يترك شعبه، وقوّة إيمانية راسخة بتخطّي الجراح والشهادة للرّجاء المسيحي الذي لا يُغلَب ولا يخيّب أحداً.

وختاماً أولمَ قداسة البابا تواضروس الثاني على شرف الوفد وحمّله الهدايا التذكارية.

وتوجّه الوفد مباشرةً بعدها الى زيارة الكاتدرائية البطرسية حيث وقع التفجير الارهابي ، واطّلعوا على الاضرار المادية في الكنيسة التي لا تزال آثارها حاضرة، والتقوا أفراد عائلات الضحايا الذين أعطوا شهادتهم المسيحية القوية وعيونهم ممزوجة بالدموع على فقدان أحبّائهم دون أن تخلو من لمعة أنوار الرجاء السارية في عروقهم.

والبعض من أهالي شهداء الكنيسة قالوا: “نحن نفتخر بشهدائنا ومهما قدّمنا لرّبنا يبقى قليلاً، مقارنةً مع ما فعله الربّ يسوع واحتمله من آلام من أجل خلاصنا.”

وقدّم الوفد للعائلات الهدايا والمساعدات المادّية من خلال مؤسسات قداسة البابا تواضروس الانسانية.

8-    وفي فترة ما بعد الظهر جرى لقاء مع وزيرة الهجرة السيدة نبيلة مكرم عبد الشهيد والتي كان لها دور كبير، مشكورةً مع معاونيها في الوزارة، في تنظيم مواعيد الرحلة والمواكبة الأمنية لها.  وتبنيه  نهجاً تعاونياً بنّاءً يقوم على تقديم المساندة لهذا البلد العظيم، والنابع من الحب والتقدير لهذا الشعب، مضيفة أن التعاون بين الوزارة وبين مجلس الأساقفة سيتم توجيه كاملا لصالح هذا البلد وخدمة أبناءه  في الخارج. وقدم الوفد خلال اللقاء  للسيدة وزيرة  الهجرة ،منحة مالية لتقديمها لاسر ضحايا الإرهاب من عائلات العسكريين الذين سقطوا في سيناء.

9-    وشملت زيارة الوفد ايضاً وزير السياحة السيد يحيا راشد واستمع إليه واطلع منه على ما تعاني منه السياحة في مصر حالياً. ووعده أعضاء الوفد بمساعدته على تشجيع مؤمني الكنائس في أستراليا على الحج الديني إلى مصر، أرض الفراعنة، بالإضافة إلى كونها أيضاً أرض القداسة، إذ استضافت الأنبياء والمرسلين والعائلة المقدسة بعد هربها من هيرودس لفترة لا تقل عن ثلاث سنوات.

10-     وفي المساء أقام سعادة السفير البابوي المطران برونو ماسورو حفل عشاء على شرف الوفد حيث أكدوا له مسيرتهم على خطى قداسة البابا فرنسيس بعد زيارته الأخيرة إلى مصر من أجل نشر رسالة السلام والأخوة بين أبناء مصر مسيحيين ومسلمين.

11-     ويوم الجمعة الأخير في برنامج الزيارة قام الوفد بصحبة ممثلين عن وزارة الصحة بزيارة مصابي حافلة المنيا في مستشفى ناصر التخصصي في القاهرة للوقوف على أوضاعهم والإطمئنان عليهم والصلاة معهم من أجل مضطهديهم وللتأكيد لهم بأن تضحياتهم لن تذهب سدىً على مذبح الشهادة اليومية للمسيح القائم من بين الاموات.

12-     نتوجه ختاما بالشكر من وسائل الإعلام كافةً الحاضرة معنا اليوم في هذا المؤتمر الصحافي، ونخص بالذكر فريق تيلي لوميير ونور سات، الذي رافقنا طوال فترة الزيارة، والمركز الكاثوليكي للإعلام إدارة وموظفين، لاستضافتنا اليوم، وجميع من ساهم من قريب أو بعيد بنجاح هذه الزيارة.

13-   وفي الختام، الشكر الكبير لله الذي رافقنا بعنايته وألهمنا من حكمته وعضدنا بإلهامات عمل روحه القدوس، كي تحقق هذه الزيارة الأهداف المرجوة منها وأهمَّها إرساء أسس السلام والعيش المشترك والتسامح والوحدة والإلفة والإنفتاح والحوار، كأسس ثابتة ودائمة لوحدة شعب مصر بمسيحييه ومسلميه.

 

صوصيان:

وكانت مداخلة  للمونسينيور باسيل صوصانيان عن زيارة وزير السياحة المصرية وقال:

“الشعب المصري شعب بسيط وفقير، ولديه الأماكن السياحة ولزيارتها ولكن المسافات بعيدة وهذا مكلف عليه، وطلبنا أن تكون الأسعار مخفضة أو أن تكون مجانية لطلاب المدارس، لتمكينهم زيارة هذه الأماكن الدينية وغير الدينية، وهذا يمتن ارتباطهم أكثر بوطنهم وينهي هذا العنف وهذا الإرهاب. وقد اعطيناهم مثلا أن استراليا بلد جديدة المنشأ عمرها فقط 240 سنة ومع ذلك شعبها بدون أي حضارة قديمة أو أي تاريخ موجود، يزرع بقلب اولاده حب الوطن والجهوزية التامة للدفاع عن بلده. وكيف بالحري مصر هذا البلد العريق، الذي وزع للعالم العلم والمعرفة والزراعة خلال حقبات تاريخية طويلة، وليس باستطاعنه أن يعطي هذا الحب للوطن لأولاده. ولاحظنا الهجرة الكثيفة طلبا للعمل والمقومات الموجودة في بلاد العالم التي تجعله يعيش بكرامه. “

تابع “وزير السياحة المصرية كان متجاوباً جداً معنا وطلب منا أن نتكلم عن مصر بلد التعايش وحملنا  أن نطلب من شعبنا الأوسترالي زيارة مصر على خطى السيدة العذراء، هذا البلد الذي التجىء اليه السيد المسيح من أجل الأمان، وأن تكون الزيارات مثل الزيارة المقدسة إلى لبنان والأراضي المقدسة وهذا شرف كبير لنا.”

وعقب المطران طربيه وقال “تقدمنا بأقتراح  لوزير السياحة المصرية بالنسية  للأراضي المقدسة وحصريتها بفلسطين واسرائيل، إنما هي تشمل أيضا مصر الأردن ولبنان والأراضي المقدسة المعروفة، ويطلب من وزراء السياحة في هذه البلدان التعاون مع بعضهم البعض لتوضع خريطة الأراضي المقدسة هذه البلدان التي تقدست بزيارة الربّ إليها.”

ابو كسم

واختتم المؤتمر بكلمة الأب عبده أبو كسم فقال:

“السؤال المطروح هل هناك خوف على مصير المسيحيين، وتحديداً على وضع المسيحيين في مصر، وكأنه هناك استهداف مباشر للمسيحيين؟

أجاب “نحن مثل حبة الحنطة تقع في الارض وتموت ولكن تعطي ثماراً كثيرة، هذه هي ثمرة الوجود المسيحي في هذا الشرق  منذ ألفي سنة ونيف، فلا خوف عليهم. وكما يقول البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى “الكنيسة حلقة لا تنكسر”  كنيسة يسوع المسيح تشمل الكنيسة الكاثوليكية، الأرثوذكسية والكنائس الأخرى.

تابع “وتأتي زيارة الوفد الأسترالي في هذا السياق، تربطهم وحدتهم بيسوع المسيح، أتوا  بدافع محبة وغيرة مسيحية لا بل غيرة إنسانية، المساعدات توزعت على المسيحيين والمسلمين، والزيارة لم تقتصر على المسيحيين فقط إنما على المسلمين أيضاً، وهذا يجسد صورة يسوع المسيح الجامع المحب الي جانب الضعيف المظلوم.”

وختم بالقول “شكراّ على هذه المبادرة وأن تكون نموذج لمبادات أخرى من كنائس أخرى وهذا أكبر تعزية لنا وعلى تضامننا.”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

فيوليت حنين مستريح

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير